تلاقت عين فينسيا بعين ذالك الصبى . وهنا سمعت صوت الحرس و هم يهمسون
" تبا انه هو لنهرب بسرعه "
هم الحراس للهرب وهنا تحولت نظرات فينسيا لغضب واختفى فى لحظه من ناظرى الفتى لتظهر امام احد الحرس وتقوم بركله بقوة ليطير بعيدا
"الى اين تظنون انفسكم هاربون حاولتهم قتل اخى الصغير وتظنون انكم ستنجون بفعلتكم "
ضربت فينسيا عصا كانت ملقاه على الارض بقدمها لتطير فى الهواء وتمسكها بيدها وتقوم بتدويرها ثم تركض لتتشابك مع الحرس وتقاتلهم ببراعه تفوق عمرها , والصبى ينظر لها وهى تقاتل وشعرها المتطاير تتسع عيناه اعجابا بتلك الفتاة القوية . ولم يمر دقائق حتى انهت فينسيا امر هؤلاء الحرس وكادوا ان ينهضوا ببطئ حتى صرخ فيهم الفتى
"مالذى تفعلونه هنا ؟"
نظر له الحرس فى ارتباك " س س س"
"غادروا هذا المكان حالا وعقابكم معى لاحقا هيا "
"امرك سيدى "
غادر الحرس وهم ينزفون وينظرون لفينسيا بغضب . قفز الفتى من فوق الشجره وسار فى اتجاه فينسيا
"هل انتِ بخير ايتها الفتاة ؟"
القت فينسيا العصا وركضت لتأخذ اخاها من الفتى وتنظر له بخوف ثم تعانقه وهى تبتسم
"لا تقلقى انه بخير . لكن كان عليكى ان تكونى اكثر حذرا . كان من الممكن ان يموت اخاكِ لولا انقاذى له "
نظرت له فينيا نظرات حقد وعضب " لا احتاج لنصائحك تلك فالتحتفظ بها لنفسك "
نظر له الفتى فى استخفاف وغضب " يالكِ من ناكرة للجميل . عليكِ ان تشكرينى على انقاذى لأخاكِ "
"انا لم اطلب منك انقاذه . ايها المتشرد الغبى "
"يالكِ من فتاة فظه . كان على تركه يموت "
"اخى لن يموت طالما انا بجانبه هل فهمت "
"اوه حقا ليس هذا ما رأيته منذ قليل ايتها المقاتله الشجاعه "
"هل تظن انك تستطيع خداعى "
"خداعك!"
"اجل اولا تقوم بجعل هؤلاء الحرس بالهجوم على ثم تأتى انت لانقاذى واكون مدينه لك ثم تقوم بتجنيدى لاخون قريتى اليس هذا صحيحا "
"ههههههههههههههه ماهذا التحليل الغريب . انا لا اعرف من انتِ حتى اقوم بتجنيدك . كما انى لست من هذا النوع , وايضا هل تظنين ان طفلا فى العاشرة ممكن ان يفعل شيئا كهذا . يالكِ من فتاة غريبة"
نفخت فينسيا فمها فى تذمر . بينما قفز الفتى على احد الاشجار ونظر لها فى نظرية سخرية
" وايضا عليكِ ان تعلمى انكِ اسوء شخص يستخدم العصا للقتال "
صرخت فينسيا فيه فى غضب " كيف تجرأ هل تعلم من انا . انا ف..."
قاطع ليو كلامها فى سخرية " فزاعة "
"فزاعة !"
"اجل انتِ لستى سوى فزاعة مرعبة وقبيحة وضعيفه "
اختفى الفتى ليترك فينسينا غاضبه " ذالك المتشرد الغبى كيف يجرأ على اهانتى "
وفى القصر على مائدة الطعام فينسيا كانت تتناول طعامها فى غضب نظر لها والدها متعجبا
"فينسيا ماذا بكِ؟"
ضحكت الام " انها غاضبة لان هناك فتى اهانها "
"فتى ؟"
"اجل قال انها فزاعة قبيحة "
"من ذالك الفتى وكيف يجرأ على اهانة ابنة الحاكم "
ضربت فينسيا الشوكة فى الصحن بغضب " اذا رأيته مرة اخرى سوف القنة درسا لن ينساه "
ابتسمت الام " لكن انتِ المخطئه عزيزتى "
"ماااذا لما ؟"
" لانكِ قمتى بأهانته رغم انه انقذ اخاكِ كان عليكِ شكره "
"ظننت انه يخدعنى "
"لما ظننتى هذا "
"لا اعلم . لكنى اكره كثيرا ولا اريد رؤيته ثانية "
توشيرو " ههههههههه يبدو انه اغضبكِ كثيرا "
نظرت فينسيا للطبق فى الحزن " لكن كاد اخى ان يموت حقا لولا ذالك الفتى .ماذا كنت افعل انا ه, اصرخ فقط هه يالى من مقاتلة حقا , فقط لو كنت اقوى لو كنت املك سلاحا , لما حدث هذا "
نظر لها الاب والم فى نظرات شفقه . نهضت فينسيا وذهبت الى غرفتها الكبيرة والقت نفسها على السرير وهى تتأمل قوس دمية صغيره ممسكة بقوس على احد الرفوف فى الغرفه .
وفى اليوم التالى نهضت فينسيا من على مائدة الفطور
"ابى سأذهب لاتدرب عن النهر "
ثم غادرت وعند النهر كانت فينسا تتدرب تحت الشلال وتوجه له الركلات واللكمات وقطرات الماء تتطاير حولها كانت تبدو كاللتى تؤنب نفسها
" كم انا ضعيفه . بسببى كان سيموت اخى , فقط لو كنت اقوى اقوى اقوى "
عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا . وجهت فينسيا ركله قسمت الشلال نصفين ووقفت وهى تلهث . ثم خرجت من النهر وهى مبتله نظرت امامها بغضب
" الا تعلم ان التجسس عادة سيئة "
لكن لم يجيبها احد وبعد عدة دقائق خرج الفتى من بين الاشجار وفى يده عصا خشبيه مبتسما
"هاه يبدو ان لديكِ حاسة سمع عالية "
"غير صحيح فأنا قد رأيتك ولم اسمعك
"مااااذا كيف لقد كانت المسافة بيننا كبرة وايضا الاشجار كانت كثيفه "
فينسيا فى عدم اهتمام " رأيتك فقط . فالا تسأل "
"هاه ماهذا الوجه العابس ايتها الفزاعة "
" لا دخل لك . لما انت هنا ومالذى تريده ؟"
"اممم لا لاشئ كنت اتدرب قريبا من هنا ورأيتك تتدربين "
"حسنا غادر الان "
"بالمناسبه ان قدمك قوية حقا . لقد قمتى بقسم الشلال . يبدو انكِ فتاة قوية , من اى قرية انتِ "
صرخت فينسيا فيه بغضب " ومادخلك انت . ومن انت لكى تقوم بطرح الاسئلة على ايها الفتى المتشرد "
"اوه اعتذر لم اقصد اغضابك اتها الفتاه "
التفت ليو للنهر وهو يفكر " هاى يافزاعة . ما هو سلاحك المفضل "
اجابته فينسيا وهى منحنيه على الارض وترتدى حذائها " انه القوس "
"وااو رائع اين هو اذا اريد رؤيتك تستخدمينه ."
بدت على فينسيا ملامح الحزن والغضب " ليس معى الان "
"اوه ياللاسف . انا استخدم هذه العصا لقد اعطاها لى مدربى ودربنى على استخداما اتريدين ان ترى ...."
لم يكمل ليو حديثه حتى اتسعت عيناه وبدأ بركض بعيد حتى اختفى . بينما لم تتحرك فينسيا من مكانها بل كانت تمسك العشب فى قوة وغضب . وفى قرية اخرى فى قصر ضخم كانت هناك طفله فى الخامسة من عمرها تركع على الارض وهى تبكى وخادمى تقف امامها وتحاول تهدئتها . قفز ليو بجانب الطفله
"ناكانى ماذا بكِ لما تبكين "
"اخى عااا لما تركتنى "
"لقد كنت اتدرب عزيزتى "
امسكت الطفله فى ملابسه وعانقته وهى تبكى . قام ليو بالتمليس على رأسها ونظر للخادمة
"مالذى حدث ؟"
"لا شئ سيدى لقد كانت تلعب فتعثرت وجرحت قدمها "
"اوووع ناكانى لقد افزعتنى "
بدأت الفتاة تضحك وهى تداعب اخاها فأبتسم لها وبدأ يداعبها . لكن الامور كانت سيئه فى قصر توشيرو حيث كانت فينسيا تسير بغضب فى الممر وعند باب ضخم يقف حارسان امامه
" ايتها الاميرة ان الحاكم الان فى مؤتمر هام لا يمكنك الدخول اليه "
"ومن انتما لتمنعانى . هيا ابتعدا من امامى حالا "
"لكن ايتها الاميره "
"قلت ابتعدا "
وفى الداخل كان توشيرو جالس امام مائده كبيره على يمينه جودايل ويساره شوكاشي وبجانبهم بعد الملوك وكبار الحرس . فتحت فينسيا الباب بقوة فنظر لها الجميع
"ابى اريد التحدث اليك "
نظر لها توشيرو فى غضب " الا ترين انى فى اجتماع "
"انت دائما فى اجتماع . وانا لن انتظر "
"فينسيا اخرجى حالا "
"لا لن اخرج "
نهض جودايل " سيدى سأتولى انا امرها "
ذهب جوديل نحوها فى ابتسامته الهادئه " ايتها الاميرة اننا الان فى اجتماع هام جدا ساننتهى منه بسرعه وبعد ذالك يمكنك الحديث مع والدك كما تشائين "
نظرت له فينسيا فى غضب فتعجب جودايل من نظرتها وفى لحظه اختفت فينسيا من امامه لتظهر امام والدها فى نهاية البلاط
جودايل " وااو انها سريعة "
ضربت فينسيا المنضده بيدها فى غضب " ابى اريد منك تعليمى فن استخدام القوس "
نظر لها الجميع متعجبا بينما كان توشير يستند رأسه على يديه فى غضب وهدوء
"ابى انا لست طفله بل انا محاربة ويمكننى هزيمة كل حراسك ايضا حتى جودايل . ويمكنك اختبارى كما تريد لكنى اريد تعلم فن القوس ارجوك . لو كنت اجيده لما تعرض اخى للخطر فى وجودى لا اريد ان اكون ضعيفة بعد الان "
تراجع توشيرو بالكرسي للخلف قليلا ونهض فى هدوء
"لقد انتهى الاجتماع "
وهم بالمغادره فصرخت فينسيا لايقافه
"ابى لا تتجاهلنى فأنا اتحدث معك "
نظر لها توشيرو بطرف عينيه نظرة اخافت فينسيا وقال بصوت اجش
"استعدى فأستخدام القوس ليس سهلا وان لم تنجحى في استخدامه فاعليكى ان تنسي هذا الامر هل فهمتى "
ابتسم جودايل و شوكاشى . وارتسمت على وجه فينسيا ملامح فرح وامل شديده
" اجل "
ومرت الايام وفينسيا تتدرب على استخدام القوس . وكان يقوم بتدريبها والدها , وكانت والدتها تتدربها على تقوية ذراعها و جودايل على الفنون القتالية . ولكن كان شرط والدها الا تحمل فينسيا القوس والسهم الا اثناء تدريبها حتى تتقن استخدامه تماما ثم تحصل على قوسها الخاص . وفى احدى الايام عند النهر كانت فينسيا تتدرب على تقوية جسدها وعلى الحركات القتالية
ليو " هاه يبدو انكِ سعيدة جدا اليوم "
توقفت فينسيا ونظرت اليه " هل تلاحقنى ؟"
"ماذا مالذى سيجعلنى الاحق فزاعة مثلك . ان مقابلتى بكِ ليست سوى مصادفه "
"ومالذى تريده الان ايها المتشرد ؟"
"وماذا سأريد من فزاعة مثلك . انا فقط ارى هذا المكان مناسبا للتدريب . لهذا سأتدرب هنا "
امسك ليو عصاه وبدأ بالتدرب عليها بحركات قتالية رائعه وشعرة المتطاير نظرت له فينسيا ثم ابتسمت ابتسامه طفيفه واكملت تدريبها .. وفى القصر كانت الاميرة تجلس مع توشيرو فى احدى القاعات الضخمه
" سعيدة انك بدأت تدرب فينسيا على استخدام القوس "
"لم يكن امامى حل اخر . ان الخطر يزداد شيئا فشيئا وعلى فينسيا ان تكون مستعده فى اى وقت . وايضا نظرتها تلك عندما صرخت فى طالبة تعليمى اياها ذكرتنى بنفسي عندما كنت اصرخ فى وجه والدى ليعلمنى استخدام القوس"
ابتسمت الحاكمة " الم اقل لك انها تشبهك كثيرا "
ثم نظرت لراين الذى كانت تحمله " سيكون لهذان الاثنان مستقبلا باهرا ملئ بالامل والحياه "
"لن يكون لهما مستقبل الا اذا تم انهاء تلك الحرب . لا اعرف لما يريد ساكاتا اقامة الحرب مالذى سيستفيده من ورائها "
"اتمنى ان تنتهى تلك الحرب حقا وان يعيش الجميع فى وئام ومحبة "
"هذا حلمى ايضا وسأسعى لتحقيقة "
وهنا دخل احد الحرس " سيدتى صديقاتك وصلن من السفر "
"هاهه رائع انا قادمة اليهن "
وعند النهر بدأت الشمس بالغروب فتوقفت فينسيا عن التدريب ونظرت للشمس المنعكسه على النهر لتلونه باللون الاحمر وتقوم بمسح جبينها بكف يدها
ليو " ان الغروب جميل جدا "
"اجل ...هاه "
نظرت فينسيا له ثم ادارت وجهها " اجل لا باس به لكنى لا احبه "
"لماذا ؟"
"لان الشمس تخفى فيه ليختفى الضوء الذى ينير حياتنا . انا احب الشروق اكثر لانه يشعرنى بالسعادة والامل والتفائل ... والان على الرحيل "
"هاى انتظرى لما لا تبقين قليلا "
التفتت فينسيا له ولما تريد منى ان ابقى معك "
بدء الخجل يظهر على وجه ليو " لا لا انا لا اريد ان تبقى فقط ك ك .."
التفتت فينسيا وهمت للمغادرة وهى تبتسم " الى اللقاء ايها المتشرد "
نظر لها ليو وهو يبتسم واشعة الشمس الحمراء تسقط عليهما وهما يغادران لتبدء علاقه جديده على ضفه هذا النهر
عادت فينسيا للقصر وهى تسير فى احدى الممرات سمعت صوت فتاه
"هاى ها قد عادت الاميرة "
التفتت فينسيا خلفها لترى فتاه بشعر اشقر قصير وعينان خضراتان واسعتان تضع يدها فى خصرها وخلفها ثلاث فتيان فى نفس عمر فينسيا
ابتسمت فينسيا " هااااا اليزا . جون , جاكون , ريناس , متى جئتم ؟"
"جئنا هذا الصباح لكن لم نجد الاميرة هنا "
"اعتذر لم اعلم بقدومكم اليوم "
اقترب جون منها وهو فتى بشعر بنى اللون قصير وعينان زرقاتان طويل القامة وهو مبتسم " لقد سمعنا انكِ تطورتى فى تدريبك كثيرا وايضا بدأتى فى تعلم فن القوس "
ابتسمت فينسيا " اجل لقد وافق ابى بعد شجار طويل بيننا "
ضحك ريناس فى سخرية وهو فتى بشعر احمر وعينان بنفسجيتان " هاهاها اظن انكِ افشل فتاه تستخدم القوس "
"ليست فينسيا من يقال لها هذا "
تقدم جاكون وهو فتى بشعر اصفر وعينان ضيقتان يبدو عليها المرح والطيبه " كم انتِ محظوظه فينيسا "
"محظوظه فى ماذا !"
"لانكِ ولدتى فى قريه كل من فيها محاربين ولهذا القتال شئ مهم لكل شخص فيها وايضا انتِ قوية وذكية رغم صغر سنك . وانا كنت اتمنى ان اتقن اساليب القتال لكن ابى يمنعنى من هذا "
نظرت فينسيا بأبتسامه حزينه " صدقنى لو كنت مكانى لتمنيت ان تكون طفلا عاديا تلعب مع باقى الاطفال وليس التدرب على القتل واستخدام السلاح . ان القتال مهم عندنا لاننا مهددون بالموت فى كل وقت . نحن نعيش فى خوف نخاف ان ننام حتى لا يهجم العدو ونحن نائمون فيقوم بقتلنا . انها حياه لا نحسد عليها "
نظر لها اصدقائها فى حزن فحاولت ليزا ان تضحكهم " ماهذا الحزن . هاى فينسيا هل سنبقى نتحدث فى هذا الممر ام ستقومين بدعوتنا لغرفتك فنحن سننام معكِ "
"اجل اجل بالتأكيد هيا تعالوا "
ركض الاصدقاء وهو يضحكون ويلعبون .وفى غرفه نوم الملك دخلت الحاكمه
"هاا الم تنم بعد عزيزى "
" لا لقد كنت انتظرك "
"اعتذر لقد تأخرت عليك"
"لا بأس فأنا اعلم انكِ تنسين كل شئ عندما يأتين صديقاتك "
"اجل فاهن يذكروننى ببلدى وهن كل مابقي لى "
"اعلم هذا .وليس انتِ فقط . فافينسيا تتغير كليا عندما تقابل اصدقائها الاجانب "
" اجل فقط تربوا معا منذ كانوا صغارا وفينسيا تحبهم كثيرا بل اكثر من نفسها وتنتظر اليوم الذى يأتوا فيه بفارغ الصبر . كأنهم كيان واحد "
ابتسم توشير " كم انا سعيد لاجلها "
وفى اليوم التالى كانت فينسيا تتدرب على استخدام القوس واصدقائها يشاهدونها ويشجاعونها
ليزا " هيا فينسيا ارينا مهاراتك "
وانتهى التدريب
جودايل " رائع انتِ تتحسنين كثيرا "
نفخت فينسيا فمها فى تذمر " لما لم يأتى ابى لتدريبى اليوم "
"هذا لانه مشغول جدا وقد وكلنى لتدريبك "
"ولما انت اليس هناك احد غيرك "
ابتسم جودايل " ايتها الاميره ان هذه اهانه لى "
التفتت فينسيا لاصدقائها الذين ركضوا نحوها
ليزا " وااو لم اعلم انكِ تجدين استخدامه "
اخرجت فينسيا لسانها " ليس كثيرا لكنى كنت اراقب والدى وانا صغيره وهذا ما ساعدنى فى استخدامه "
ريناس " هه لا بأس بكِ كامبتدأه "
نظرت له فينسيا فى غضب " يالك من وقح "
ثم نظرت للسماء وكأنها تذكرت شيئا
"عمى جودايل على الذهاب سأكمل تدريبى عند الشاطئ الى اللقاء . وانتم تعالوا معى هيا "
ليزا " الى اين ؟"
"الى النهر "
ركضوا جميعا بينما نظر لهم جودايل متعجبا . وعند النهر كان ليو يتدرب بعصاه وكان يتعرق بشده ثم توقف عن التدريب وبدأ يمسح جبينه وهو ينظر للسماء فى خيبه امل
:" يبدو انها لا تأتى الى هنا كثيرا . كنت مخطئا عندما ظننت انها ستعود , سأعود للقرية "
هم ليو بالمغادرة حتى سمع صوتا ينادى عليه " هاى ايها المتشرد هاى "
التفت ليو فى لهفه وابتسامه ليجد فينسيا تلوح له من بعيد واصدقائها يقفون خلفها
ليزا " هاه اهذا هو الفتى الذى تحدثت عنه البارحة "
جاكون " اظن ذالك "
ركض ليو نحوها "لقد تاخر....."
لم يكمل ليو كلامه حتى غير ملامح وجهه لغير اهتمام " مالذى تريدينه لما قمتى بمناداتى "
"هاا لما قمت بتغير ملامحك . الم تكن تنتظرنى هنا "
"ظهرت ملامح الخجل على ليو " ها من انا ولما انتظر امثالك "
"اوه حقا اذا اعتذر ايها المتشرد . يمكنك الذهاب فأنا اريد ان ابدأ تدريب "
"هذا النهر ليس لك من اجل ان تأمرينى بمغادرته ايتها الفزاعه , وسأغادر وقت ما اريد افهمتى "
"اذهب الى الجحيم اذا ايها المتشرد الضعيف "
"فالتذهبى قبلى ايتها الفزاعه القبيحه "
نظر الاثنان لبعضهما فى غضب بينما وقف اصدقائها فى تعجب . ضحك ريناس فى سخريه
"هاهاهاها يالكما من زوجان رائعان "
نظر الاثنان له ثم عادا بالنظر لبعضهما فظهرت ملامح الخجل عليها وابتعادان عن بعضهما وصرخت فينسيا فى ريناس
"لا تقل علينا زوجان ايها الاحمق الغبى "
نظر لهم ليو متعجبا " لكن من انتم "
نظرت له فينسيا فى برود " لا دخل لك ايها الغبى "
"وكأنى سألتك انتى "
"انا وهم شخص واحد "
"اوه اذا لا اريد معرفتهم كما انى لا اريد معرفتك "
"ها وهل ترانى اركض خلفك . غبى "
"قبيحه "
نظر الاثنان لبعضهما فى غضب لتخرج منهما شرارة الكره ثم التفتا وغادر كل منهما فى غضب بينما وقف اصدقائها كالتماثيل
جاكون " لقد غادرا "
ليزا " فاليذكرنى احد لما أتينا للنهر "
ريناس " يالها من غبيه . هيا لنعد "
ومر اليوم بخير وفى الصباح التالى ودعت فينسيا اصدقائها
"لما سترحلون بتلك السرعه "
ليزا " نعتذر فينسيا لكن اتصل سكرتير والدى وقال انه مريض جدا لهذا علينا العوده . لكننا سنعود فى عيد مولدك القادم وسنقضى معكِ اسبوعا كاملا "
"حسنا سأنتظركم بفارغ الصبر "
ابتسمت الحاكمه وهى تودع صديقاتها " اتمنى ان اراكم قريبا "
ابتسمت احدى صديقاتها " لا تقلقلى لن تتخلصى منا بسهوله "
لوحت فينسيا والحاكمه لاصدقائهما . لكن توقف ريناس والتفت لفينسيا " صحيح نسيت ان اقول لكِ حاولى الا تجمدى مشاعرك كثيرا ايتها الفزاعه القبيحه "
ثم غادر بينما فينسيا تنظر له متعجبه " همم ماذا يقصد !؟"
الحاكمه " هاى فينسيا اذهبى وبدلى ملابسك عزيزتى من اجل التدريب . فأنا من سيدربك اليوم "
اتسعت عينا فينسيا من الصدمه والفزع " عااااااااااااااااا ماذا انتِ اذا سيكون اليوم اشبه بالجحيم بالتأكيد "
"هااا اهكذه تشكرينى على تدريبك "
نظرت فينسيا فى احباط " افضل ان ابقى ضعيفة على الا تدربينى انتِ"
"هاا يالكِ من فظه هيا بدلى ملابسك بسرعه "
"حسنا "
ركضت فينسيا فى القصر متجهه الى غرفتها ثم توقفت لحظه " هاا لم ارى راين اليوم سأذهب لاطمئن عليه اولا "
ذهبت فينسيا الى غرفة والدتها لتجد راين نائم فى سريره ابتسمت له وقامت بتقبيله ثم غادرت واثناء سيرها نظرت بجانبها الى البلاط الملكى لتجد الباب مفتوحا قليلا فنظرت بداخه خلسه لترى والداها وقفا وامامه جودايل وشوكاشى وكانت نظرات الغضب تملئ وجهه
"لماذا لماذا سئمت من هذا لما يقتل كل من ارسله . لما على رؤيه جثث جنودى امامى كل يوم "
حاولت فينسيا ان تنظر داخل الغرفه لتتسع عيناها حيث ترى جثة فارسان من فرسان القرية مقطوع روؤسهم
التفت توشير بطرف عينيه للباب وبدأ بالسير نحوه ثم فتحه بسرعه لكنه لم يجد احد
جودايل " هل هناك شئ سيدى "
توشيرو فى نظرة غضب وجدية " لا لا شئ لنكمل حديثنا "
اغلق توشيرو الباب وفينسيا كانت واقفه خلف احد الاعمده تعتليها نظرة غضب . وفى ساحه التدريب كانت والدتها واقفة بملابس القتال تربط شعرها للاعلى
"تأخرتى . هيا لنبدأ التدريب "
بدأت فينسيا تدريبها لكن تفكيرها كان فى تلك الجثث التى رأتها وفى اليوم التالى ركض جودايل الى غرفه نوم الحاكم واخبر احد الحارسان
"ايقظ الحاكم حالا هناك كارثه "
طرق الحارس على الباب ونادى الحاكم بأعلى صوت فنهض توشيرو وخرج بسرعه مرتديا ملابسة
"مالامر جودايل لما تبدو شاحبا هكذه ؟"
"انها كارثه سيدى بعض حراسنا اللذين يذهبون فى مناورات ليليله سمعوا من احد الاشخاص انه وجد خمسون حارسا ميتا فى قصر الحاكم ساكاتا "
صدم توشيرو لما سمعه " مالذى تقوله . كيف ماتوا ومن اللذى قتلهم ؟"
"الفاعل لم يعرف بعد . المشكله ان القصر محصن جيدا لا احد يعرف كيف دخل الفاعل وكيف خرج لكن كل مانعرفه ان هذه المذبحة حدثت فى الليل . والقريه الاخرى الان فى حالة فوضى عارمة والاشاعات تقول ان من قام بتلك المذبحة شخص من قريتنا . اشعر ان هذا سيحدث فتنه وقد تقوم الحرب بيننا "
نظر توشيرو من شرفة كانت بجانبه تطل على ساحة القصر التدريبيه هو يفكر فى غضب . ثم رأى فينسيا تتدرب وحدها فى الاسفل . نظر لها بأهتمام ثم عاد بنظره الى جودايل
"جودايل اسمعنى .قم بالبحث فى كل مكان ومع كل حارس فى القصر ما اذا فقد احدهم القوس والسهام الخاصة به "
"امرك سيدى "
غادر جودايل وعاد توشبرو بنظرة الى فينسيا . وبعد مرور ساعات توقفت فينسيا عن التدريب لتجد حولها اربع حراس
"مالامر لما انتم هنا ؟"
"ان سيدى الحاكم يردك سيدتى "
"يريدنى ! . حسنا انا قادمة "
ذهبت فينسيا الى البلاط الملكى لتجد توشيرو يجلس على العرش وبجانبها والدتها وجوديل وشوكاشى على يمينه
"هل طلبتنى يا ابى ؟"
كانت ملامح والدها مليئه بالغضب والرعب اللذان لم تراهما فينسيا قبلا
"اين كنتِ ليلة البارحة فينسيا ؟"
تفاجأت فينسيا من سؤال والدها " لقد كنت نائما "
"هل قمتى بالتسلل الى القرية الاخرى "
"م م م ماذا لا بالتأكيد لما سأفعل هذا "
اعاد توشيرو سؤاله فى غضب فأجابته فينسيا
"قلت انى لم اقم بذالك . امى مالذى يحدث هنا ؟"
توشيرو " جودايل "
"امرك سيدى "
رفع جوديل ذراعه والقى امام فينسيا قوسا وسهاما نظرت لها فينيسا فى جديه واهتمام
"ماهذا يا ابى هل تمنحنى هذا القوس الضعيف "
"هذا القوس الضعيف هو الذى قتلتى به خمسون فارسا "
" ماذا عن اى شئ تتحدث "
" شوكاشى "
سار شوكاشى نحو حقيبه السهام وقام بأظهار داخلها لتظهر بقع من الدماء نظرت لها فينسيا فى برود
"اليست تلك دماء صاحب القوس او دماء اعدائه "
رفع شوكاشى يده وكانت ممسكه بخاتم بللورى قال والدها فى غضب
"وهذا الخاتم هل هو للحارس "
ملست فينسيا على اصابعها فى تردد وخوف " اوه انه خاتمى كيف جاء لتلك الحقيبة اعتقد انى اوقته عندما تتدربت بهذا القوس
انحن فينسيا لتأخذه لتجد لكمه قوية تطيح بها بعيدا . تفت فينسيا عينها وهى تمسح الدماء من على فمها لتجد توشيرو واقفا فى غضب ونظرة مخيفه
"لكن لما مالذى فعلته ؟"
"لما قمتى بالتسلل الى القرية الاخرى "
تحولت نظرات فينسيا لغضب وصرخت فى والدها " لاننى سئمت من ضعفك امامهم سئمت من رؤيه جثث فرساننا وفرسانهم يضحكون ويمرحون . لما علينا نحن ان نتأذى كل هذا من اجل فكرة السلام الغبية تلك عن اى سلام تتحدث ونحن نخسر حارسا كل يوم . الى متى ستبقى تسعى لهذا السلام تى اموت انا واخى وامى "
صرخ والدها فى صوت اجش ومرعب " فينسيا . مافعلتيه هو ما سيتسبب فى قتلنا جميعا . ستتسببين فى موتى وموت اخاكِ . انتِ تشعلين الحرب بيننا . انتِ لستى سوى عار علينا . هيا غادرى هذا المكان حالا "
نظرت له فينسيا فى غضب لتتلاقى نظرتهما المرعبه ما . نهضت فينسيا وغادرا القصر دون اى كلمه . ووقفت والدتها تراقب دون ان تتحدث . اقترب شوكاشى من اخاه
"اخى لقد تماديت كثيرا معها . انها ابنتك ومن حقها ان تغضب لما يحدث فى القرية "
"شوكاشى لا تتدخل . فأنا لن اسمح لايا كان بأن يحطم ما ابنيه حتى لو كانت ابنتى "
"لكن انت تعرف الفوضى الحادثه الان ومن الخطر ان تبتعد عن القرية فى هذا الوقت قد يتعرض لها اى حارس من الحراس "
ابتسم توشيرو فى سخرية " هل تظن ان فتاه قامت بقتل خمسين حارسا داخل قصر محصن وتهرب دون ان يراها احد يمكن ان تخاف عليها . قد اخاف على زوجتى اكثر من ان اخاف على فينسيا "
ضحك جودايل " ههه اتوقع مستقبل باهر لتلك الفتاه فقط نجحت فى ان تقوم باصابتنا جميعا بالجنون وحتى الان لم نعرف كيفيه دخولها للقرية الاخرى . اتعلم احيانا افكر ان نجعلها تتسلل الى الحاكم وتقابله وتقنعه بفكرة السلام"
صرخ فيه توشيرو " هذا ليس وقت المزاح جودايل علينا ان نفكر فى حل لتلك المشكله وبسرعه . اجمع الحرس واخبرهم ان هناك اجتماع اليوم "
"امرك سيدى "
وفى الخارج كانت فينسيا تركض فى الغابه وهى غاضبه " تبا لذالك العجوز كيف يجرأ على ضربي . كان عليه شكرى وليس ضربى وطردى حسنا انا لن اعود لهذا القصر ثانية مهما حدث "
وهنا التفتت فينسيا بطرف عينها يسارا وهى تركض لتجد غصن شجره عملاق يتجه نحوها قفزت فينسيا بسرعه لكن سرعانا ماوجدت رمح يخترق كتفها وشخص يقوم بركلها لتسقط من فوق تل ضخم وتتدحرج الى الاسفل لتسقط جثة هامده والدماء تملئ وجهها وجسدها ويقفز حولها اربع حراس مقانعين بأيديهم اسلحه
"رائع لقد نلنا منها "
كانت نظراتهم لها تشع حقدا وخبثا وفينسيا لا تتحرك ولا تنتطق
أنت تقرأ
لعبه الانتقام والحقيقه
Actionقد تعنى كلمة لعبة للبعض التسلية و المرح و قد تبدو للبعض مثل دمية صغيرة فى يد طفل و البعض يراها ذكرى قديمة لأصدقاء يركضون وهم يلعبون الغميضه . قد يختلف المعنى و الكلمة واحدة , لكن بالنسبة لشخصيات روايتنا فكلمة لعبة لا تعنى سوى الموت والقتل للبقاء على...