مرت ايام كانت فينسيا فيهم سجينه الغرفه لا تخرج منها ولا تتحدث مع احد كانها تحولت الى تمثال كلما خرجت من الغرفه كان يحدث معها امر كاد يتسبب فى قتل احد . فى احد المرات حاولت حمل اخاها الصغير الا ان ذراعها تألم فسقط من يدها وكاد ان يتأذى لولا والدتها التى التقطته فى اللحظه الاخيرة ومنذ ذالك الوقت لم تغادر فينسيا غرفتها وكانوا يرسلون لها الطعام فى غرفتها لكنها كانت ترفض ان تاكل او تاكل كميات ضئيلة جدا ومر عام على هذه الحال .وفى البلاط الملكى دخلت الحاكمه على توشيرو ونظرات الحزن تعتليها
"ها مالامر عزيزتى ؟"
"اشعر بالضيق والحزن على فينسيا "
"الاتزال تسجن نفسها فى غرفتها "
"اجل وقد صارت ضعيفه جدا فاهى لا تاكل جيدا كما انها ترفض التحدث مع احد . احيانا اشعر انها لم تعد موجودة فى القصر ,صار كل شئ ممل لقد كانت تملئ القصر بضحكاتها وصراخها , لقد مر عام كامل دون ان اسمع صوتها لقد اقتربت ان انسى كيف كان "
"ليس فى ايدينا شئ نفعله عليها ان تتغلب على تلك المشكله بنفسها "
"لكن الى متى سننتظر "
تنهد توشيرو " اخخ لا اعلم "
وفى تلك الاثناء كانت فينسيا تجلس على سريرها وذراعها الايمن مضمد وجهها يشبه وجه المومياء وعيناها حمراوتان وجسدها نحيل جدا وغرفها تبدو مثل مقبره اموات خاليه من الحياه . دق دق دق فتح شوكاشي باب الغرفه مبتسما
"هاى كيف حال صغيرتى اليوم "
لكن فنسيا لم تجيبه نظر لها شوكاشى فى حزن لكنه حاول اخفاء حزن
"ماهذه الغرفه . اشعر انى دخلت مقبره , ولما هى مظلمه هكذه "
اتجه شوكاشي الى الشرفه وقام بازاله الستائر ثم فتح الشرفه ليدخل ضوء الشمس الى الغرفه وينعش فيها الحياه نظر شوكاشي الى مشهد المدينه من الشرفه وهو يبتسم
"انا احسدك حقا فاغرفتك هى افضل غرفه فى القصر , يمكنك من خلالها رؤيه القرية بأكملها ياله من مشهد رائع .واااو حتى انه يمكنك رؤويه النهر من هنا , هذا النهر الذى تتدربين فيه صحيح , الم تشتاقى له او اى شئ كنتِ تريه هناك "
فتحت فينسيا عيناها لكنها لم تنطق بكلمه . نظر لها شوكاشى بطرف عينه ثم تنهد وهم بالمغادرة
"انصحك بأن تنظرى الى الشرفه مره واحده ستجدين ان هناك قلوب كثيره تتمنى ان ترى ابتسامتك مرة اخرى . وقلوب تؤمن بكِ وبعزيمتك اتمنى الا تخذليهم ,هاا قبل ان اغادر .كنت اظن انكِ تشبهين والدك كثيرا لكن اظن اننى كنت مخطئا "
غادر شوكاشى الغرفه ليترك فينسيا فى حيرتها , نظرت فينسيا الى الشرفه بعينان شبه مغلقتان ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو الشرفه وضعت يدها امام عينها بسبب قوة الضوء وفتحتهما ببطئ لترى القريه كلها وهى مضيئه وسط اشعه الشمس الدافئه , نظرت فينسيا لهذا المشهد وكأنها تفكر . بعد فتره فى حديقه القصر كانت الحاكمه تتدرب حتى سمعت صوت
"امى "
اتسعت عينا الحاكمه ونظرت لتجد فينسيا مرتديه ملابسها ركضت الحاكمه نحوها كامن رأت ابنتها بعد غياب اعوام
"عزيزتى كم انا سعيده لانكِ خرجتِ من غرفتك "
"امى ايمكننى الذهاب للنهر قليلا "
"النهر . اجل اجل بالتأكيد "
"شكرا لكِ"
غادرت فينسيا دون اى كلمة اخرى وقد كان والدها يشاهدها من احدى شرف القصر وبجانبه جودايل . بينما فى القرية الاخرى كان ليو يتدرب مع بعض الحراس على القتال وقد كان ادائه مذهلا . فصفق له ساكاتا بأبتسام
"واااو كان هذا مذهلا "
نظر لها ليو وهو يحمل عصاه ويمسح جبينه "شكرا لك كل هذا بفضل تدريباتك لى "
ركضت طفله صغيره نحو ليو فانحنى وحملها وهو يبتسم
"هااااا تبدين متحمسة اليوم "
"اجل اجل . فانت وعدتنى ان تأخذنى فى جوله خارج القريه "
"وانا سأفى بوعدى , سأذهب لابدل ملابس ثم نذهب "
سار ليو بجانب ساكاتا فأوقفه قائلا " هل ستذهب الى النهر اليوم ؟"
نظر ليو للارض " لا لا اظن "
ثم غادر وبعد دقائق عاد ليو واخذ شقيقته وبدءا بالسير فى الغابه وكانت شقيقته تركض وتضحك وترقص فى فرح وليو ينظر لها مبتسما
"هههههه كم انا سعيده "
لكنها توقفت لحظه عن الركض ونظرت لاخاها متعجبه
"مالامر لما تنظرين الى هكذه ؟"
"امم اشعر انك لم تعد كما كنت منذ فتره . حتى ابتسامتك اشعر انها مزيفه هل هناك شئ يضايقك "
ابتسم ليو " اسف لانى اقلقتك على . انا بخير فاطمئنى "
"همم حسنا اريد الذهاب الى النهر "
"حسنا كما تريدين هيا بنا "
اخذ ليو شقيقته الى النهر وكانت تركض امامه وهى تضحك بينما التفت ليو الى النهر الذى كان يبعد عنه بعدة مترات . مرت رياح خفيفه قامت بتطير شعر ليو وعيناه تكاد ان تخرج من مكانهما وهو ينظر الى النهر ويرى شخص يجلس على ضفته , لا ليس شخصا انها فينسيا . كاد قلب ليو يتوقف وعيناه لا تصدقان حتى نهض الشخص وهم بالمغادره لكنه ينتبه الى ليو وينظر اليه . انها حقا الفزاعه . وقف الاثنان ينظران لبعضهما وشقيقه ليو تنظر له متعجبه . وفى اقل من ثانية اعتلت وجه ليو ابتسامه مليئه بالحياه وركض نحو فينسيا وقام بعناقها بشده وعيناه تدمعان , كانت ذرعاه يلتفان حول فينسيا بشده وكأنهما لا يريدها ان تبتعد ثانية . لكن فى المقابل فينسيا لم تبدى اى رد ,تعجب ليو وبدأ بتركها ثم نظر الى وجهها الحزين , رأى ذالك الحزن المدفون فى عيناها الحمروتان
"ايتها الفزاعة , ماذا بكِ لما تبدين كالاموات هكذه , لما لا تريدين , الا تعلمين انى كدت ان اموت من الخوف عليكِ , عاما كاملا وانا آتى الى هنا كل يوم على امل ان اراكى دون اى فائده .حتى اننى ظننت انك انك انك "
ضغط ليو على كتفها بقوة لكن فينسيا امسكت يده وابعدتها عن كتفها الايمن بسرعه وهى تتألم وتتعرق . نظر ليو ليده ثم عاد بنظره الى وجهها المتألم ونظر الى ذراعها المضد
"مالذى حدث , لما كتفك مضمد هكذه . لاتقولى انكِ لم تشفي بعد لقد مر عام كاملا ولا اظن ان اصابتك سيئة لهذه الدرجه "
نظر فينسيا للارض ولم تنطق بكلمه امسك ليو كتفها ثانيه فى غضب
"لما لا تنظرين الى , لما اشعر انكِ حزينة جدا "
ركعت فينسيا على الارض وقد كانت تتعرق بشده وتحاول الا تواجهه ليو والا تريه ضعفها الذى صار علامة عليها لكن احست فينسيا بيد صغيره تسير على وجهها .رفعت رأسها لتجد شقيقه ليو وهى تحاول مسح وجهه فينسيا ببرائتها نظر فينسيا بجانبها لتجد ليو يركع وينظر لها
"ماذا بكِ اخرجى مابداخلك لى ولا تخافى "
بدأت عيناه فينسيا تدمع وتحولت الدموع الى بكاء شديد وصراخ ووضعت رأسها على صدر ليو وهى تمسك بملابسه وتصرخ , وضع ليو يده على رأسها محاولا تهدئتها . ومر الوقت وهدأت فينسيا واخبرت ليو بكل شئ
"ها هكذه اذا , اصابتك تلك منعتك من القتال مجددا لهذا اختفيتى لمدة عام كامل "
"اجل كنت يائسه ولا اريد التحدث مع احدا , كنت اشعر انى صرت عبئا على الجميع "
"والان لستِ عبئا يكفى ماسببتيه من الم لهم جميعا "
"الم انا من كانت تتألم وليس هم "
نهض ليو فى غضب " حقا هل تظنيت انك وحدك التى كانت تتألم انتِ مخطئه , الم تلاحظى حزن من حولك وخوفهم وقلقهم عليكِ وشعورهم بالعجز لانهم لا يستطيعون مساعدتك , لقد كانوا كل يوم ينتظرون ان تخرجى وتبتسمى لهم ثانيه لكن امالهم تحطمت بسببك وبسبب يأسك . والدك ووالدتك واهل قريتك وكل شخص قريب منكِ وايضا "
ضغط ليو على قبضته فى غضب " وايضا انا انتِ لا تعرفين مدى اليأس الذى سيطر على عندما اختفيتى وخوفى ان تكونى قد موتى . كل يوم آتى الى هنا منذ شروق الشمس الى غروبها على امل ان اراكى لكنى اعود بخيبة الم كبيره . لا اعرف مكانك او شخص يدلنى عليكِ كل هذا وتقولين انكِ فقط من كنتِ تتألمين"
اتسعت عينا فينسيا من كلام ليو ثم نهضت فينسيا وصرخت فيه فى غضب
"كل هذا لايساوى مدى الالم الذى اشعربه وتحطم حلمى امام عينى وانا عاجزه عن فعل شئ الم ذراعلى لا يساوى شيئا امام الم قلبى , ذالك الالم الذى شعرت به حينما حاولت ان احمل اخى ولكنه سقط من يدى . اذا كنت لا استطيع حمله كيف سأحميه . انت لا تشعر بما اشعر به "
"قد لا اشعر بكِ لكنى بالتأكيد لن اكون مثلك استسلمتى فقط لان طبيب قال لكِ انكِ لا تستطيعن القتال ماهذا الهراء "
أنت تقرأ
لعبه الانتقام والحقيقه
Actionقد تعنى كلمة لعبة للبعض التسلية و المرح و قد تبدو للبعض مثل دمية صغيرة فى يد طفل و البعض يراها ذكرى قديمة لأصدقاء يركضون وهم يلعبون الغميضه . قد يختلف المعنى و الكلمة واحدة , لكن بالنسبة لشخصيات روايتنا فكلمة لعبة لا تعنى سوى الموت والقتل للبقاء على...