الفصل الثلاثون ( ماضى فينسيا _ النظرة الاولى )

167 12 1
                                    


وقف الجميع فى نظرات حزن وليو مُمدد بين ذراعى جينى دون حراك . قاطع تشارل لحظات الحزن وهو يشير الى ليو
"رفاق انظروا الى جروحه "
نظر الجميع الى ليو ليجدوا جروحه تختفى . وفجأه بدء يسعل , ويفتح عينيه ببطئ ليرى وجه جينى وهو ينظر اليه بقلق . نهض ليو ببطئ وهو يمسك رأسه وينظر لاصدقائه ليرى نظرات الخوف والقلق تملئ وجوههم
"اخخ مالذى حدث . لما تنظرون الى هكذه ؟"
ريد " لقد اقلقتنا عليك . ظننا انك مت "
"مت لما !"
زيدان " لقد اصابتك احدى ضرباتى عندما فقدت السيطره لهذا ظننا انها قتلتك "
"اهاا اجل تذكرت . لقد كانت ضربة قوية . لكن يبدو انها لم تكفى لقتلى "
نظرت له ريحانا وهى تبكى " لم اكن سأسامح نفسي لو حدث لك مكروه . انا اسفه "
ابتسم ليو لها " هاى لا تبكى فأنتى ليس لكِ ذنب . كما انى لم امت . فأنا حى امامكم "
ابتسمت ريحانا وهى تبكى " اجل "
ابتسم راسكن وهو يضع يده على خصره " حسنا الان لقد أطمئنت قلوبنا على ليو وأستعاد زيدان السيطرة على نفسه . مارئيكم ان نكمل رحلتنا "
ريد " معك حق . هيا بنا يارفاق لنستعيد نشاطنا ونكمل رحلتنا "
هم الجميع بالنهوض بينما تحدث جينى
"انتظروا "
وقف الجميع ونظروا له متعجبين بينما اكمل حديثه
" ليو اردت ان تعرف لما اخفيت عنك الحقيقة وحاولت الدفاع عن فينسيا صحيح "
نظر له ليو فى نظره مليئه بالغضب والجديه
"سأخبرك كل شئ الان وهنا "
نظر الجميع لبعضهم ومنهم من جلس ومنهم من استند الى حائط وهم يستمعون الى جينى
"اتذكرون الفتره التى حُبسنا فيها جميعا فى غرفه بيضاء ثم فُتحت بوابات وبدأت تسحبنا بداخلها , فى ذالك الوقت سُحب كل واحد الى بلده ليواجه عائلته, الا انا فقد سحبنى فتى يابانى معه لينقلى الى احدى القرى فى اليابان , كانت تلك قرية هوكا "
نظر ليو فى شئ من الاهتمام " هوكا !"
"اجل وهناك قابلت فينسيا وقامت بقتل الفتى الذى كان معى , ثم ظهر رجل غريب , كان مظهره يوحى انه محارب قوى وحكيم , ملابسه توضح مدى غنا ذالك الرجل , تحدث الى فينسيا وكأنه يعرفها وليست الا دقائق حتى بدأت المعركة بينهما . كانت معركة مرعبة بين مقاتلان قويان لكن فى منتصف المعركة اختفى ذالك الرجل وانشغلت فينسيا فى البحث عنه , استغللت تلك الفرصه لكى اهرب من هذا المكان , لكن سوء الحظ كان يلاحقنى لاجد نفسي واقفا امام ذالك الرجل وجها لوجه "
بدء جينى يتذكر ماحدث معه حينها . كان توشيرو واقفا وعلى وجهه نظره غضب بينما يرتعش جينى من الخوف
"م م مرحبا ايها المقاتل , اا ان فينسيا ليست هنا , اه اجل هل تظن انى معاها لا لا ان تلك الفتاة مشعوذه حاولت قتلى عدة مرات , مارئيك ان نعقد صفقه ان نقتلها معا , يبدو انك تكن لها كرها شديدا "
اجابه توشيرو بكل برود " هذه الفتاة ابنتى "
بدأت ملامح الخوف تزداد على وجه جينى وحاول ان ينقذ نفسه من هذا الموقف " ا ابنتك , ها هها هاا ان ابنتك قوية حقا ياسيدى , بالتأكيد هى مثل والدها , انها رائعه حقا قد تكون قاسية وتقتل الجميع دون رحمة الا انها طيبه ها هها هها "
"انها خائنه "
نظر جينى نظره احباط الى توشيرو وصرخ فيه " اخبرنى اذا كنت تريد قتلها ام لا , لانى اشعر انى لا افعل شئ سوى انى اسرع من موتى "
ابتسم توشيرو ابتسامة خفيفه وقال فى هدوء " اهدء ايها الشاب فأنا لن أؤذيك . بل انا هنا لاطلب منك شيئا "
"هاا تطلب منى شيئا . اهاا اذا انت تريد استغلالى واستغلال عبقريتى هذا ليس من شيم الرجال "
قاطع توشيرو كلام جينى فى صرخه غضب "اخرس ودعنى اكمل كلامى "
صدم جينى وبدء يرتبك " اه اجل اجل أعتذر . اكمل حديثك ايها الرجل الشهم الطيب الرائع "
"قلت لك اخرس . اهاا لا اعرف كيف يمكنك ان تثرثر هكذه "
"اهاا هذه قصة طويله فاولدتتى كان ...."
نظر جينى الى توشيرو وهو يتحدث ليرى نظرة الغضب على وجهه
"ه هاه هها انا اسف لن اتحدث ثانية مارئيك ان اغادر سيكون هذا افضل لك . ماذا لم تعجبك الفكرة اذا ما..."
لم يكمل جينى حديثه حتى وجد سهم يمر من جانبه فوقف مكانه كالتمثال
توشير" تفوه بحرف اخر وسيكون السهم القادم فى رأسك "
لم يتحدث جينى بل اشار بيده اشاره توضح الصمت فأكمل توشيرو حديثه
"اسمعنى جيدا . قبل ان اقول طلبى . سوف اخبرك بحقيقه فينسيا تلك الفتاة التى تصفها بالقاسيه وبلا رحمه "
تغيرت ملامح جينى لتتحول لنظرات اهتمام
" ادعى تنسريو توشيرو كنت فى يوم من الايام حاكم لقرية كوها كانت لدى زوجه جميلة تتميز بشعرها الاحمر الشبيه باللهب وقوة جسدها الفولاذية . زوجتى لم تكن يابانية بل هى من اصلا المانية والدها كان يملك صاله قتالية لتعليم كل اساليب القتال التى تعلمها فى اليابان , تم ارسالى الى هناك كامدرب وهناك تعرفت عليها وتزوجنا وآتينا الى اليابان وانجبنا طفلتنا الاولى وقد كانت تشبه والدتها كثيرا فى كل شئ , لكنها كانت متهوره وذكية وقوية لدرجة كبيره تلك الفتاة هى فينسيا "
وهنا بدأ توشيرو يتذكر احداث الماضى . حيث فتاة فى العاشرة بشعر احمر طويل مجدل وشريطه فى منتصف شعرها فى نهايتها تخرج ريشة سوداء وترتدى تنورة وااسعه تصل الى ركبتها سوداء اللون وعند الخصر مربوطة بحزام حديدى ذهبى اللون مرسوم عليه نقوش وفى الاعلى ترتدى تي شيرت قصير اسود اللون مليئ بالنقوش الذهبية وتخرج منه النقوش على جسدها , متصل بكمام واسعه وطويله طرفها مربوط بسوار ذهبى عند معصمها و ترتدى قلادة ملتفه حول عنقها وفى وسطها قلب ذهبى صغير , تركض وسط القرية بسرعه ,ثم قفز رجل من فوق احد الاسطح ذو شعر اسود اللون طويل وعينان ضيقتان يبدو فى آواخر العشرينات وبدء يركض بجانب الفتاه
"ايتها الاميره , لقد انجبت الملكة "
" ماااااذا لما انجبت الان الم تستطيع الانتظار قليلا "
" هذه الاشياء لا يمكن ان تنتظر ايتها الاميرة "
"اخخ تبا حسنا ماذا تريد الان "
"لقد امرنى الحاكم ان اتى لأخبارك , الا تريدين المجئ لرؤية الطفل "
" لا استطيع فأنا معاقبه لا يزال امامى 143 دورة اخرى "
"لكنكى تركضين منذ الصباح , كما ان الحاكم لا يراقبك ويمكنك خداعه واخباره انكى درتى المئتان دورة "
"جوديل انت احد اكبر الحراس وعليك ان تعلمنى الامانه وليس الخداع , كما انى لست بلهاء فأنا اعلم انك ستذهب لتخبر ابى لهذا اذهب وانا سأتى بعد ان انهى عقابى "
"كعادتك ايتها الاميره حسنا الى اللقاء "
واختفى الرجل واكملت الاميرة الركض وحدها فألقى لها احد التجار تفاحة وهو يبتسم
" خذى ايتها الاميره فأنتِ تركضين منذ 7 ساعات متواصلة "
التقطت الفتاة التفاحة " شكرا لك ايها العم "
ثم اكملت ركضها وبعد مرور ساعات طويله واقتربت الشمس على المغيب وصلت الفتاه لقصر ضخم وهى تركض ثم دخلت فيه وبدأت تركض فى الممرات حتى فتحت غرفه كبيره مليئه بالأثاث الثمين وفى منتصفها سرير ذهبى اللون يلمع بشدة مفروش بمفارش من حرير ظهره يشبه ذيل الطاووس . وتجلس عليه سيده جميله كالبدر بشعر احمر طويل مفرود على السرير وعينان ورديتان تنظر للاميرة فى أبتسامة هادئه ورقيقه . قفزت الاميرة على السرير بجانب السيده وقامت بعناقها بشده , أبتسمت الحاكمة
"ايتها المسكينه يبدو انكي مرهقه "
لكن الاميره نامت بسرعه هائلة فى احضان والدتها .تسقط اضواء الشمس الحمراء على السرير لينعكس الضوء فى الغرفه ويرسم لوحة فنية لطفلة جميله نائمة فى احضان والدتها التى تملس على شعر طفلتها فى ابتسامة رقيقة . وهنا دخل توشيروا بملابس الحاكم الحريريه المرصعه بالذهب بشعرة الاسود وعيناه الحدتان فى غضب
"هاا ماذا تفعل تلك المشاكسة هنا ؟"
ابتسمت الحاكمة " هششش انها نائمة "
"هل انهت عقابها "
"اجل لقد انهته . ظلت تركض منذ شروق الشمس حول القرية "
"جيد "
"الا ترى انك تقسو عليها كثيرا "
" هى من تتسبب لنفسها بهذا "
"لكن مالذى فعلته لكل هذا ؟"
" انتِ تعلمين جيدا مالذى فعلته "
"كل هذا من اجل انها تسللت لتحضر لك المعلومات "
"انتِ تستهينين بالامر كثيرا . ماذا ان رآها احد الحراس "
"هذا مستحيل فافينسيا سريعة جدا بسبب كثرة العقوبات التى تلقاها يوميا "
"ليس هذا فقط ماجعلنى اغضب . انا لم أمرها بالتسلل الى قرية ايكيمى , تلك القرية التى استمر القتال بينها وبين قريتنا قرون طويله , لقد سئمت من تلك الحرب لهذا اسعى لتحقيق السلام بين قريتانا لكن بتسللها هذا الى مكان تدريب الجيش الخاص بهم واحضار تلك المعلومات قد يتسبب فى حرب تدميريه لا يمكن ايقافها وسنفقد الالاف من الارواح اعلمتى الان لما انا أعاقبها "
"اجل اعلم هذا جيدا "
نظرت الحاكمه لفينسيا ثم ابتسمت " لكن تلك المشاكسة لا تهتم لامر عقابها فاهى عنيدة وتتخذ ذالك العقاب تدريبا لها انها تشبهك كثيرا "
"وهذا ما يخيفنى اكثر "
"يخيفك . عليك ان تفتخر بها , انظر الى الجانب الاجابيى . الم تفكر قد بكيفيه تسللها الى جيش العدو دون ان يلحظها احد . ان اعظم المقاتلون عندنا الذين برعوا فى التسلل فشلوا فى التسلل الى تلك القرية "
"اعلم هذا جيدا واعلم ايضا ان فينسيا ستصير مقاتله لا يشق لها غبار عندما تكبر واعلم ايضا انها عبقرية . وان عقلها يساوى عقل اعظم مخترع فى العالم . لكن عندما كنت فى مثل عمرها , كنت متمردا مثلها وتمردت على عائلتى لاوقف تلك الحرب . اخشى ان تقوم فينسيا ب..."
قاطعته الحاكمه فى صوت غاضب " لا تكمل كلامك التافه هذا . ان ولاء فينسيا كله لقريتها وعائلتها . انها تحارب وتتدرب من اجلهم , سوف تصير حاكمه عادله عندما تكبر اتعلم لماذا لانها تملك قلب ابيها الذى يعشق بلاده .واكبر دليل على هذا قدمها , انظر جيدا لقدمها التى تنزف من كثرة الركض حافية على الارض الساخنه , لما قد تفعل كل هذا , انت تعرف جيدا لما "
وهنا استيقظت فينسيا بسبب صوت والدتها المرتفع وهى تمسح عيناها
"امى لما تصرخين لقد افزعتنى "
ابتسمت الام " انا اسفه عزيزتى لم اقصد ايقاظك "
وهنا نظرت فينسيا جانبها لتجد والدها امامها فأتسعت عيناها وقفزت خلف والدتها على السرير وهى تشير لوالدها فى نظرة غاضبه مضحكه
"مالذى يفعله هذا العجوز هنا "
نظر لها توشيرو فى استخفاف و احباط " عجوز . الا تستطيعن احترام والدك قليلا , كما انكِ فى غرفتى لو لاحظتى هذا "
نفخت فينسيا جانب من فمها فى تذمر وهى تربع يداها " لو كنت والدا جيدا لما عاقبتنى هكذه على شئ انا لست مذنبة فيه . اتعلم ان قدماى الماتانى كثيرا "
"بل تستحقين هذا العقاب لانكى خالفتى اوامرى ثانيا انا لم اطلب منكِ الركض حافية القدمان "
"اجل لكنى اعتقدت ان قدماى ستصيران اقوى اذا تحملتا الما اكبر "
اندهش الاب من كلام فينسيا بينما ابتسمت والدتها
"هاى الم تنسي شيئا ياصغيرتى "
تحولت نظره فينسيا الى نظره شقيه وابتسامة تملئ وجهها " اجل اجل اين هو ؟"
"هههه انه خلفك فى ذالك السرير "
ركض فينسيا على سرير صغير معلق بأرجوحه ومسدول عليه ستار من حرير . نظرت فينسيا فى السرير بنظره اعجاب ودهشه وابتسامه لترى طفلا صغيرنائم بشعر اسود خفيف 
"هااااااا ياله من طفل جميل جداا . امى هل قمتم بتمسيته ؟"
"لا لقد انتظرنا ان تسمية اخته المشاكسة "
ابتسمت فينسيا وهى تنظر للطفل وقامت بأخراجه من السرير وهى تبتسم وترفعه للاعلى وهى ممسكة به وتنظر له
"امم راين سأسميه راين "
"راين ياله من اسم جميل "
"اى . راين كم انا سعيده ايها الحاكم راين . اجل ستصير حاكم هذه البلاد بل وستصير محاربا باسلا ايضا وستحكم شعبك بالعدل وتحمى الضعفاء منهم . ولا تقلق فأنا سأكون بجانبك دائما وسأحميك , سأصير حارستك وفارستك الاولى ويدك اليمنى التى تثق بها . اعد بحماية هذه البلاد معك الى الابد "
نظر لها توشيرو فى اندهاش ثم نظر للحاكمه التى بدورها تنظر اليه وهى تبتسم , ثم عاد بنظره الى فينسيا التى تحمل الطفل وهى تلعب معه ليستيقظ ويمسح على وجهها , يرى طفليه وحلمة يتحقق امامه , فتعتليه ابتسامة ثقه , ثم جلس بجانب زوجته وقام بتقبيل رأسها . فقفزت فينسيا وسطهما وهى تحمل راين
" اريد قبلة ايضا "
فقبلها والدها وقاما بعناقها هى وراين لتظهر لوحة جميلة تعبر عن سعادة تلك الاسرة الصغيرة.
وفى اليوم التالى كانت فينسيا تتدرب مع عمها على حركات القتال
العم " وااو لقد تحسنتى كثيرا ايتها الاميرة "
"عمى لا تنادينى بالأميرة فأنت شقيق ابى ومن حقك ان تنادينى كما تريد "
"حسنا ايتها الطفلة المشاكسة . حسنا وقت الاستراحة "
توقفت فينسيا وهى تلهث " عمى مارئيك هل سأصير محاربة قوية مثلك ومثل ابى وامى فى يوما ما "
"اممم اظن انكِ لن تصيرى مثلهم "
"ماااذاااااااا "
"بل ستصيرى اقوه منهما ومنى ايضا . فأنتِ بعمرك هذا ينقصك القليل لتصيرى مثلنا لكن ينقصك الكثير لتصلى الى مستوانا "
نظرت له فينسيا فى استخفاف " هل هذه احجية "
" اجل وعليكِ حلها "
نفخت فينسيا فمهها تذمرا . التفتت فينسيا لتجد والدها ومعه بعض الحرس وهم يتحدثون . بدء الفضول ينتاب فنيسيا لتعرف مايدور معهم
العم " هاى فينسيا ابقى هنا سأذهب لارى مايحدث "
وذهب العم الى اخاه وبدأ حديثهم يتحول الى صراخ فى غضب
العم " ماهذا الهراء توشيرو "
"هذا ليس هراءا , سئمت من ارسال الرسل كل يوم الى هناك . وكل ما احصل عليه هو روحا اخرى تذهب سدى "
"لكن هذا لا يعنى ان تذهب الى هناك بنفسك "
نظر توشيرو الى فينسيا الواقفه بعيد وتنظر لهم ثم اخفض صوته , وليست الا ثوانى حتى دخل العم وتوشيرو الى القصر تاركين فينسيا فى حيرتها . فركضت الى جودايل
"هاى جودايل مالذى يحدث هنا لما ابى غاضب "
نظر لها جودايل وابتسم ابتسامه تخفى قليلا شديدا خلفها
"لا شئ عزيزتى مشاكل الحكم فحسب , اذهبى انتِ واكملى تدريبك "
ثم غادر جودايل ولكن فينسيا لم تقتنع بكلامه , وقررت ان تنتظر الغداء لتسأل والدها . ولم يمر ساعات حتى جاء وقت الغداء لتجلس فينسيا ووالدها ووالدتها على مائده طويله . كانت فينسيا تلتفت بنظرات الى والدها دون ان ينتبه وكأنها تحاول سؤاله لكنها خائفه لكنه قطع خوفها
" ماالذى تريدين ان تسألينى عنه فينسيا "
" ها ماذا ا ا انا اريد اا "
ابتسم توشيرو " اعلم جيدا ماتريدين السؤال عنه . تريدين معرفه سببب الشجار الذى دار اليوم صباحا اليس كذالك "
"اجل "
"امم لنرى بالتأكيد لن استطيع الكذب عليكى لانكى ستكشفيننى . حسنا لقد كان يتشاجر عمك  معى لانى قررت الذهاب الى قريه ايكيمى غدا "
اتسعت عينا فينسيا " ماذا لكن لما ؟"
"حتى اقابل زعيمها واحادثه وجها لوجه "
