كرستينا، انه كرستينا

3.7K 270 140
                                    

ما ضرّك لو أطفأ هذا العالم أضواءه كلها في وجهك،
ما دام النور في قلبك متوهجا ..

- جلال الدين الرومي

__________________________

أدرت عينى حول الغرفه لأجد ليام يجلس على إحدى الأرائك المنتشره حول الغرفه ، أمامه طاوله عليها بعض الفاكهه ومشروب يبدو لى كالنبيذ الأحمر .

حمحمت بهدؤ ليلتفت لى ثم اعاد نظره للكأس أمامه ، ويشير لى بيده للجلوس أمامه .

"تفضلى فاطمه فحديثنا قد يطول ولا اظنك ترحبين بالوقوف طويلاً" قالها ولم افهم المغزى من حديثه .

توجهت الى حيث أشار لى بالجلوس ،قاطع تفكيرى حديث ليام .

"حسناً فاطمه لن اتحدث معكى عن علاقتكى بزين فهى لا تعنى شيئاً لى ، ولكن انا هنا لأخبركى بأننا سنذهب غداً الى برادفورد ،تريشا والدة زين تريد الإحتفال بنا هناك " قالها ليام لازالت التعبيرات البارده تكسى وجهه .

"وما شأنى بذلك لا أعتقد انكم تحتاجون منى الإذن" قلتها بحنق فأنا لم أفهم المغزى من الحديث .

اطلق ليام تنهيده طويله"لا نحتاج لإذنك ،بل نحتاج اليكى ......"صمت قليلاً وكأنه يستجمع قواه ليتكلم يبدو انه لا يرغب فى الحديث ولكنه مجبر .

"العقد ملزم لنا ولكم إصطحابكم معنا اينما ذهبنا، وبالتالى انتِ مضطره للسفر معنا لمدة ثلاث ايام ." اكملها ايام ليتم حديثه .

"لا يوجد لدى مشكله سأجهز حقيبتى الليله "قلتها ببساطه .

"ارجوكِ فاطمه لا أريد المشاكل هناك ،تعاملى مع زين فقط على انه مريض ،فقط عليكى تأدية عملك معه أليس هذا عملك ؟ ان تكونى طبيبته النفسيه" قالها ليام بجديه .

تذكرت ليام فى الماضى دائماً جاد وصبور راقى ومهذب ربما زين كان يتحدث معه فى ذلك قبل دخولى .

لطالما كان هو من يحمل همومهم ، دوماً يخطئون وهو يصحح خلفهم لازلت اذكر تلك المره التى افسدوا فيها ملابس استاذ التاريخ ليعتذر هو بينما إختباء البقيه .

حقيقةً كنت دوماً متعاطفه معه كان دائما يظلم ويعاقب بسبب افعالهم وها نحن ذا زين يخطئ وهو يحاول الإصلاح .

أومأت له بتفهم "حسناً اعدك انى سأتحمل افعاله البغيضه ، وسأتفهم جميع تصرفاته ولكن عليك ان تضمن لى عدم التحرش بى ،ثأثق بك" قلت له بصدق فأنا لا اريد ان اخذله .

"شكراً جزيلاً لك فاطمه لتفهمك ،اعدك اننى سأبذل قصارى جهدى " قالها ولأول مره أرى شبح ابتسامته منذ قدومى هذا المنزل .

ابتسمت له بالمقابل إستئذنت منه للرحيل فأومأ لى وإتجهت نحو الباب ،عندما أدارت المقبض سمعت ليام ينادينى .

"فاطمه ، إعذورينا جميعاً ، نحن هكذا منذ أن رحلت ؛ارجوكى لا تندهشى من تصرفات اى منا ، ربما تجدين من يعاملك بلطف اكثر من اللازم ، ومنا من سيعاملك بوقاحه اكثر من اللازم ، ولكننا فقط نحاول أن نقنع انفسنا بأنك هى " قال ليام وتجمعت الدموع فى عينيه .

  قيد التعديل Familiar(Z_M)مألوفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن