الفصل السابع والعشرون.

7.2K 449 244
                                    

تفحصت الرقم مرارا وتكرارا ، يبدو انه خارج الولايات المتحدة ، إن الرقم غريب جدا.

مسحت المكالمة سريعا ، سأتجاهل الأمر ، لربما قد اتصل عن طريق الخطأ؟ لا يجب علي ان افزع.

ولكن اللعنة لقد ذكر إسمي !.

اشعر بالضياع ، سأسأل زين لاحقا، ربما هو يعرف ماذا يجب علي ان افعل.

حاولت العودة للنوم ، لكن ذلك المتصل جعل النوم مستحيلا.

نهضت من سريري وتوجهت نحو المطبخ لأشرب كأسا من الماء ، ملأت الكوب بالماء وبدأت ارتشف منه ، إلتفتت نحو غرفة المعيشة وكان التلفاز مفتوحا ولكن درجة الصوت منخفضة ، هل استيقظ زين؟.

دخلت ببطىء حتى لا اصدر اي ضجيج ، رأيت زين نائما يجلس على الأريكة ممدا رجليه فوق طاولة القهوة وبجانبه طبق من المعكرونة وكأس عصير ، يبدو انه قد شعر بالجوع.

مددت يدي نحو كتفه لأوقظه حتى ينام بشكل جيد لكي لا يواجه الآم الظهر او الرقبة.

"زين؟...زين استيقظ !." قلت بصوت اشبه بالهمس حتى لا يتسيقظ فزعا، هززته مجددا ولم يستيقظ ، يبدو انه متعب !.

"ززيينن!!." رفعت صوتي اكثر حتى رأيت عينيه تفتح ببطىء ، اعتدل في جلسته عندما رآني وفرك عينيه بإصبعه وهو يتثائب.

"ماذا حصل؟." سأل زين ، ابعدت الطبق والكأس حتى اجلس بجانبه.

"لاشيء ، انت شعرت بالجوع على ما اعتقد وغلبك النعاس لا اكثر."

نظر لي بإبتسامة واستطيع رؤية انه يكافح لإبقاء عينيه مفتوحتين.

"زين يمكنك النوم في غرفتي حتى تحصل على راحة افضل."

"لا ، انا جيد هكذا."

"زين. ستنفذ ما اقوله."

"لكن اين ستنامين انتي؟."

"لقد نمت. واستيقظت الآن ولا اشعر برغبة في العودة للنوم."

"حسنا لا بأس."

تبعني زين الى غرفتي وقمت بتجهيز السرير له ، امسكت بهاتفي وادخلته بجيبي ، سأخبره عن هذا الامر لاحقا ، إن اخبرته الآن سيكون وكأنني استخرج معلومات من رجل ثمل.

"شكر--"

"زين اصمت جديا." قاطعته قبل ان يكمل ، ضحك هو وهز برأسه انه يفهم ما اوحي إليه *يعني اللي هيا تقصده* ، شاركته الضحك ، تمنيت له نومه هانئة قبل ان اخرج.

لا اعلم إن كنت سأستطيع في يوم ما ان ارد جميل زين له ، ولكنني حقا ممتنة لوجوده بجانبي ومساعدته لي في حل مشكلة المال لدي ، ان جمعت مبلغا كافيا لشراء تذكرة سفر سأسافر لزيارة قبر والدي ، حتى وان كان تحت التراب سأظل اشتاق اليه طالما حييت ، اشعر بالندم لعدم سماعي لكلمته ، ان اطعته لكنت الآن افضل حالا ، ولكنني في اسوأ حال على الاطلاق ، لم ارى والدي منذ ثلاث سنين بسبب الجامعة ، وها انا في سنتي الأخيرة وسأتخرج ولكن فرحتي ستكون ناقصة ، لن يكون هناك ابي ليدعمني ويقف ليصفق لأجلي فخورا بي ، لن يكون هناك ليرى حلمه بأن اتخرج واحصل على وظيفة لأساعده في عمله واتولى الأمور عنه يتحقق ، لكن الموت قد يأخذ منا اغلى من نملك ، ولا يسعنا سوى الدعاء بالرحمة لمن فقدنا ، وانا اؤمن بأن إلهي سيعوضني بأناس ليدخلوا البهجة إلى حياتي لأول مرة ، وقد وهبني بالفعل زين ، وانا شاكرة لذلك.

الجانبُ الآخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن