part34

89 4 5
                                    

فتح عينيه ببطء، وكان الألم ينساب في عروقه، لينظر حوله إلى المحيط. وجد نفسه واقفًا، فيما كانت يديه مقيدتين إلى الأعلى ورجلاه كذلك، بينما الجزء العلوي من جسده عارٍ تمامًا، مملوءًا بالكدمات والجروح، وشعره الأسود يتساقط على جوانب وجهه. كان المكان يفتقر إلى الضوء والنظافة، وعرف أنه في سجون أريزلاك. كان شعور التعب يثقل كاهله جراء ما عاناه سابقًا. رفع رأسه عندما استشعر اقتراب أحدهم، فرأى ذو الشعر الأبيض يتقدم إليه ببطء، ثم أمسك بعنقه وبدأ بخنقه بقوة خفيفة بينما يتحدث إليه
لم أعتد رؤيتك بهذا القدر من الجمال والرقة، آسڤين

نظر إليه آسڤين بقلق.
ماذا تريد مني، سيرجي؟

رد عليه الآخر بنظرة باردة، ثم تركه وتقدم نحو أذنه ليهمس له
أريدك

تململ آسفين بارتباك، فرأى مجموعة من جنود الشياطين تقتحم الزنزانة، حيث بدأوا في فتح أصفاده، ليسقط على ركبتيه ويديه، عاجزاً عن الوقوف رغم تناوله لعقار القوة، لكنه، للأسف، لم يكن له تأثير يذكر.
أطلق صرخة ألم عندما أمسك سيرجي بشعره بعنف، مما أجبره على الاستقامة ليقوده إلى الخارج تحت نظرات الجميع.استمر آسڤين في التعثر بلا انقطاع وهو يحاول الإمساك بيد سيرجي الذي كان يجره بعنف، حتى وصلا إلى غرفة الآخر الخاصة، حيث قذفه سيرجي على الأرض بعنف. أخرج الأخير مجموعة من الملابس وأشار إلى الحمام قائلاً
"اذهب واستحم، آسڤين"

نظر إليه الآخر بذهول، يلهث من التعب، حتى استقام بصعوبة وهو يترنح، ملتقطاً الملابس بقلق عميق، لا يدري متى سيبدأ الآخر في إنهاء حياته. دخل الحمام، وملأ البانيو بالماء، ثم استلقى داخله، زافراً بارتياح عظيم، مغمضاً عينيه.

لم يكن يدرك كم من الزمن انقضى عليه وهو يستحم، حتى خرج أخيرًا ليضع تلك الملابس التي منحها له الآخر على جسده . وعندما توجه خارج الغرفة، وجد الآخر جالسًا على السرير بهدوء، لكنه نظر إليه واستقام نحوه، مما دفع آسڤين إلى التراجع خطوة إلى الوراء كلما اقترب منه الآخر
مد سيرجي يده ليلمِس شعر الآخر الأسود المبلل، ونظر إليه قائلًا:
شعرك الأسود هذا لا يروق لي، آسڤين، هل تدرك ذلك؟

أكتفى الآخر بالنظر إليه دون أن ينبس بكلمة.أمسك سيرجي بيديه برفق، وأجلسه على الكرسي أمام المرآة، ثم بدأ يجفف شعره بهدوء كأنما يتعامل مع خيوط من حرير.
أفعالك تثير الشكوك، سيرجي، أتعلم ذلك؟ ماذا تنتظر؟ لماذا لم تنهي حياتي بعد؟

توء توء، عزيزي، هل نسيت أنك خالد لا تموت

لقد استنفدت قواي جميعها، والآن لم أعد سوى إنسان عادي

الغُدَافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن