الفصل الأول.

24.9K 1K 201
                                    

أنا أوليفيا جونسون ، إنتقلت للسكن بنيويورك لإكمال دراستي الجامعية بعد إصرار والدي علي أن أكملها بجامعة أفضل من التي كنت أرتادها ، حاولت إقناع والدي أن أكمل دراستي بجامعتي القديمة لأن هذه تكاليفها عاليه جداً ، لكنه قال بأنه يريدني أن أتعلم بجامعة موثوقة.

على أي حال كان ذلك حلمي أن أكمل دراستي بجامعه محترمة ، لذا لم أصر على بقائي كثيراً.

والدي جاك جونسون ، لا أتخيل حياتي بدونه أبداً ، عندما أتخيل فقط كيف سيكون اليوم الذي سيفارقني به أبكي كالأطفال ، نعم مجنونة قليلاً لكن هذا أحد مخاوفي.

أما بالنسبة لأمي جينيفر مكنزي ، إنفصلت عن أبي عندما كنت طفلة لا أعي شيئاً ، كل ما أعرفه عنها هو أنها كانت والدة سيئة ، لم تكن تحب والدي ، ربما هذا السبب في تركها لي.

شعرتُ بالكراهية نحوها لمجرد أنها تركتني منذ صغري ، في الوقت التي كنت أحتاجها به ، في الوقت الذي كنت أحتاج فيه شخصاً يشعرني بأن هناك أحد ما يحبني و يهتم بأمري ، هي تركتني.

لم أشعر بذلك من ناحية أبي ايضاً لأن الذي أذكره كان منهمكاً بعمله و عندما يعود للمنزل يتخاصمان و ينتهي الأمر بخروج أبي من المنزل ، ولكن لم أكرهه لأنه لم يتركني كما فعلت أمي.

أعيش بمفردي مُنذ إنتقالي إلى نيويورك ، من الجامعة للعمل و منه إلى المنزل ، يُمكنكم القول أن حياتي جداً مملة ، أحياناً أفكر بأن فتاة بعمري يجب عليها أن تعيش حياتها و تخرج طاقتها بالرقص و الضحك مع صديقاتها ، و لكن أقطع تفكيري بتلك التخيلات لأنها ستوقعني بالمشاكل يوماً ما.

زميلتي بالجامعه هيذر ، رغم مظهرها البريء الذي لا تتوقع منها أن تفعل أي شئ خاطئ ، إلا أنها أكثر فتاة مجنونة قد رأيتها في حياتي ، رغم ذلك هي صديقتي المفضلة التي أفرغ مكنونات صدري لها ، أحكي لها كل شئ يحصل معي حتى و إن كان تافهاً.

أمارس روتيني اليومي الممل ، أعمل كنادلة لمطعم بسيط ، لا أملك سياره لذا أمشي سيراً على أقدامي من المنزل للعمل ، و الجيد بالامر أن منزلي قريب من عملي ، لذا لا أواجه الكثير من المشاكل عند العودة.

يمضي اليوم كأي يوم غيره ، أستمر بأخذ الطلبات و توصيلها و من بعدها ينتهي دوامي لأعود للمنزل مجدداً.

عُدت من الجامعه ثم إغتسلت بعد أن أخذت راحة ، بحكم عملي كنادله بمطعم إرتديت لباساً مناسب لعملي ، على الرغم من أن أبي لديه ما يكفي من المال يكفي حاجتي إلا أني لا أريد البقاء بالمنزل بمفردي طوال اليوم ، لذلك بحثت عن وظيفه لأشغل وقتي بها.

دخلت المطعم بعد أن القيت السلام على زملائي بالعمل.

"مرحباً أوليفيا ، هلّا ساعدتني في اختيار لبس مناسب؟ جايسون دعاني لأحضر وجبه العشاء مع عائلته نهاية الأسبوع و فقط التفكير في هذا يجعلني متوترة حقاً." قالت جولي زميلتي بالعمل.

" بالطبع ، لا تفكري بالأمر كثيراً ، سيؤثر هذا على عملكِ ، و أنتي لا تريدين أن تستمعي لهراء المدير منذ بداية الدوام."

"أوه أشكركِ!." عانقتني بسعادة. "أنتِ محقة ، لا أريد أن أرى وجهه حتى ينتهي الأسبوع." قالتها بسخرية ثم ذهبت لتكمل عملها. عندها ذهبت لأُتم عملي أيضاً.

بينما كنت أفكر بجولي و جايسون ، كيف أن علاقتهما قوية جداً ، يملأها الحب و الإهتمام ، لا مكان للأكاذيب بها ، كلاهما يهتم للآخر كثيراً ، لطالما تمنيت حبيباً  شبيهاً بجايسون ، أستطيع القول بأنها محظوظة لأنها حصلت على حب كهذا.

بينما كنت أبتسم غارقه بأفكاري ، أشخبط على  ورقة الملاحظات بينما أمشي ، أفاقني صوت شاب غاضب يجلس أمامي ، رفعت نظري نحوه سريعاً لأتفادى أي تفاقم بالوضع.

"أعتذر ، ماهو طلبُك؟."

صمتت بالكامل عندما رفعت نظري نحوه ، عيناه خضراء تثقبني ، شعره بني مجعد مُصفف بطريقة جذابة ، رائحة عطره إحتلت أنفاسي ، لكنني لم أحدق طويلاً.

"كُنت أتحدث منذ مُدة ثم تقولين بكل برود 'اعتذر ماهو طلبك؟'." قال بغضب أقرب للصراخ.

"أنا اعتذر حقاً حسناً! لم أقصد تجاهلك ، لاشيء يدعو للصراخ!."

"أنتِ حقاً لا تريدينني أن أذهب الآن لأخبر مديركِ عن هذا".

قالها من بين أسنانه ، أنا لا أعلم حقاً لما ضخّم الأمر بتلك الطريقة!.

"كم مرة علي أن أعتذر؟ قلتُ لك لم أقصد تجاهلك ، لا أعلم لما أنت غاضب و كأنني صرخت في وجهك!".

"يبدو أنكِ لا تعلمين لمن تتحدثين ، أنا لا أعلم لما للآن أتجادل معك ، أنتي لا تعلمين مالذي بإمكاني فعله لمجرد تحدثكِ بهذا الشكل معي!".

قالها و إستقام من مقعده ليواجهني ، لا أنكر أنني توترت عندما وقف و بدأ بالاقتراب مني ، لكنني حقاً لا أعرف من هو ، لكنه يبدو واثقاً بل مغرور جداً بنفسه.

" لا أقصد الإهانة ، لكنني لا أعرفك ، من أنت إذاً؟."

رفعت حاجباً ، قلتها بسخرية و هذا ما جعله يغضب أكثر حتى ، بدأ يحدق بي و هو يقترب أكثر ، شعرت بالقليل من الخوف إثر تحديقه المُستمر بي ، لكنه لم يطل كثيراً حينما رأى أنني توترت و أستطيع أن أقول بأنه يسخر مني بداخله.

"لا تتحاذقي معي ، و سجّلي ما أطلبه الآن قبل أن أفقد أعصابي ، و صدقيني لن يعجبكِ الامر."

قالها و بدا واثقاً مما يقول ، لذا لم أتحدث أكثر ، أدرت عيناي ثم أمسكت بالمذكره لأسجل ما يطلبه.

عندما أطال بصمته ، نظرت له بمعنى أن يتحدث ، كان يتفحص قائمة الطعام ببرود ، بعد ١٠ دقائق من الانتظار ، كنت على وشك الجدال معه لأنه يعطل عملي ، قال ما يريد و كان طلبه هو ما أثار جنوني و جعلني على وشك أن أفقد أعصابي هذه المرة كلياً.

الجانبُ الآخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن