-
خاتِمة.
احياناً، تأتي تلك اللحظات العشوائية في حياتك التي تجعلك ترغب بالإختفاء عن العالم، تريد البقاء وحيداً رغم رغبتك بوجود شخص ليئآنس وحدتك، ليس إنفصاماً، بل هكذا هي المشاعر، دوماً ماتكون مضطربة.
لحظات تشعر بها بالضعف لتتسائل، مالذي فعلته لأستحق كلّ هذا؟ هل هذا هو ما استحقه لكوني لم افعل شيئاً؟ هل سأعيش بهذه الطريقة طيلة حياتي؟ الفقدان، الدموع، الوحدة، الملل، الفراغ، كل هذا سيلازمني طيلة حياتي!.
قبل بداية كلّ شيء، هذا ماكانت تشعر به قبل ذلك اليوم، اليوم الذي تظنّه اسوأ يوم لها، عند مقابلتها له.
النظرة التشاؤمية كانت منظورها بالحياة بعد ان ازدادت مشاكلها.
لكن لكل شيء جانب آخر.
الجانب الآخر من الحزن هو السعادة، الجانب الآخر من الوحدة هو الرفقة، الجانب الآخر من الملل هو المتعة، الجانب الآخر من الفقدان هو الإكتساب، والجانب الآخر من الكراهية هو الحب.
لكنها لم تدرك ذلك سوى بعد ان وقعت له، ادركت كمية التناقض بين مشاعرها نحوه سابقاً، ومشاعرها نحوه الآن، هي فقط كانت تحتاج لنظرة تفاؤلية في حياتها لتجعل تخطي الأمور الصعبة اسهل.
رغم ذلك، كان هو بجانبها ليسهّل الأمر ، عند بكائها كان موجوداً لمسح دمعتها، عند حزنها كان موجوداً لإسعادها، عند محنتها كان موجوداً ليمد لها يد العون، هي شعرت وكأنه يدها اليمنى.
في حدث آخر، كون امّ اوليفيا وجيلينا رفيقتان مقربتان منذ زمن ولم يكن احد يعلم بذلك، تشكلت الأمور كالمؤامرة ضد تلك الطفلة ذات الخمسة اعوام، ومما زاد الكره هو وقوف والدها ضد جيلينا ووالدتها، مما جعلها تحقد عليها لدرجة انها تريد قتلها، كانت جيلينا تحبّ اخيها، لكنّ كرهها لطفلته جعلها تتناسى العواقب.
على كل حال، هي الآن محبوسة في زنزانة بتهمة الخطف ومحاولة القتل، وجون ايضاً معها، فكان طمعه بالمبلغ الماليّ كافياً ليمحي ضميره.
اما بالنسبة لأوليفيا، فهي الآن توقع على ورقة الوصيّة التي كتبها والدها لها، والتي قد اخفتها عنها جيلينا لتحرص على ان لا تستلم ورثها، مسحت دمعتها الحزينة من طرف عينيها وإستدارت لتعانق حبيبها الذي يقف خلفها مبتسماً بإتساع.
تعود لمنزلها بعد ان انتهى كل شيء، تجلس على إحدى الكراسي الموضوعة بالشرفة لترتشف من كوب الحليب الساخن الذي بين يديها، لم تشعر بالنوم، تنهدت بينما تنظر للسماء السوداء التي تلمع بالنجوم المضيئة، تأخذ رشفة من كوبها لتبحر في تفكيرها.
اصبح النظر للجانب الآخر من كل شيء امراً اساسياً، ليس فقط مع الذي يحصل في حياتها، بل حتى مع الأشخاص الآخرين، فهذا مايجعلها تبقى متفائلة لمجرد التفكير بعكس الأمور الحزينة، عندها آمنت بتشابه الشمس عندما تغيب لتسطع مجدداً بحياة الناس، فعند حصول اي شيء حزين، لابد من حصول شيء سعيد بعده، الحياة أخذٌ وعطاء.
و عند النظر للجانب الآخر من هاري، خلف كل ذلك التصنع من الغرور والوقاحة والبرود ، هناك شخصية لطيفة ومهتمة. حتى وإن لم يظهر ذلك في البداية، الجميع يعاني من قلة الثقة بالآخرين، والقليل من يثق سريعاً، ووجود اوليفيا في حياته ايقظ ذلك الجانب اللطيف منه ليمحي التصنع الذي كان عليه ليهابه الجميع، هي لم تكن ساحرة، وهو لم يكن مشعوذاً ليقعا لبعضهما، هذا فقط مانسميه بالحب.
قبل ان تحكم على اي شخص، إنظر لجانبه الآخر، من يعلم، قد تقع بحبه تماماً كأوليفيا.
-تمت August 2016-.
أنت تقرأ
الجانبُ الآخر.
Fanficالقصة فازت بمسابقة الواتيز لعام ٢٠١٦. "الأحداث تحول بيني وبينكِ ، رغم ذلك ، أشعر بأن كثرتها تجعلني أقتربُ منكِ أكثر كُل مرة ، و أنا أُحبّ ذلك." Harry Styles Fanfiction. الرواية لا تمد للواقع بأيّ صِلة ، لم يتم إقتباس أي نص أو فِكرة من أيّ روايةٍ أخر...