الفصل السادس والعشرين« لقد عُدت»

90 12 16
                                    

*لمـا تصحـى مـن النـوم اعـرف إن ربنـا أمهلـك يـوم جديـد عشـان تتـوب وتبـدأ مـن جديـد ، مـش عشـان تڪمل فـي المعاصـي اللـي فاتـت .*
*اليـوم ده فرصـة جديـدة ، ويمڪن تڪون الأخيـرة .*

*الأمـس ڪان آخـر فرصـة لحـد غيـرك .. فـاحمـد ربنـا علـى نعمـة يـوم جديـد🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍 .*

صلوا علي نبي الرحمه💫.
__________________________________

بتلك اللحظه والتي تحدث بها منير عن ماهية ما بالحقيبه وسبب حصوله عليها حتي شعر نبيل بالعالم يدور من حوله فحديث منير لم يكن بالعابر مطلقاً بل كان ذا مغذي والذي وصل له بوضوح وياليته لم يصل، فما زاده الا إستحقاراً لذاته، ليبتلع نبيل مرارة حلقه وهو يجاهد ليتحدث مردفا بابتسامه متألمه:

"انا مش عايز حاجه"

كان ذلك هو كل ما استطاع قوله وهو ينهض عقب حديثه يرمق منير بصمت قاتم فَرُغم رغبته المُلحه في استرسال المزيد، مُعرباً عن مقته لنفسه وكونه اضحي يشعر انه لم يعد يرغب بسواها رفقته وانه ولو عاد به الزمن لاغلق بوجه منير مُكالمته، ولاخُفى كُل شئ يُدينها، هذا وان كانت قد ارتكبت شئ من الاساس مما اتهمت به فلزال قلبه رافضاً لتصديق سبب وجودها خلف القضبان الى الآن، وبكونها مُجرمه،ومُختله، وشقيقةُ متوحشه، وامرأه لا تصلح لآن تكون انسانه، ولكن كل ذلك كتمه داخله وبقلة حيله التفت ليندفع خارجاً ومغلقاً الباب خلفه بعنف انتفض منير علي اثره وهو يرمق الباب المغلق امامه بصدمه، لا يصدق بأن تلك الاعين النادمه والنظرات المُستنكره خرجت من نبيل موجهه له، بينما نبيل خرج من ذلك المكان يُجاهد ليتنفس وهو يشعر بوجود شئ مُعتلي صدره يخِنُقه، فهل كان علي وشك ان يقبض ثمن تدميرها بيده قبل قليل، لينفض رأسه بحده لعنناً ذاته فهو لم يكن وغداً هكذا من قبل ولن يكون الآن، فيكفيه الجحيم المشتعل داخله والذي لم تطفئ ناره بعد منذ رحلت عنه ، وكيف رحلت؟؟! بسببه هو، ليتوجه لدراجته الناريه مُستقلاً اياها وهو يتحرك بها جاهلاً تحديداً لوجهته غير عالما لاين يندفع راحلاً، ولكن ذلك الشعور بأن الهواء البارد يصدم وجه كان يفيقه من غوافته التي كادت تودي بحياته ان اصابته بتلك اللحظه،فكلما يتذكرها بخياله كان مشهد اعتقالها يفيقه صافعاً اياه كما الرياح من حوله، ليمر بعض الوقت وكان يوقف دراجته لينزل منها مُندفعاً لمبناه وسرعان ما اقتحم منزله بصدر يعلو ويهبط من شدة سقمه وحسرته حتي استمع فجاه لضحكات عذبه سرقت انتباهه لتجعله يبتسم باضطراب من وسط دموعه وهو يتوجه لغرفته ليبصر صغيرته تلعب علي الفراش لا تحمل هماً لا للحياه ولا لما يحدث بها، ليتقدم من الفراش وهو يستلقي عليه يأخذ صغيرته داخل احضانه او هي من احتوته لا يدري ما حدث بتلك اللحظه الا انه انفجر في بكاء مرير يلتمس امان داخل احضان طفلته لم يبصره يوماً وكأن الحياه اتت بها له لتكون ملجأ له من نفسه حتي، وعلي اثر بكائه صمتت الصغيره عما تفعل وتحفز جسدها لوالدها لا تعلم ما يجب فعله إلا انها سندت براسها علي كتفه كما يفعل معها ونبيل شعر انه سقط بعالمه الخاص ودوامه ابتلعته احيت بداخله ذكريات قد مرت والآن فقط علم قيمتها،كذكري اول لقاء وذكري اخر لقاء، فمن بين ابتسامه مُرحبه خبيثه القتها عليه فور اول مره ابصرته بها، لابتسامة حزينه مخذوله فور رحيلها عنه، ليُتمتم بقهر وحدة بُكائه لم تنخفض بعد بل ازدادت الماً:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

« يوماً ما »  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن