سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم✨ ما تنسوا الاعجاب و التعليق ✨
_____________
**الفصل الثامن عشر**طرق إلياس مراراً وتكراراً لكن لا رد أو مجيب حتى شعر بيده ترتعش. نظر حوله للدقائق يحاول ضبط أفكاره والتفكير في حل. الباب مغلق من الداخل، ما العمل؟
كانت الأنوار الخافتة الدافئة تزيد من توتره سوءاً. بحث حوله في الغرفة، عينه وقعت على بطاقة من إحدى ألعاب الذكاء الخاصة بأليكس الملقاة على الطاولة. أمسكها بسرعة، مررها بين الباب والإطار محاولاً دفع لسان القفل. أصوات خشنة صدرت وهو يحاول، حتى انفتح الباب أخيراً بصوت طقطقة هادئة.
أخرج زفيراً طويلاً محرراً الهواء العالق في رئتيه، أمسك المقبض الخاص بالباب دافعاً إياه ليدخل وفي مخيلته قد توقع أسوأ ما يمكن.
كان أليكس ظهره مقابلاً للحائط ومعصمه ينزف دماً، تسرب حتى خرج من أسفل باب الحمام ليشد انتباه إلياس لتلك الكارثة. المكان معتم وما ينيره تلك الإنارة من الخارج. لا عجب أنه ظل يبحث عنه لكنه لم يجده لأنه لم يكن ليظن أنه هنا يرتكب تلك الحماقة.
وجهه كان شاحباً وتنفسه غير منتظم، حبيبات العرق تكونت على جبهته لتلتصق خصلات شعره بها. كان شبه فاقد للوعي.
أما إن أردنا التحدث عن إلياس فقد كان يغلي من داخله غضباً ويريد الآن خنق ذلك الأهوج بيديه حتى يهدأ ويشفي غليله.
لكن شكل أليكس المرهق ليس متعباً للعقل أو العين بقدر ما هو متعب ومؤلم للقلب. لا ينكر إلياس أنه شعر بالشفقة تجاهه. بكل الأحوال هذا لا يسوغ فعلته.
اقترب إلياس منه مبتعداً عن خطوط الدم التي انتشرت بالأرضية أو الشفرة الحادة التي كانت بجانب أليكس.
أمسك بكتف الأشقر برفق يهزه في محاولة لجعله يستعيد وعيه الضائع.
"أليكس؟ أليكس؟ هل تسمعني؟"
انفرج جفنا أليكس بإرهاق ينظر لإلياس بدون التفوه بكلمة ليعاود إغلاق عينيه وكأن شيئاً لم يكن.
ذهب إلياس وبلل يده بماء بارد ليضع يده على وجنة أليكس الحارة، وهنا بدأ أليكس يشعر بما يحدث حوله.
صفع يد إلياس مبعداً إياه عنه ووجه نظره لمعصم يده النازف. لم يكن على وجهه أي معالم توحي بأي شكل من أشكال الندم أو الألم، وكان الشعور قد هجر صاحب الخمسة عشر عاماً.
تنهد إلياس بضيق ليذهب ويحضر عدة الإسعافات الأولية وينير أنوار الحمام فيظهر بوضوح. لم يكن تصميمه يختلف كثيراً عن غرفة أليكس الفاخرة.
كان واسعاً، أرضيته ذات لون رمادي قاتم يلمع بخفة تحت الضوء، يبدو كخشب فاخر لكنه يخفي لمسة صناعية.

أنت تقرأ
قبور صامتة - Silent graves ✧
Mystery / Thrillerعندما يتنكر الصحفي (إلياس) في هيئة طبيب نفسي، لم يكن يتوقع أن المهمة التي بدأها لفضح اسرار عائلة الصاوي ستقوده إلى سر أكثر خطورة. في أعماق القصر، يكتشف وجود أليكسندر-فتى في الخامسة عشرة من عمره، سجين داخل أسوار العائلة، يعاني من متلازمة كوتار كما يظ...