Chapter 16

36 7 0
                                    


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

✨ ما تنسوا الاعجاب و التعليق ✨

_____________

سحب إلياس كرسياً، متكئاً عليه بحركة متأنية وفي عينيه بريق ماكر: "كنت بفكر إني أقترح عليك اقتراحاً."

تأمله منصور بنظرة متفحصة، متجاهلاً الرد بينما راحت عينا مريم تتنقلان بينهما كحكم يراقب مباراة مصيرية.

خلال الأيام القليلة الماضية، لمست مريم اختلافاً في إلياس عمن سبقوه من الأطباء. كان الوحيد الذي انشرح له صدرها. تمتمت في سرها داعية أن يمضي الأمر على خير، فقلبها يخبرها أنه بريء وأن هذه مجرد أحد ألاعيب نايلة المعهودة.

تسللت أمنية صامتة إلى قلبها أن يبقى هذا الطبيب الشاب، أن يكمل رحلته في علاج حفيدها ليعيده إليها معافى كما كان.

تنحنح إلياس، مقاطعاً شرودها: "أممم في بالي خطة صغيرة."

اعتدل منصور في جلسته، وارتسم على شفتيه انحناءة ساخرة: "خطة؟ خطة إيه؟ مش معنى إننا ملقناش العلبة هنا يبقى أنت خلاص برا الدائرة."

أطلق إلياس صفيراً خافتاً، وأرخى جفنيه بتكاسل مصطنع: "معاك حق، بس لو قلتلك إن خطتي الصغيرة هتجيبلك اللي عمل كده تحت رجلك؟"

احتقن وجه منصور قليلاً: "وليه أنا مطالب مني أثق في كلامك؟"

"مش مطالب منك حاجة.:" ارتسمت على وجه إلياس نظرة ثعلب ماكر، :"بس براحتك، مع إني متأكد إنك حريص تعرف أنا ناوي على إيه."

تسللت ضحكة خافتة من منصور: "غريب أنت وأفكارك، بس يلا قول، إيه اللي في دماغك؟"

رمق إلياس منصور بنظرة انتصار مبكر: "أوك، خلينا نفكر... لو في حد هو اللي حاول يسمم نايلة هانم وسمع كلامنا ومعاه العلبة لحد دلوقتي، وبما إننا مش لاقيين العلبة في الزبالة، يبقى أول حاجة هيعملها إيه؟"

خيم الصمت على الغرفة حتى قطعته مريم بصوت متردد: "هيحاول يخبي العلبة ويرميها بليل خالص في الزبالة قبل ما تتجمع عشان محدش ياخد باله؟"

لمعت عينا إلياس بانتصار وفرقع بإصبعه: "بالظبط! والتركيبة فين؟ نمسكه متلبس!"

تشنجت عضلات وجه منصور وهو يتأمل الطبيب أمامه: "ثقتك دي بتشككني في نفسي، ومش عارف ليه حاسس إنني محتاج أصدق كلامك."

مال إلياس برأسه قليلاً، ونبرة صوته تحمل مزيجاً من البراءة والدهاء: "منصور بيه، أنا دكتور مش عاوز مشاكل وجاي عشان آكل عيش. هحاول أسمم حد ليه بالعقل؟ وأنا أذكى من إني أورط نفسي بالشكل ده. وبرضه مقدرش أشوف حد بيحاول يوقعني وأسكت. وبعدين..."

تسللت ابتسامة ماكرة لشفتيه : "مش الموضوع ممتع برضه؟ حد يحفرلك حفرة ويقع فيها وتعد تتفرج من بعيد؟"

قبور صامتة - Silent graves ⁠✧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن