الفَصْلٌ الثَالثٌ والعِشْرين| لَوَّنْ عَيْنَيِهَا

6.2K 460 309
                                    

مَن تَعَلَّقَ بِشَيءٍ، عُذَّبَ بِه، وهَذَا هُوَ الطَرِيق الذِي تَسِير عَلَيه الحَيَاة.

إِنَّهَا لَا تُحِب فِكرَة التَعَلق وَلَعَل ذَلِكَ سَبَب آخَر دَفَعهَا إِلى مُغَادَرَة عَالَمهَا، فَلَهَا أنَّ تَتَعَلَق يَعنِي أنَّ تَخسَرَ دَومًا.

بَقِيت لِمُدَة مُستَنِدةً إِلى رَف القَهوَة خَلفهَا وهِي تُفَكِر بِمَا أَخبَرَهَا بِه قَبَل لَيلتِين مِن الآن.

كُل شَيء قَد أَخبَرَهَا بِه بَدَا مُقنِعًا وَلَا يُمكِنهَا إِيجَاد ثَغرَة فِي ذَلِك.

رُغمَ ذَلِك، شَيء مَا كَان يُخبِرهَا أنَّ تُصبِحَ اَكثَر فِطنَةً وأنَّ تَبحَث خَلفَ جَمِيع مَا يُثِير أفكَارهَا بِالقَلَق.

تَتَأَمل كُوب القَهوَة الفَارِغ بَيْن يَدِهَا وذَلِك الخَاتَم مَن لَمَع جَيدًا أَسفَل الإِضَاءة ثُمَ إِلى النَافِذَة حَيث اِعتَادَت مُرَاقَبة إِيريك مِن خِلالِهَا.

إِن الزَمَن شَيء عَجِيب بِالنِسبَة لَهَا.

فِي الأَمس كَانَت مُجَرَد اِمرَأةٌ مُعجَبَة واليَوم هِي اِمرَأَةٌ مَصدَر الإِعجَاب.

تَلتَقِط أَنفَاسُهَا لِثَانِيَة حَتَى بَرَز جَسَد سُوزَان مِن البَاب لِتبَارِك لَهَا إِيڤلِين وَاضِعةً كُوبهَا الفَارِغ فِي سَلَة المُهمَلاَت.

-مُبَارَك سُوزَانَ، لَقَد سَمِعت بِشأَن مُوَافقَة بَدء المشَارِيع الخَارِجِيَة رَسمِيًا.

لَقَد وَجَهت الشَركَة عَلَى غَير العَادَة عَقَبةً فِي بَدء مَشَارِيعهَا لِسَبَب لَم يَكن جَليًا للجَمِيع.

أحَد تِلكَ المَشَارِيع كَان يَخضَع لِسُلطَة سُوزَان لِذَا بَقِيت لِوَقت طَوِيل تُعَانِي مِن هَذِه الأَمر وهِي تَبحَث عَن طَرِيقةٍ لِتَحُل بِهَا الأَمر.

تَرَى سُوزَان تَتنَهَد حِيَال الأَمر قّبَل أن تَبتَسِم لَهَا بِلِطف، بَينمَا تَشكُرُهَا مُوضِحةً آنذَاك.

-شُكرًا ڤِي، لَكِن ذَلِك سَيَكُون بَعدَ عِيد المِيلَاد.

بَقِي اِسبُوع وَاحِد عَلَى إِجَازَة عِيد المِيلَاد ووَقت أَقصَر لِبِدَايَة عَام جَدِيد، وتِلكَ الفِكرَة بَدَت لَهَا ثَقُيلةً بَعض الشَيْء.

تَسعَى إِلى تَحْفِيز سُوزَان، وإن كَان ذَلِك لَن يُحدِث فَرقًا مُتَقَدِمةً مِن طَرَف رَف القَهوَة لِتَعود إِلى استِنَادِهَا عَلَيه أثنَاء مُرَاقَبتِهَا عَمَل سُوزَان فِي اِعدَاد قَهوتِهَا.

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن