ذهبت انا و جبريل تاركين القرية و التقاليد العنصرية التي فيها ؛ رحلنا إلى المدينة و كان كل واحد منا طوال الطريق صامت يبكي في داخله و تواسيه نفسه حزنا و أسى على أهلنا و تخليه عنا لأجل المنصب و فجأة تكلم جبريل كاسرا للصمت و قال : راما !! أرجوك لا تحزني انا بأذن الله سأحافظ عليك و لن أتخلى عنك و سأكون كالعائلة لكي !
يا إلهي يحاول مواستي رغم أنه هو أيضا يحتاج المواساة لكن يبدوا أن المشاعر التي يكنها لي جعلت يفكر بي أكثر من نفسه لا أعلم هل اقول هذا هو الحب الحقيقي ام أنني أبالغ و لا أعلم كيف لم ألاحظ هذه المشاعر قبل أن أتركه ليلة الزفاف و اهرب مع قصي الذي تخلى عني فيما بعد !!
انا : شكرا لك جبريل انت فعلا انسان تمتلك أخلاق أغلى من الذهب و لا اعرف كيف أشكرك على ما تقدمه من تضحية لأجلي!!
جبريل : راما !! لا أريد أن تشعرين بالأمتنان لما أقدمه لك بل أود أن تشعرين بقلبي الذي يجعلني اقدم كل هذه التضحيات ، أريد أن تشعرين بقلبي الذي ينبض بحبك أريد أن تحبيني ، أريد أن أشعر بأن قلبك أصبح ملك لي هذا ما أريده حبيبتي !!
كلامه جعلني أتوقف عن الحديث و بدأ يتكرر في ذهني و يجول في خاطري فعلا لماذا لا اتجرأ على قول كلام الحب له رغم أنني أشعر بنبضات قلبي تزيد عندما يقترب مني ؛ و ايضا مشاعري كل يوم تتغير نحوه إلى الإعجاب و الآن بدأت تتحول إلى العشق لكن مازلت غير قادرة على البوح بذلك لا أدري هل هيا رهبة الحب ام ماذا !!
و في القرية بدأ الحزن يعم البيوت التي تركنها و بدأ الشعور بالندم يسيطر على أهلنا لكن سرعان ما اختفى هذا الشعور حيث أن الطموح للوصول إلى المنصب يطغى على قلوبهم و لاسيما بعد أعلن خبر وفاة أبا اسلام !!
نعم توفي بعد أن أمر في طردوا لن أقول أن طردنا هو السبب لأنني أعلم أن كل شيء مقدر من الله !!
و لم يمر أسبوعان على وفاته حتى بدأت حملة اختيار شيخ بديل و بدأ المشائخ للتقدم لهذا المنصب و كان الحظ الأوفر هو لموسى و إسلام و أقيم حفل يجتمع فيه المرشحين ليخبروا الناس ماذا سيقدمون لهم و بدأ المرشحون بالصعود واحد تلو الآخر حتى وصل دور موسى و الذي صعد و بدأ كلامه قائلا : شكرا لكم على التصفيق طبعا بعد أن قرر مشائخ القرية جعل الترشيح عن طريقكم لأول مرة في تاريخ القرية و هذا حق لكم ، و انا اعلم انكم تكرهوني بقدر ما تخافون مني لكن اود اخباركم أنني سأحاول تغير القرية إلى الأفضل و سيكون تعاملي مختلف عن الآن لأنني سأتحمل مسؤلية كبيرة و بأذن الله سأكون بقدر المسؤلية شكرا لكم !!
و نزل موسى عن المسرح ليصعد المرشح التالي الذي لم يتوقع ترشحه المرشح الذي جعل أفواه الجميع تفتح استغربا لوجوده بين المرشحين نعم انه قصي !!
قصي : لا استغرب هذا الاندهاش الذي يظهر على وجوهكم فقد تعودتوا أن لا يأتي مسؤول من الناس بل إن يأتي من سلالة طبقة واحده ؛ لكن ستتغير هذه الفكرة بأذن الله ، مالذي سيجعلكم تفكرون بأختياري ؟؟ الجواب هو أنني عشت حياتكم ، عانيت معاناتكم ، كنت واحدا منكم ، لن يكون هناك عنصرية صادرة مني لاني قد عانيت منها و اتمنى ان تختاروا من يكون سبب في نهضتكم لا من يعيدكم إلى قرون ماضية !!
و إذا بإسلام يقف و يقول : من سمح لك بالصعود إلى المسرح انت غير مقبول اساسا في الترشيح !!
قصي : لقد تمت الموافقة من اغلب مشائخ القرية على ترشحي!!
و يشير بيده إلى المشائخ و يلتفت إليهم اسلام ليهزوا برؤسهم مشيرا لقبولهم ذلك !!
اسلام : إذا لقد اشتراكم بماله الآن أصبح من يملك المال هو من يملك الحكم لذلك انا انسحب من الترشيح لعلمي بمن سيفوز مسبقا مبروك أيها الصانع!!
و بالفعل نجح قصي في الحصول على المنصب لكن هل سيستخدم قصي منصبه للنهوض بالقرية ام سيستخدمه للانتقام من عائلة الشيخ أبا موسى ؟؟
توقعاتكم !!!
تصويت 😙
أنت تقرأ
بنت الشيخ و الصانع
Romanceماذا إذا ما اصطدم الحب بالعادات والتقاليد الاجتماعية؟ وماذا إذا ما كانت الطبقات الاجتماعية شبحا لوحش يغتال مشاعر الحب المتدفقة؟ وماذا إذا كان الصراع بينهما ضاريا، والأحداث متشابكة، وتتمنى كقارئ متشوق أن تتعرف نتيجة هذا الصراع، وأي قوى هي التي انتصرت...