الفصل السادس عشر.

8.4K 536 90
                                    

Enjoy .

فتحت عيناها بقلق وفزع ، اعتدلت لتجلس ، تنظر نحو الباب المفتوح على مصرعيه ، يحدق بها بعينان قلقتان ونفس منقطع ، يقلب عينيه براحه لرؤيتها ، انه هاري ، شعرت بالخجل لأنها حرفيا لا ترتدي شيئا وهي لا تستطيع الحراك لكي لا يرى جسدها ، تنظر له بتوتر وخوف .

" الم تتعلم ان تطرق الباب !" قالت اوليفيا بتوتر وغضب .

"وانتي ، الم تتعلمي ان تستخدمي صوتك ! كنت قلقا عليكي ، فكرت انكي قد فعلت شيئا بنفسك او ماشابه " .

"ولم قد افكر ان افعل شيئا بنفسي ؟ وانت الم تفكر انني قد اكون بالحمام ؟ ".

"اللعنه اوليفيا قد طرقت باب الحمام اكثر من مره ، لم ارد ان افتح الباب لذا اكملت البحث عنك بالشرفه وبالحديقه واخبرت الجميع ان كان قد رآك ، فكرت انه عندما لم يجبني احد عندما طرقت باب الحمام انه لا يوجد احد لذا لم اكترث ، ولكن عندما لم اجدك بالمنزل قررت التحقق من الغرفه مره اخرى وهذه المره قد فتحت الباب ، سحقا اوليفيا يجب عليكي زيارة طبيب للأذان ".

بقيت اوليفيا تحدق به بعدم تصديق ، هل حقا مايقوله ؟ بدأت تتذكر ان كانت قد سمعت صوتا ام لا لكن ، لا ، لم تستطع التذكر فقد كانت غارقه بأفكارها بشده .

"حسنا وماذنبي انا ! ان الحمام هذا اكبر من الشقه التي اسكن بها ، كيف تريدني ان اسمع ؟ " .

يجب القول ان اوليفيا معها حق فيما تقول ، فالحمام به جاكوزي وحوض واسع وخزانه كبيره يوجد بها مناشف ومرطبات الجسم وملابس من مختلف الماركات ولكنها لا تعلم لمن ، إنها لا تعلم ان وراء كل هذا المال والغنى يوجد قصه يدمع لها العين عند سماعها ، يبدأ بالانكار والشفقه وعدم التصديق ، هذا ماعاناه هاري قبل 7 سنوات ، ببريطانيا ، وتحديدا بلندن ، حيث عائلته تسكن ، او بالأصح كانت تسكن .

"انا لا اهتم ! هيا اسرعي لتتناولين فطورك " قال هاري بعد ان لاحظ انها عاريه وانها لا تزال تترقب تحركاته ،خائفه من ان يفعل لها شيء ، هو لا يعلم لما هي خائفه ، لكن سرعان ماتدارك الامر وانسحب خارجا مغلقا الباب من بعده ، جاعلا اوليفيا تتنهد بإرتياح ، استقامت من الحوض وامسكت بالمنشفه لتعانق جسدها النحيل ، اطلعت على خزانه الملابس الكبيرة لتجد شيئا لترتديه ، امسكت بقميص قطني اسود مع بنطال جينز يغطي ركبتيها فقط (يعني زي الشورت) ، اسدلت خصلات شعرها المبلله جزئيا على اكتافها ، نزلت لتناول الفطور ، الطاوله لم تتغير عن المره الاخيره ، الفواكه لم يمسسها احد ، والاطباق الموضوعه جانبا لم تتزحزح عن مكانها منذ ان جائت بالمره الأخيره ، وهذا يوضح لها ان هاري يعيش وحده مع الخدم ، تسائلت اوليفيا في نفسها عن سبب عيشه في قصر كبير كهذا وهو لا يملئه سوى الهواء والخدم ، قررت ان تسأله عند الانتهاء من الفطور.

"هاري ، هل يمكنني ان اسألك سؤالا ؟" قالت اوليفيا وهي تنظر لعيناه الخضراء المشرقه بفعل ضوء الشمس .

"ماهو ؟" رد هاري عاقدا حاجبيه ، مشاركا اوليفيا بالتواصل البصري ، ينظر لعينيها الزرقاء التي لو كان بالإمكان لغرق فيهما الشخص من التحديق .

"لماذا تعيش بمفردك في قصر كهذا ؟ اعني اين عائلتك ؟"

قالت اوليفيا بنبرتها البريئه وهي مستمره بالتحديق ، منتظره إجابه منه ، لاحظت تغير ملامح وجهه من الهدوء إلى الأضطراب والتوتر والغضب بنفس الوقت ، احتدت ملامح وجهه ، عيناه اصبحت غامقه اللون ، قبضه يداه اشتدت على الشوكه التي كانت بيده .

"ولماذا تسألين ؟" قال هاري قاطعا التواصل البصري بينهما.

"لا شيء كان فقط فضولا مني ..." قاطعها هاري بنبرته البارده ، رغم انه يثور بداخله كالبركان .

"لن اجيب على سؤالك ، لا تسأليه مره اخرى هل تفهمين ؟"

استنكرت اوليفيا طريقه إجابته لها ، غضبت اوليفيا واستقامت من مقعدها تاركه هاري يغرق ببحر الماضي الذي حاول نسيانه ، لكنه وللأسف يراوده كل ليله قبل نومه ، اوليفيا غاضبه الآن من تصرفات هاري ، لا تعلم ان لتصرفات هاري الوقحه سبب جدير بجعلها تشهق بعدم تصديق ان هذا ماكان يعيشه ومازال يتأثر به رغم انتهائه ، الذكريات الحزينه دوما تبقى للأبد إلا إن جاء شخص وأعد ذكريات سعيده قد يشفي جرح الماضي ، ولكن ذكرياتنا السعيده في اغلب الاوقات الاغلب ينساها لوجود ذكريات جديده إما حزينه او سعيده ، هذا يحصل مع هاري الآن ، ذكرياته المؤلمه تلاحقه كل ليله تمنعه من النوم في بعض الاحيان ، كان يستمر بإجبار نفسه بالنسيان ولكن لم يكن إلا زياده الوضع سوءا اكثر ، لانه لازال يسكن بالمنزل الذي حصلت به معظم ذكرياته ، لم يكن يريد اخبار اوليفيا عن امر ماضيه ، نعم انه هاري ، لا يحب ان يشعر ان هناك شخص يشفق عليه ، يحب الظهور بأنه الرجل البارد الذي لا تبكيه ذكرياته المؤلمه ، يظهر للناس عكس مابداخله من براكين خامده قد تنفعل وتبدأ بالاشتعال وتدمر كل ماحولها .

خرجت اوليفيا للحديقه واضعه يديها عند قفصها الصدري تنظر للامكان ، 'لماذا هاري يعاملني بهذه الطريقه ؟' هذا ماكان يدور برأسها ، تارة يعاملها بلطف وتارة اخرى يظهر جانبه الاخر ، جانبه المظلم ، جانبه الذي نشأ بفعل الماضي ، شعرت بيدين عملاقه تمسك بكتفيها ويلف جسدها الصغير نحوه ، لم يسمح لها برؤيه وجهه لأنه قد كان اعتصرها بأحضانه ، يد ممسكه بخصرها يقربها إليه ، ويده الاخرى على رقبتها التي تتجه لفروة رأسها ليمسح عليها ،لم تستطع اوليفيا التمسك بدموعها اكثر من ذلك ، قامت بإخراج شهقه قبل ان تبدأ بالبكاء ، استعجب هاري من بكائها ، هو لا يعلم انها تدعي انها بخير مع كل الذي يحصل معها من مشاكل ، مع كل الذي يحصل لأوليفيا فهي دائما على حافه البكاء ، ما يحصل معها لا يمكن لأنثى ان تحتمله ، لذا سلاح اوليفيا الوحيد الذي يمنعها من ان تجن هو البكاء ، شد يديه عليها اكثر هامسا بأذنيها كلمات يأمل ان تهدأها ولكنه يزيدها بكاءا لا اكثر .

الجانبُ الآخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن