الفصل الرابع والعشرون.

9.3K 495 379
                                    

بدأت علامات المفاجأة تظهر على محياه , كنت اعلم انه كان يتوقع مني ان اعطيه فرصة اخرى , لكن ليس هذه المرة , لن اجعلها ككل مرة اعطيه فرصه اخرى ليكسر قلبي , يجب علي التصرف بلؤم احيانا خصوصا مع هاري , لكنني لا اعتبره لؤم لأن هاري يستحق ذلك بعد ما فعله لي , ارجع هاري نظره للطريق مجددا وبدأ يقود بشكل اسرع , ابقى هاري فمه مطبق ومن النظر إلى عينيه يبدو انه في عالم اخر , غارق في تفكيره , شكرت ربي انه لم يرد على ماقلت , لا اريد خوض عراكات اخرى مجددا فلن ننتهي ابدا .

#Harry

مضينا بطريقنا بهدوء إلى ان وصلنا لشقتها , نزلت من السيارة دون ان تقول كلمة و دون ان تجعل لي فرصة للحديث , ليس وكأن لدي شيئا لأقوله , شعرت بأنها اطول لحظات حياتي , لم اشعر بهذا الشعور من قبل , عندما قالت ذلك شعرت بالفراغ بداخلي , شعرت كم أنني حقير بالنسبة لها , الطريقة التي قالتها بها لم انساها , بدت وكأنها لا تطيقني , لم اشعر بأن هذا مؤلم جدا؟.

كم من شخص قد قال لي انواع الكلام , قاسي و بذيء و بارد ومتبلد , وقح و لعوب ولكنها لم تقل اي من ذلك , هي فقط رفضت ان تعطيني فرصة اخرى!.

لماذا هذا قد اصاب قلبي مباشرة ؟ لكنني لن اجعلها تسيطر على افكاري , لقد مررت بأسوأ انواع الضغوطات النفسية و المشاكل التي لا تعلم هي بشأنها , لن اجعل ماقالته يجعلني ادخل بالدوامة نفسها , لن اهتم بشأنها وكما قلت سابقا لن اعطي لعنه لأمرها.

شعرت انني قد اطلت الوقوف امام مبنى شقتها , تحركت لأشق طريقي نحو منزلي , اشعر بالرغبه بالأنعزال عن العالم حاليا , ربما سأبقى بمنزلي لعدة ايام , حتى زين لن اتحدث معه , ذلك سيذكرني بما حصل بآخر مره , احتاج لأنسى لأنني لا اريد ان امر بما مررت به بماضيي .

وصلت لمنزلي , فتحت الباب لأجد زين منتظرا , مالذي يفعله هنا؟.

" هاري ! اين ذهبت ؟ لقد انتظرتك طويلا " .

" مالذي تفعله هنا ؟ " .

" هاري , اردت فقط الإطمئنان عليك ! ".

" انا بخير , والآن اريد ان ابقى لوحدي " .

" ماذا حصل لك ؟ لماذا انت غاضب مني هاري ؟ ".

" انا لست غاضب , اريد فقط البقاء وحدي الم تسمع ؟ " .

" هاري , انا صديقك فقط اخبرني حتى وان كان الامر بسببي" .

" توقف ! فقط توقف عن التصرف بلطف معي , جميعكم توقفوا ! انا لا استطيع احتمال هذا بعد الآن , فقط اذهب ".

" حقا هاري ؟ على اي حال سأكون موجود إن احتجتني " .

قال زين مغادرا المكان , امسكت رأسي , ارجعت شعري للخلف بيدي متنهدا ومغلقا عيناي , لماذا يستمر الجميع بالظهور بأنهم لطفاء ؟ لماذا ابدو كالوحش بينهم ؟ انا لا احتمل هذا ابدا , يجب ان اغادر لئلا اجن , صعدت غرفتي لأخلع ملابسي وارتمي على سريري , اعلم انني لن استطيع النوم سريعا , وكالعادة ذكريات الماضي بدأت بالتسرب لذاكرتي مجددا ككل ليلة , لا اعلم لما تستمر بملاحقتي رغم إصراري بنسيانها , تمنعني من النوم وتداهمني بأحلامي لتجعلها كوابيس , تجعل كره العودة للنوم ينمو بداخلي , اتمنى ان احظى بليلة دونها , فقط ليلة واحدة هذا جل ما اطلبه ! انها تجعلني احيانا ارغب بأخذ حبه منومه , قد نصحت من قبل زين لأذهب لطبيب نفسي ليساعدني , لكنني رفضت ذلك , ليس رفضا للواقع ولكنني افضل الإنغلاق بداخلي , اشعر بعدم الارتياح إذا كان هناك شخص يعلم بما مررت به , اشعر وكأنهم ينظرون لي بشفقه وانا اكره ذلك , بدأت دموعي تخرج , لن اوقفها , ليس هذه المرة ! اريد ان ارتاح لأستطيع ان ابدأ مجددا , ازدادت شهقاتي لأفقد سيطرتي عليها , اعتدلت من الأستلقاء إلى وضعيه الجلوس , وضعت يدي على وجهي محاولا كتم شهقاتي ولكن بلا فائدة , بدأت انتحب وكأن الأحداث التي بالماضي قد حصلت الآن , انها اول مرة لي اطلق عنان بكائي لأعلم نفسي كم انني مكسور بداخلي , طوال تلك الفترة استمريت بإقناع نفسي بأنني تخطيت مرحلة الأنهزام , ولكن اتضح انني لازلت ادور بداخلها منذ 6 سنين .

الجانبُ الآخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن