part36

57 4 0
                                    

ما إن استحوذ الحارس على القماش الأبيض ورفعه عن وجه الآخر، حتى أطلقت رو صرخة مدوية، جعلت بولتن يمسك بها بكل قوته، متأهبًا لعدم انهيارها، وعيناه تتسعان في ذهول.

بينما كان كارلوس متجمداً في مكانه، يراقب حالة ساتان الذي كان راكعًا بضعف على ركبتيه، محاطًا بنظرات الحراس الذين بدأوا يوجهون أسلحتهم نحوه، واقفين في خلفه كظلال قاتمة.

رفع ساتان رأسه نحو الكاميرا، وكانت عيناه تحملان في عمقها أسرارًا كثيرة، تتحدث بلغة لم يستطع أحد فهمها.تعلقت رو بيد بولتن وركعت على الأرض،  وصرخت بأعلى صوتها ليمسك بولتن برأسها يديره عن الشاشه ويحتضنه الى كتفه بينما بدأوا
  الحراس يفتحون النار على جسد ساتان الذي تجلى ألمُه في ملامحه، ولم يمضِ وقت طويل حتى سقط جسده على وجهه، ساكنًا كأنما أُطفئت فيه روح الحياة.

سقط أزريل على ركبتيه، مندهشًا ومصدومًا وهو يشهد إعدام صديقه أمام عينيه. قبض بيرال على يديه بقوة، وظهرت ملامح الغضب بصورة جلية على وجهه، ثم اندفع مسرعًا إلى الداخل حينما انطفأت الشاشة.

أغمض عينيه بإحكام عندما رن هاتفه باسم سراڤيون، متجاهلًا المكالمة، حيث كان لا يدري ماذا يقول. كان شعور الذنب يثقل كاهله، كونه من اقترح ضرورة بقاء ساتان في المقاطعة. يكاد لا يصدق ما حدث، وكأن الألم يجتاحه من داخله.التفت نحو أوبين، الذي اقترب منه بخطوات حاسمة،
أخبر الجميع  بأن المعركة قد بدأت، وأنه آن الأوان لمحوهم هم وآريزلاك من الوجود.

أومأ له الآخر، وعجّل بالخروج ليبلغهم بكلمات قائدهم حتى يتأهبوا لمواجهة المصير.




__________

رجف جسده بشدة عندما شعر بوطأة شعور مريض، ففتح عينيه بلهاث متسارع، وجلس من رقاده ليُشرف على الأجواء المحيطة به. نظر نحو الجهة الأخرى، محاولًا أن يلمح أثرًا له، ولكنه لم يجد له أي وجود.استقام من مكانه، متوجهاً نحو الخارج من الكوخ ليكتشف كاسار جالساً بعيداً برباطة جأش، عينيه ترنو إلى القمر في تأمل عميق. اقترب منه وجلس بجانبه، موجهًا نظره نحو ملامح وجهه، وتساؤل يعتمل في قلبه:
لماذا لم توقظني؟ لقد بدأت مناوبتي منذ ساعة

التفت كاسار برأسه نحو ذي العيون الحمراء، قائلاً: لقد رأيتك تغط في نوم عميق، ولم أكن أريد إزعاجك

همهم كاڤا بكلمات مفعمة بالهموم، بينما عينه لم تفارق القمر،
كارلوس ورو قد انطلقا مع بيرال، بينما ساتان بقي وحيداً في المقاطعة. لقد أخبرني آمبا أن الجميع سيتوجهون غداً إلى أريزلاك، ويريدون منا أن نكون هناك أيضاً

الغُدَافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن