Part 5

451 10 1
                                    


الساعة الواحدة صباحاً أثناء سقوط الأمطار توقفت السيارة أمام المنزل، نظر مازن لباب المنزل بصمت، ليخترق صمته صوت شريف ( زى ما إتفقنا يا صاحبى.. مش هتأذيها بعد كدا.. هنتكلم معاها نشوفها تعرف حاجه ولا لا.. وأنا متأكد إنها متعرفش حاجه)

ألقى عليه مازن نظرة حادة قائلاً ( قولتلك ميغركش شكلها.. شوفت إمضتها على الورق.. يعنى راضية عن القرف اللى أبوها بيعمله.. متستبعدش إنها ليها علاقة بالموضوع )

نفخ شريف من عناده قائلاً بملامح مقتضبة ( إنزل يا مازن هتفضل دماغك ناشفة)

نزل مازن دون أن يرد عليه فلحقه شريف، يجروا الإثنان حتى لا يبتلوا من المطر.. وضع مازن المفتاح بالباب حتى فتحه، دخل وخلفه شريف ينظرون حولهم لم يجدوها..

فى لحظة وجدوا القطة أمامهم ترفع رأسها تمرر نظراتها المضطربة بينهم عينيها تدمع، توسعت أعينهم ينظرون لبعض لأول مرة يروا هذا المشهد أمامهم، يتسألون بداخلهم " لماذا تبكى هذه القطة ".. لتبتعد عنهم مصدرة موائها تجرى بإتجاه صاحبتها التى كانت خلف الباب.. تسمروا مكانهم ينظرون لها، جسدها ساكن بلا حراك رأسها على ذراعها وجهها مختفى بين شعرها..

جروا الإثنان ناحيتها إقترب منها مازن يهزها لم تتحرك، فرفع رأسها بحذر يُبعد شعرها عن وجهها، ليشعر بأن العالم توقف من حوله يمرر نظره عليها بصدمة واضعاً يده على خدها مكان دموعها التى جفت.. رأى شريف يمد يده ليتحسس نبضها ولكن قبل أن تصل يده لرقبتها، إستمعا لصوت خافت يشبه الإنذار، فتلاقت أعينهم .. تسائل مازن بصوت مرتجف ( إيه الصوت دا )

هز له شريف رأسه بالنفى يخبره أنه لا يعلم، فإقترب مازن منها يحاول تتبع الصوت من أين يأتى حتى إلتقطت أذنه الصوت، مد يده يرفع كم التيشرت التى تلبسه، ناظراً للشئ الموجود هناك بلا فهم، عبارة عن جهاز صغير ملتصق على ذراعها من الخلف شاشته تضئ وتظلم..

رفع رأسه ناظراً لشريف وجده يقترب منه و وجهه شاحباً يقول بصدمة ( ينهار إسود دى.." إبتلع ريقه يُكمل وهو ينظر لمازن ".. دى عندها السكر )

تأكد عندما وجد القطة تقترب منهم فى فمها حقنة، فمسكها شريف ليجدها حقنة أنسولين فارغة..

نظر شريف حوله سريعاً يبحث عن حقنة مثلها، لمح الكيس الذى إشتراه كما هو شربت الماء فقط.. أخذ شنطتها التى كانت بجانبها يبحث بداخلها لم يجد شئ، إقترب منها واضعاً يده على شريانها النابض فى رقبتها ليجد نبضها ضعيف..

إنتفض سريعاً من مكانه يهز مازن الذى كان فى عالم أخر ينظر لها، فصرخ به ( قوم يا مازن بسرعة بتموت )

لم يتحرك من مكانه عينيه متسمرة عليها فهزه شريف بقوة حتى نظر له ( فوق يا مازن.. شيلها بسرعة نوديها المستشفى )

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن