Part 11

381 10 1
                                    


اليوم التالى الساعة العاشرة صباحاً..

إستيقظ مازن على صوت رنين هاتفه، فتح عينيه ببطء، ثم أخذ هاتفه يفتح الخط دون أن يرى مَن المتصل..

وصله صوت أمه ( صباح الخير يا حبيبى.. عامل إيه )

إبتسم مازن مشتاقاً لها يجيبها ( الحمدلله أنا بخير يا حبيبتى.. إنتى اللى عامله إيه.. بتاخدى أدويتك فى ميعادها )

إستمع لصوتها ( متقلقش عليا يا حبيبى.. أنا كويسه )

شعر بإرتجاف فى نبرتها، فإعتدل يجلس على سريره يسألها ( مال صوتك يا ماما.. فى حاجه )

تنهدت نوال ترد عليه ( فريدة سمعتنى أنا وحنين إمبارح.. وإضطريت أحكيلها )

أغمض مازن عينيه يشعر بالضيق، لم يكن يريد أن تعرف زوجة أخيه شئ، صمت ثوانى ثم سألها ( قولتلها إيه )

ردت عليه ( قولتلها إنك خطفتها وأبوها بلغ عنك فلازم تتجوزها عشان متتحبسش، وزى ما قولتلى.. دى الطريقة الوحيدة اللى هتساعدك تنتقم منها ومن أبوها )

قبض مازن على كفه.. سرق إنتباهه كلمة " تنتقم منها "، يشعر أنه يُخطئ بما يفعله، بالأمس ظل يفكر طوال الليل أن يتركها تذهب ويحدث ما يحدث له، لا يريد أن يظلمها، لكن عندما عاد شريف وقص عليه ما حدث، وردة فعلها عندما رأت الورق، أخبره أن يُكمل خطته، لحماية نفسه من السجن ولحمايتها من أبيها و مَن يعمل معهم، لا يعرف ماذا يفعل يريد أن يصدقها، لكنه لا يعرفها للدرجة التى تجعله يثق بها..

أبعد أفكاره عندما وصله صوت أمه تناديه بصوت عالى فرد عليها بأسف ( معلش يا ماما كنت بفكر فى حاجه، متقلقيش هبقى أتكلم معاها.. المهم دلوقتى أنا هاجى النهاردة أنا وهى، عاوزك تقوليلهم اللى هقولك عليه دا...)
.............................

فى الغرفة المجاورة لمازن

سيلين واقفة أمام المرآة، تمشط شعرها بعد أن إستحممت.. تبكى دون أن تعرف إلى أى حزن تنتمى دموعها، هل تبكى لشعورها بالتعب الذى ينهش جسدها؟!.. أم لروحها المتعبة؟!.. أم للضجيج الذى يسكن رأسها؟!.. أم لوالدتها وأخيها وشوقها لهم؟!.. أم لمعرفتها حقيقة أبيها؟!.. أم لذكرياتها القاسية معه؟!.. أم لمستقبلها لا تعلم ماذا سيحدث لها؟!.. أم لأحلامها التى ودعتها؟!..

تشعر بإستنزاف طاقتها، اليوم عيد ميلادها الواحد والعشرون، ولكنها تشعر بأن روحها تجر خمسين عام، لطالما أمام أحزانها صمدت عينيها ولكن قلبها كان يدمع، اليوم لا تستطيع عينيها الصمود، وقلبها أصبح محطماً كثيراً، تنهدت بحزن تقول بداخلها " ‏أيتها الحياة، بادلينى هدوئى، توقفى عن رَجمى، أريحينى بهدنة، تجعلنى أعود كما كنت"..

إنتهت من تمشيط شعرها، تنظر لوجهها الشاحب، رفعت التيشرت تنظر لبطنها، أتى على عقلها لمحات أن مازن كان بجانبها يعطيها الحقنة، شعرت بملمس أصابعه عليها، حركت يدها موضع الحقنة تبتسم بضعف لعدم شعورها بوجع هناك يبدو أن يده خفيفة..

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن