5: banana milk

2.9K 256 108
                                    


انه اليوم الثالث بعد مقابلتي لذاك الرجل .
يوميًا منذ السابعه فجراً الى السابعه مساءاً ، كنت استطيع الشعور بتلك الاعين اللطيفه التي تتبعني .

كانت أعين لامعة جدًا بالنسبه لي ، تراقب كل حركة اقوم بها بينما تعابيرها تفضح ما تفكر به تماماً .

ربما في البدايه كنتُ خائفًا منه .

اعتدت على الامر لدرجه انني بدأت بالعبث معه قليلاً .. حيث بدأتُ بكسر الزجاج وتوجيهه نحو يدي ، مستمتعاً بالنظرات المتردده الظاهره على وجهه .. التي وبأبسط حركه أخرى ستذرف شلالات من الدموع .

رغم انني لم افهم.. لم يهتم حتّى؟

بدأتُ بالشعور بالألفه نحوه ، على الرغم من أن اقرب مسافه بيني وبينه كانت تقريبًا حوال ٣٥ قدماً ؟

قررتُ في هذا اليوم أن اقترب منه اكثر ، ربما لدرجه ال ١٠ سم ؟ قريبٌ جدًا اليس كذالك ؟ ولكنني لست خائفًا أو مترددًا اطلاقًا.

اخرجت بعضَ العملات المعدنية و الاوراق النقدية الممزقة من جيبي ، بحثت عن بعض الملصقات الشفافه من العلب المرميه في سله المهملات لمحاولة اصلاح النقود .

زوج الاعين اللامعه مازال يراقبني .

بعد ان انتهيت توجهت نحو احد البقائل ، اشتريتُ أرخص شيء فيه والذي كان ببساطه حليب موز .

اقتربتُ منه بينما أنظر بثقه نحوه، بدى مرتبكاً في البداية ولكنه سرعان ما قررّ الهرب .

تنهدتُ بقلة حلة.. وجلستُ على الكرسي ذاته الذي كان جالسًا عليه ، بعد مرور دقيقتان تقريباً استطعتُ ملاحظة جسده المتردد في القدوم ، ابتسمتُ واشرت له بالاقتراب سعيدًا.

دقيقتان اخرى ليقترب .. هو يأخذ الكثير من الوقت كي يقرر ما يجب عليه فعله .

الحياه لا تعطي وقتاً كافياً كما اعطيك ، انت يجبُ عليك الحذر .

حين وقف أمامي تماماً، استطعتُ الشعور بارتجافه لذا اشرتُ بيدي نحو المساحه الفارغه بجانبي طالبًا منه الجلوس .

ناولته احد علب الحليب الصغيره ليبدأ بالشرب معي .
بعد ان انتهى بدأ بالتحدّث " هيونق سيغضب مني "

صوته كان رائعاً جدا ونحيلاً! جميلًا كأعينه ! كان صوتًا لن امل من سماعه ابدًا .

ولكن .. هكذا اذًا.. هو ليس وحيداً مثلي .

سألتُ " لماذا ؟ "

وهو أجاب " لقد أخبرني أن لا اقترب منك او أحاول الضغط عليك لتأتي معنا "

تأتي معنا ؟!
هو صديق ذاك الرجل ؟ هو أحد اخوته ؟

وجهت انظاري اليه باهتمام " الى اين ؟ "

بتردد التفت اتجاهي لينطق " الى المنزل "

المنزل

حلقي بدأ يؤلمني
وأشعر أن ذلك الشعور الذي شعرت به قبل ثلاثه ايام يعود .
أنا أشعر بالدوار ايضًا .

" أنا ادعى جيمين. "

تنهدت بينما احاول جمع شتاتي " انا تاي- "

قاطعني لأتفاجأ " لا تخبرني ! "

حين صمتُّ اكمل " لا يجب علي معرفه هذا ! حينها سيكون الأمر صعبًا عليك. "

همستُ بعدم فهم " لماذا ؟ "

" هيونق أخبرنا بذلك ، لأننا أشخاص جديدون تماماً الآن .. ولأننا ربما سنتأذّى حينها "

" إذاً جيمين .. ليس اسمك الحقيقي ؟ "

اومأ برضى " نعم "

هذه اول كذبه سمعتها منه ، وربما لم تكن الأخيرة .. من يعلم ؟

- دبل ابديت 🌸🌸👌🏻

نجوم ضائعة: سبعة أبواب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن