كان ذلك المشهد الرائع في السماء يهيمن على ساحة المعركة، حيث يتصادم الجسدان الطائران بعنف من بين أجنحتهما المتباينة، فيما تتساقط الثلوج عليهما. ابتسم كاسار اتساعًا حين رأى حبيبه ومهجة روحه حيًّا، وهو يحمل على كتفيه جناحين أبيضين ضخمين يليقان بجماله الفائق، بينما يواجه الشيطان ناصور الذي يتمتع بأجنحته السوداء بشراسة. كانا محاطين برياح شفافة تتناغم مع القتال الى جانب ساتان توقفت آلام وشم جماعة الغربان لتعم الفرحة بين الجميع حين علموا ببقاء ساتان على قيد الحياة
وجه كاسار نظره نحو الشيطان المتوج بالتاج
وارتسمت على وجهه علامات الغضب عندما شهد ما يجري في السماء. يبدو أن حليفه ناصور لم ينتصر أمام شريك قوي كساتان.لم يكن كاسار يدرك ما حدث وما فعله هذا الشيطان، عندما وجد نفسه في مكان مألوف أدرك فيما بعد انه المكان الذي عاش به جزئا من طفولته تحت كنف عائلته المحبة
أخذ نفساً عميقاً، وتقدم نحو ذلك البيت الكبير الذي كان يحيط به تلال عديدة في منطقة خالية من المنازل سواه.
دخل البيت ليجد نفسه وسط ضجيج عائلي يشتعل بين أبويه، بينما هو كان غارقاً في نومه العميق في غرفته الصغيرة، بلا أدنى فكرة عما يجري حوله. وعندما استيقظ في ذلك اليوم المشؤوم، وجد نفسه محاطًا بعدد من الأطفال في المختبر، وكأن القدر قد ألقى به في قلب عالم غريب.كان يتذكر والدته بوضوح، فقد كانت شغوفة بالمختبرات العلمية، تكتشف أسرار الطبيعة وتغوص في عالم المحاليل الكيميائية المتنوعة. لقد جاء إلى الحياة بفضل حيوانات منوية من والديه المثليين، اللذين كانا في علاقة حب متينة، بينما كانت والدته صديقتهما المقربة التي اقترحت فكرة إنجاب طفل من رحمها، فاستجابا بعد تردد وتأثير كل منهما على الآخر.
في لحظة غير متوقعة، لاحظ كاسار نفس الطبيب الذي يعذب الأطفال في المختبر وهو يدخل إلى منزل عائلته، داعياً والدته لانضمامها إلى مختبرهم الواسع، وكأنها فرصة لا تُفوَّت في عالم مليء بالأسرار والتجارب.لكن والديه لم يقتنعا بتلك الفرصة السانحة، حتى اقترح أحدهما أن يذهب هو ووالدته إلى المختبر. وبالفعل، توجه الاثنان إلى المختبر برفقة الطبيب، بينما ظل والده الآخر في مكانه يراقب ابنه، وقد غلف القلق ملامح وجهه. فجأة، سمع ضجيجًا عالياً بالخارج، فتسارعت خطاه نحو الصوت، لكن ما إن لمح المشهد حتى اتسعت عينيه دهشة ورعبًا. رأى جثث صديقته وأم ابنه وحبيبه، وقد غطتهما الدماء، وجرى سحب جثثهم إلى إحدى العربات. كان السبب وراء ذلك هو رفض والدته الانضمام إلى المختبر، بعد أن رأت العديد من الأطفال محتجزين في داخله، مما أدى إلى القتل البشع
لم يكن والده الاخر في مأمن أيضاً، فتم قتله الى جانب والده وأمه
وُدعت عائلته إلى مصير مأساوي في ذلك اليوم، وتم سحل جسده الضعيف والمرهق نحو المختبر. عندئذٍ، التقى بكاڤا الذي جاءوا به أيضًا
أنت تقرأ
الغُدَاف
Actionأنَا زعَيم هَذه الَارض وسَيَدها وسكانَها مَجرد بيادق تَحت رَحمتَي ذات طابع مثلي جميع الحقوق محفوضة ممنوع تحويل الرواية الى شخصيات اخرى