part 21

358 13 1
                                    


وقت الغروب واقفاً فى شرفة غرفته مبتسماً، يراقبها بملامح هائمة..

يتسائل " كيف تمتلك كل هذا الجمال وحدها؟! "..  " أى سحر ألقته عليه؟! ".. " أى لعنة أصابت قلبه بها ؟!  "..

مر شهر منذ ليلة زفافهم، فقد خلال هذه الأيام السيطرة على قلبه بدرجة كبيرة، كل يوم يقع بها بإستمرار وبلا إدراك، حتى أصبح قلبه ملكها..

مرر نظره عليها جالسة فى منتصف الحديقة أمام لوحة ترسم بكل خفة، فأصبحت هذه عادتها، أذهلته موهبتها فى الرسم، فهى محترفة بما تحمله الكلمة من معنى، يشعر كلما يشاهدها ترسم أنه يأخذ عينيه فى نزهه..

إبتسمت سيلين تنظر للوحتها لا تصدق ما خطته يدها، فكانت ترسم بقلبها حتى ظهرت ملامحه أمامها، لقد إحتل قلبها وعقلها لدرجة تخيفها، لم تشعر يوماً بهذا الإنجذاب تجاه أى شاب، لقد عاشت طوال السنوات الماضية تُشيد حواجز حول قلبها تمنع أى شخص من الإقتراب منه، إلا هو..سمحت له أن يلمس روحها..

وبالرغم من وجود شعور بداخلها أخبرها أن تبتعد وتحافظ على هذه الحواجز ، إلا أنها هدمتها، وإستسلمت للآمان والدفئ الذى أحطاها بهم الأيام الماضية، فقد كان حنوناً متفهماً معها أمام عائلته وعندما كانوا وحدهم، وبالرغم من أنهم يتظاهرون بحبهم وزواجهم، إلا أنها فى أوقات كثيرة كان تشعر أن ما بينهم حقيقى..

لقد كان سبب إبتسامتها كل يوم عندما تستيقظ على شجاره مع قطتها دون أن تعلم سبب هذا الشجار حتى الآن، تجده يصارع ليبعدها عن شعره وقطتها تأبى بشدة..

إبتسمت بإتساع ممتنة لوجوده فى حياتها، بالرغم من قسوته فى البداية إلا أنها عذرته وأوجدت له مئة تبرير..

ممتنة أيضاً لعائلته الجميلة فقضت أوقات سعيدة مع خاله وجده، تشاركهم لعب الشطرنج وهم يقصوا لها قصص جميلة ، وأحياناً تخرج معهم لتشاهد البلد..

وأمه الحنونة الجميلة تُذَكِرها دائماً بأمها، تعاملها برفق وتهتم بها وبصحتها، حتى أصبحت أفضل حالاً وإكتسبت بعض الوزن.. إبتسمت تتذكر المخبوزات التى تعدها زوجة خاله والحلاويات التى تعدها خصيصاً لها مع سكر قليل للغاية، بالتأكيد ستكتسب وزناً، فجعلوها طوال الشهر الماضى تأكل ما لم تأكله السنوات الخمس الماضية..

أما جيهان وحنين فأصبحوا أكثر من أخوات لها، تشاركهم كل شئ، وتقضى معظم وقتها معهم..

حتى فريدة بالرغم من الحدود التى تضعها بينهم، سمحت لأولادها أن يجلسوا معها، حتى أصبحت مليكة مهووسة ب لولى لا تتركها إلا عند نومها، وأسر تُعلمه الرسم وتلعب كورة فى الحديقة معه برفقة مازن..

لم تكن تتخيل أبداً بعد ما تعرضت له أنها ستعيش كهذه سعادة يوماً، تتمنى أن تدوم سعادتها ولا تخذلها الحياة كما تفعل معها دائماً..
........................

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن