الغُدَاف

part38

تنبض في أعماقنا قوة هائلة، قوة تفوق بكثير ما نتصوره أو نؤمن به، إنها تلك الطاقة الجبارة التي تتجلى في لحظات اليأس العميق أو الألم المبرح، حينما يراود الإنسان شعور بأن كل شيء قد انتهى، فيبرز هذه القوة لتثبت أن هناك شيئًا أعظم وأكبر مما يستطيع العقل العاري استيعابه.عندما يتراقص الظل بين خيوط الظلال، ويقترب الفجر بخجل من نافذتك، ستشعر بأنك لست بمفردك في هذه الحرب  فهناك كيان أعظم من ذاتك، أكبر من مشاغلك التافهة وأكبر من آمالك المبعثرة. قد يكون هذا الكيان هو الحب الذي يضيء دروبك، أو الألم الذي ينغز القلب، أو حتى الفناء الذي يلوح في الأفق، لكنه موجود، ينتظر تلك اللحظة التي تلامس فيها جوهرك

.استقام كارلوس بسرعة، مُتجهًا بنظره نحو هذا الشيطان الذي أَخفى عن عينيه رؤية لويس.

تنبعث منك رائحه خوف أيها البشري
تحدث الشيطان الذي واجه كارلوس ثم قهقه بقوة ليبقى كارلوس يحدق به وبشكله
حيث كانت بشرته رمادية تتسم بالغرابة، وعليه رأسٌ خالٍ من الشعر، وجروحٌ تعصف بعينيه وباقي وجهه.

أمسك كارلوس بسلاحه بسرعة، مُلقيًا به نحو عيني الآخر، مُضيفًا جرحًا جديدًا إلى جراحه السابقة. ضحك الشيطان، مُمسكًا بجرحه بيديه، ثم تقدم نحو كارلوس بخفة وسرعة، كأنه ليس بالأعمى

.بينما في الجهة المقابلة، كان لويس محاصراً بين براثن هذان الشيطانان، حيث أمسك أحدهما ذراعيه من الخلف بينما الآخر يمسك فكه بقوة، متحدثاً إلى قرينه:
هذا هو المطلوب، لننقله إلى السيد سيرجي

لكن لم يكد الشيطان يكمل عبارته، حتى قُطعت رقبته بعنف، متناثرة دماءه على وجه لويس الذي أرجع رأسه باندفاع إلى الوراء، مصطدمًا برأس الشيطان الذي تراجع من شدة الألم.
دع ابني وشأنه، أيها البغيض!

سمع لويس صوت والده وهو يطعن الشيطان الملقى على الأرض بسيفه الضخم. ابتسم لويس بصلابة، ممسكاً بكتف والده، قائلاً:
أبي، دعنا نذهب لمساعدة كارلوس والبقية

أومأ له ميليانوس، وانطلقا معاً نحو كارلوس.

__________

تلقى آمبا قوة هائلة دفعته بقوة إلى أحضان كاڤا، حتى سقطا على الأرض بعنف.
اللعنة عليكِ

أطلقها كاڤا تجاه الشيطانة التي انهمرت عليهما بقواها. كان عليه أن يساعد حبيبه على التماسك، بينما كانا يتصارعان مع هذه الشيطانة التي لا تبدو أنها ستستسلم بسهولة.

تنفس آمبا بصعوبة، وهو يوجه نظره نحو كاڤا الذي بدا أنه أعيا أكثر منه بسبب عواصف الرياح التي كان يبذلها.