رحلة

1.1K 285 143
                                    

السلام عليكم.
كيف حالكم؟.

سبحوا الله وإستغفروا.

لا تنسوا التصويت والتعليق فضلا.

بسم الله.

شكل الشخصيات في الغلاف.

• •
• •
• •
• •
• •
• •
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

بعد أن أنهى السيد يحيى وسيلي الإفطار، أخذت قاعة الطعام تسكن في صمت خفيف، سوى من صوت الأواني الفضية التي تُنقل بعناية من قبل الخدم. وقف أولاي في مكانه خلف سيلي، متابعًا بعينيه كل حركة صغيرة. كان يعرف أنه قد حان الوقت لإحضار شاي الزنجبيل والنعناع، المشروب المفضل بعد الإفطار للسيد يحيى وسيلي.

بإيماءة صغيرة وغير محسوسة، انحنى أولاي بخفة وغادر القاعة بخطوات هادئة وسريعة. عبر الممرات الواسعة المؤدية إلى المطبخ، حيث كان كل شيء تحت سيطرته وإدارته. فور وصوله، بدأ بتوجيه الطباخات والخدم بتحضير الشاي كما هو مطلوب. كان التزامه بالدقة لا يعرف حدًا، فالشاي يجب أن يكون في درجة الحرارة المثالية، مع النكهة الممزوجة بشكل لا تشوبه شائبة.

أولاي بنبرة هادئة لكنها حازمة: شاي الزنجبيل والنعناع للسيد يحيى والآنسة سيلي، بسرعة ودقة.

أطاع الخدم أوامره دون تردد، وبدأوا بإعداد المشروب وفقًا لتعليماته. كل شيء كان يسير كآلة موجهة بدقة، كما خطط أولاي دائمًا. بعد دقائق قليلة، تم تقديم صينية الشاي إليه. تأمل في الأكواب الكريستالية، والتأكد من أن كل شيء مثالي قبل أن يبدأ في العودة إلى قاعة الطعام.

عاد أولاي إلى القاعة، ممسكًا بصينية الشاي التي كانت تلمع تحت الضوء الطبيعي المتسرب من النوافذ الكبيرة. كان يسير بخطوات واثقة ولكن خفيفة، حتى لا يحدث أي صوت غير مرغوب فيه. حينما وصل إلى الطاولة، وقف للحظات قصيرة أمام السيد يحيى ، ثم انحنى بخفة، ووضع كوب الشاي برفق أمامه.

أولاي بصوت هادئ، موجه للسيد إليجاه: شاي الزنجبيل والنعناع، كما تفضل يا سيدي.

ابتسم يحيى قليلاً وهو ينظر إلى الكوب أمامه، ثم رفع عينيه نحو أولاي بإيماءة تقدير خفيفة.

السيد يحيى بهدوء: شكرًا، أولاي. كما هو متوقع منك، دائمًا دقيق.

أومأ أولاي برأسه دون أن ينطق بكلمة، ثم توجه ببطء نحو سيلي، التي كانت جالسة بهدوء على طرف الطاولة، تراقب والدها بخفة. اقترب أولاي منها بحذر، ووقف خلفها لثوانٍ قبل أن يمد يده ليضع كوب الشاي أمامها برفق، كما فعل مع والدها.

كانت سيلي قد تعودت على حركة أولاي الصامتة والدقيقة، لكنها لاحظت هذه المرة تفاصيل جديدة. بينما كان يمد يده أمامها ليضع الكوب، رأت كيف أن أكمامه كانت مطوية بعناية إلى فوق مرفقيه، كما هو معتاد منه. ومع أن يديه كانت دائمًا مغطاة بقفازات سوداء قصيرة، لاحظت الحركات الحذرة والماهرة التي أظهرها. لطالما أثار فضولها سر ارتداءه الدائم لتلك القفازات.

يخدمني ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن