الغُدَاف

part35

كانا يتواجدان في مؤخرة السيارة بينما نوح يقودها

كيف يمكن لسراڤيون أن يترك أخاه وحيدًا في تلك المقاطعة؟ ماذا سيكون مصيره إذا تعرض للأذى هناك ونحن بعيدون عنه؟

تحدثت رو بلهجة تحمل غيضًا تجاه نوح، الذي تنهد عميقًا ثم رد عليها بهدوء
ساتان بحاجة إلى مكان آمن ليختبئ، هل تذكرين ما قاله القائد؟ إذا كان بيننا في هذه اللحظات الحرجةسيتعرض للأذى لذا فإن المقاطعة تعتبر ملاذه الآمن في الوقت الراهن حتى نتمكن من الاجتماع مرة أخرى.

تنهدت رو بتعب وعدم رضا، بينما كارلوس رفع حاجبيه متأملاً نوح بحيرة
ما هذا الصوت؟

قبض نوح على المقود بقوة، ومدّ رأسه من نافذة السيارة ليرى خلفه دراجتين هوائيتين، فلعن بصوت عالي وصرخ
اللعنة، إنهم مطاردون!

نظرت رو خلفها باستفسار عميق، تسأل:
بشر؟

سارع نوح في قيادته ليجيبها، بينما عينيه تراقبان الطريق بحذر.
لا أعلم أنهم متخفين!

اشتكت الأخرى بغضب،
لماذا تتوالى علي المصائب في كل مرة.
تذمرت بامتعاض، ثم أعادت ترتيب جلستها، بينما أخذ كارلوس الهاتف من يد نوح، الذي منحه له ليقوم بالاتصال بالآخرين بعدما رأى أن عدد الدراجات الهوائية قد بلغ أربعة.
لم يكن بحوزة نوح سوى سلاح واحد، وبداخله أربع رصاصات فقط، ليقذف بها نحو كارلوس الذي أخرج نصف جسده من زجاج السيارة.حين رأى اقتراب الدراجات النارية منهم،
حاول توجيه سلاحه نحو إحدى العجلات، لكن صرخته المليئة بالألم كانت كالصاعقة للآخران،لتسحبه رو بسرعة إلى الداخل ونظرت بصدمة إلى يده التي كانت تنزف بغزارة.

العواهر! لقد أطلقوا النار على يدي
انطلقت كلمات الألم من بين شفتيه بينما حدق بتلك الرصاصة  الغائرة في لحمه.

أنزلت رو أسفل قميصها، ومزقته لتلف يد كارلوس به. ابتسم نوح حين لمح تلك الدراجات النارية تتقدم نحوه،من الأمام ورأى بولتن على إحداها، فصرخ بملء حنجرته:
استمروا إلى المقر، نوح، البقية في انتظاركم دعوا الباقي لنا 

أخرجت رو رأسها من السيارة، قائلة
"كن بخير، عزيزي."

أطلق بولتن قبله طائره نحوها لتعيد جسدها ناحيه الداخل بينما بولتن تابع مسيره بخطى حاسمة وكان أوبين يجلس خلفه على ذات الدراجة، رافعًا سلاحه الكبير في اتجاه الدراجات. رفع يده، مشيرًا إلى الرجال خلفه ليشهروا أسلحتهم أيضًا. صرخ بولتن بصوت مدوٍ نحوهم، مطالبًا إياهم بأن يمطروا أعداءهم بوابل من الرصاص.