"لكن ماذا لو حاول قتلك ؟"
"هاى ياصغيرة هل تظننينى ضعيفا لهذه الدرجة "
"امم لا انت رجل عجوز "
"شكرا على المجاملة "
نظرت فينسيا فى صحنها فى حزن , فلاحظ الاب حزنها وحاول تهدئتها
"لا تقلقى فوالدك قوى ويستطيع هزيمة اى عدو كما ان عمك وجودال سوف يكونان معى "
نظرت له فينسيا وحاولت ان تخفى قلقها بأبتسامة خفيفه . حاولت الحاكمة ان تقوم بتغير  الموضوع
"عزيزتى مارئيك ان تأخذى اخاكى معكِ غدا لتريه الغابات وتلعبا قليلا "
ابتسمت فينسيا من الفرح " اجل "
ثم نظرت لوالدها " ابى اريد ان اسألك شيئا "
"ماذا ياعزيزتى "
" لما لا تقوم بتدريبى على استخدام القوس "
نظر لها الاب فى غضب " لانكي لا تزالين طفله ولا يمكنك استخدامه الان هل فهمتى ولا تكررى هذا السؤال مرة اخرى "
"لكن يابى انا اطلب منك هذا منذ عامان "
"قلت لكي لا تكررى هذا السؤال ثانية "
نظرت فينسيا للارض فى حزن " امرك يا ابى "
ثم نهضت من على المائده وغادرت غرفة الطعام
الام " الا تستطيع ان تتحدث معها بهدوء قليلا "
" انها لا تتوقف على الالحاح لتعليمها فن القوس "
"ولما لا تعلمها فأنت تعلمته وانت اصغر عمرا منها "
صمت الاب ولم ينطق بكلمة . وانتهى اليوم دون مشاكل . وفى اليوم التالى كانت فينسيا فى الغابة تلعب مع اخاها الرضيع فى البحيره وهى تحمله على كتفها , نظرت فينسيا امامها لترى خيول تتحرك لا ليس امامها بل تبعد امتار عده عنها لكنها تمكنت من رؤيتها رغم بُعد المسافة وكثافة الاشجار . خرجت فينسيا بسرعه من البحيره ورتبت ملابسها وركضت خلف الخيول دون ان يلاحظها احد . اذ ترى والدها وجودايل وعمها يتجهون نحو القرية الاخرى . لحقت بهم فينسيا وعلى بعد عده امتار من البوابه وقف امام فينسيا اربع حراس
" سيدتى الاميره لا يمكنك اللحاق بهم "
"لحظه منذ متى وانتم هنا "
"لقد كنا نراقبك انتِ واخاكِ منذ خروجك من القرية "
"ومن امركم بهذا "
"سيدى الحاكم "
نظرت لهم فينسيا فى غضب واختفى والدها عن ناظرها ليصل الى القرية الاخرى ليجد حارسان امام بوابة ضخمه
"من انتم وماذا تريدون ؟"
" انا توشيرو حاكم قرية هوكا أتيت لاقابل الحاكم ساكاتا , لاعقد معه معاهدة سلام "
"ومن الذى معك " هذا اخى الامير شوكاشى ويدى اليمنى الفارس جودايل ."
"حسنا سنرسل معكم اربع حراس سيرشدوكم الى الحاكم "
دخل توشيرو ومعه اربع حراس وبدءوا بالسير فى القرية واهل القرية يلقونهم بنظرات حاقده مليئة بالغضب وعلى بُعد مترات من القصر وقف الحراس الاربعه. نظر لهم توشير متعجبا
"مالامر لما توقفنا هنا ؟"
التفت الحراس الاربعه لهم واشار احدهم بيده ليقفز عشرات الحراس من فوق الاسطح
صرخ توشيرو فى غضب " مالذى يحدث هنا ؟"
اجابه زعيم الحرس " هل تظن اننا سنسمح لك بمرور الى الحاكم وقتله . يالك من ساذج ايها الحاكم . اهجموا عليهم "
وقف جودايل و شوكاشي امام توشيروا ليصدوا الحراس فصرخ فيهم توشيروا
"انتظروا . اسمعنى جيدا ايها المحارب لقد آتينا للقاء حاكمك وليس فى نياتنا ان نقاتل احد .فنحن جئنا للسلام وليس للحرب . جودايل شوكاشي ترجعا حالا "
تراجع الاثنان للخلف ولكنهما بقيا مستعدان فى اى لحظه . أبتسم المحارب فى سخرية
"يالك من حاكم جبان وضعيف . تقف مستسلما امام عدو يهدد قريتك بالخطر . اسمعنى جيد حاكمنا كان يعلم بقدومك وهو من امرنا بأيقافك واغتيالك ايضا "
"هكذه اذا لكنى لازلت اريد مقابلته "
"اذا حاول تخطينا ايها الحاكم . هيا اقتلوه هو من معه "
هجم الحراس على توشيرو الذى وقف مكانه  على الخيل بلا حراك ولكن فى لحظه طار معظم الحراس بعيدا . ويقفز جودايل و شوكاشى من على احصنتهم ويقفون بجانب توشيرو وهما ممسكان بسيفان وفى نظره مليئه بالحماس والثقه . بينما اعاد توشير كلامه فى جدية وغضب
"قلت لك نحن لم نأتى للقتال بل آتينا لنقابل حاكمكم فأين هو اخبرنى حالا "
نظر له المحارب فى غضب ورفع سيفه " لم تصل اليه ولو على جثتى "
"هكذه اذا "
ركض رئيس الحرس وباقى الحراس نحو توشيرو ولكن وقف امامهم جودايل وشوكاشى وبدء الالتحام بينهم قضى جودايل على معظم الحراس بسهوله . بينما كانت الغلبة لشوكاشى الذى كان يبارز رئيس الحراس فأصابه فى كتفه وقدمه فتراجع وهو ينزف وهنا حضر مزيد من الحرس الملكى فأبتسم رئيس الحرس وهو يختبئ خلف الحراس وقف جودايل وشوكاشى مستعدان فصرخ فيهما توشيرو
" انتظرا . فالنتراجع هيا "
لم يناقشا توشيرو بل اخمدا سيوفهما وقفزا على خيولها وهموا بالمغادرة . التفت توشيرو خلفه قبل ان يغادر
"اعلم حاكمك هذا انى سعيت للسلام لكنه اراد الحرب وراد اهدار ارواح عشيرته . لكني لن اسمح له بهذا وسأوقف تلك الحرب "
ثم غادر الثلاثة القرية . وعادوا لقريتهم
جودايل " لما لم تتركنا نقاتلهم . لتصل انت للحاكم "
"لا اريد اهدار ارواحا اكثر يا جودايل سأجد حلا اخر "
وهنا ركض احد الحراس الى توشيرو
"سيدى كارثه لقد وصل احد الحراس الذين كانوا يحمون الاميرة والامير, مصابا وقال ان هناك حراس هجموا عليهم فى الغابة "
"مالذى تقوله . واين هما الان "
"لا يزالان فى الغابه لقد ذهبت الحاكمة الى هناك ومعها بعض الحرس "
"تبا سألحق بها "
جوديل " لا انتظر سيدى سأذهب انا . على احد ان يبقى فى القصر "
"انهما ابناى ياجوديل "
" ثق بى سيدى سأعود بهما "
"اغغغغ . تبا . حسنا اياك والعوده بدونهما "
"امرك سيدى "
. وفى الغابة كانت فينسيا تسير وهى تحمل شقيقها فى غضب لتجد والدتها امامها
"امى ماذا تفعلين هنا ؟"
"فينسيا اانتى بخير "
"اجل انا بخير لما ؟!"
"لكن الحراس "
"اجل لقد هاجمنا بعض الحراس من القرية الاخرى وقاموا بقتل الحرس اللذين كانوا معى لكننى تمكنت من هزيمتهم "
وهنا جاء جوديل " سيدتى الحاكمة . ايتها الاميرة "
" جودايل هل عاد ابى مالذى حدث ؟"
"اجل قد عاد سأخبرك بالتفاصيل لاحقا . لكن اخبرينى هل انتِ والامير بخير "
" اجل لا تقلق انا لست ضعيفه حتى يهزمنى بعض الحراس . مع ذالك فقط كاد اخى ان يموت "
الام " ماذا لما ؟"
"عندما هجم علينا الحرس لم يكن معى اى سلاح حاول حراسنا حمايتنا لكنهم قتلوا جميعا حاولت الركض لكنى تعثرت وسقطت . فقفز احد الحرس وقام بأخذ اخى والقاه من فوق التل "
"وماذا حدث ؟"
" لقد انقذه فتى "
"فتى ومن هو "
نظرت فينسيا فى غضب وهى تنفخ فمها "انه فتى مزعج وتافه وغبى . قام بالقفز فى التل وقام بأنقاذ اخى "
نظر لها جوديل فى تعجب " اذا لما انتِ غاضبه . يجب ان تكونى سعيده لانه انقذ اخاكِ"
صرخت فينسيا فيه فى غضب " لان ذالك الغبى كان ينادينى ب ال ف....."
..........
"الفذاعة "
قاطع ليو حديث جينى بهذه الكلمه لينظر له الجميع فى تعجب ثم رفع رأسه ونظر للسماء فى ابتسامه والهواء يطير شعره
"الان تذكرت . تلك الفذاعة "
وبدأ ليو يكمل السرد . بينما كان توشيرو فى القرية . كانت فينسيا تسير وهى تحمل اخاها وخلفها الحراس
"تبا كنت اريد ان ارى مالذى سيحدث مع ابى . لكنه كان اذكى منى ليرسل هؤلاء الحراس خلفى "
وفجأة قفز عدد مايقارب اربعة عشر حارسا امام فينسيا . فركض حراسها بسرعه ليحيطوا بها
"ايتها الاميره ابقى خلفنا "
وهنا قال احد الحرس الاخرون " هه لم يخونى نظرى اذا . انها الامير فينسيا وولى العهد الامير راين . يالها من فريسه "
"مارئيك انقتلهما ونرسل جثتهما لوالدهما ام نأخذهما رهينه "
"اقترح ان نعذبهما قليلا "
"لكن اولا علينا ان نتخلص من اربع حشرات يحيطون بهما "
بدء الالتحام بين الحرس لينتهى بقتل الحراس الثلاثه فصرخ الرابع وهو يقاوم
"ايتها الاميره اهربى بسرعه هيا "
نظرت فينسيا له وكانت متجمدة مكانها لكنها سرعان ما استجمعت شجاعتها وبدأت بالركض لكنها تعثرت وسقطت ارضا , فحاولت النهوض ونظرت لاخاها وقبل ان تمسك به قفز احد الحرس وقام بأمساكة ووقف عن طرف تل كبير وهو يضحك فى سخرية والحرس يحيطون بها ونظرات السخريه تعلو وجوههم وفينسيا تجلس على الارض
امسك الحارس راين من يداه ومد يده عند التل
"مارئيك ايتها الاميرة . اتريدين ان تقولى شيئا لاخاكِ قبل ان يذهب فى رحلته الطويله "
"ايها الوغد اترك اخى وشأنه "
"امم لا اظن ان تلك هى الكلمة المناسبة "
تحولت نظرات فينسيا الى نظرات غضب ونهضت من على الارض " اذا لم تترك اخى سألقنك درسا لن تنساه مهما حييت "
"اممم لا احب الدروس لهذا سأتركه "
ترك الحارس راين ليسقط فى الوادى قفزت فينسيا فى سرعه البرق وقامت بركل الحارس فوق التل ليطير بعيدا وحاولت الامساك بأخاها لكن الاوان قد فات فصرخت بأعلى صوت وهى تمد يدها للاسفل
"راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااين "
وفجأه ظل اسود يلتقط راين ويقفز للاعلى نظرت فينسيا للاعلى . واذا بالظل يقف على غصن شجره وفى يده راين وهى يبكى . نظر له فينسيا ليسقط الضوء عليه فترى فتى فى العاشرة من عمره بشعر اسود مربوط من الخلف وعينان رماديتان وملابس رماديه مربوطه بحزام ابيض عن الخصر ينظر .وهنا تلاقت عيناهما للمرة الاولى
................... . t\



لعبه الانتقام والحقيقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن