تمسّكوا بأحبتكم جيدًا،
وعبّروا لهم عن حبّكم، واغفروا زلاتهم،
فقد ترحلون أو يرحلون يومًا وفي القلب لهم حديثٌ وشوق.....اسرعت تلك الشقراء بعيناها الذابلة من شدة بكائها وهي تقول بصوت مبحوح : ادال !
رفعت تلك المعنية نظرها لصديقتها التي جثت اليها تبكي ولم ينبسا بحرف بل اكتفتا بالعناق والنحيب على من فارقت روحها هذا العالم .. كم هو مؤلم ان تأمل قدوم شخص من المستحيل له ان يأتي ! وان تشتاق اليه وانت تعلم انه لا يشعر بك ! وان تتمنى لقياه وروحه قد صعدت الى السماء !
الصديقات الثلاث لم يعودوا ثلاثا ً الان بل اصبحا اثنتين فقط ! نهظتا معا بعد ان اخبرهم جايمس بضرورة الذهاب للمشفى لتوديعها ومن هناك ستجهز مراسم العزاء ! واي عزاء هذا الذي ستودعان به رفيقة قد تربعت في صميم القلب !!..
في صباح يوم العزاء كان الجميع يرتدي الاسود والداها اللذان يقفون بجانب قبر ابنتهما الوحيدة وينتحبان عندها وتلك الشابة ذات الشعر الاشقر الطويل كانت جالسة قرب قبر صديقتها ودموعها قد جفت من كثرة ما ذرفت .. وكذلك بالنسبة ل كريستيدا ستيف فهي جالسة بجانب ادال ومتشبثة بيدها وكأنها تخشى فقدان صديقة ثانية !
بدأ الناس بالذهاب شيئا ً فشيئاً ولم تكن والدة ناتلي السيدة بوناس قادرة على تقبل فكرة ترك ابنتها المدللة في المقبرة مع الاموات والعودة لمنزلها بل كانت تبكي وتناجي ابنتها ان تعود كي تأخذها معها للمنزل وتعد لها كل ما تحبه ! لكن هل استجابت ابنتها ؟ طبعا لا .. فهي قد انتقلت للعالم الاخر ذاك العالم الذي ينام فيه الناس طويلا ً
نهظ الجميع فزعا وهم ينظرون لسيدة بوناس تتهاوى على الارض صاح زوجها السيد بوناس : رباه ساندرز افيقي !!!
اسرعتا ادال وكريستيدا ناحية المرأة الفاقدة وعيها
كان جايمس يصفعها بخفة : سيدتي سيدتي تماسكي ارجوك !!!قالت ادال فزعة والدموع متحجرة في عيناها : مابها الخالة ساندرز يا جيمي ؟؟
لاحظ جايمس فزعها وخرفها الشديد فقال مطمئناً اياها : لاتقلقي حبيبتي هي بخير مجرد اغماء وستفيق بعد قليل
قالت كريستيدا بهلع : لنسرع بها للمشفى يا جايمس هيا
قال السيد بوناس : اجل ان سيارتي امام بوابة المقبرةاسرع جايمس يساعد السيد بوناس بحمل السيدة بوناس وخطف نظرة على حبيبته التي يتجسد الخوف في عيناها ليقول بسرعة : كريسي ارجوك خذي ادال للمنزل انها متعبة ..
قالت ادال معترضة : بل خذني معك ....
قاطعها بحدة : ارجوك عزيزتي اذهبي مع كريسي لمنزلك انتي منهكة وليلة امس لم يغمض لك جفن ..صمتت فقط وكريستيدا اخذتها معها في سيارتها الزرقاء الغامقة ..
اتكأت ادال على زجاج النافذة شاردة بالجو الكئيب اليوم والاحزان تلفهم من كل جانب همست بخفوت وبعض دموعها انهمرت : صديقتنا رحلت إلى وطن النائمين طويلاً.. بات كل شيء مختلف منذ رحيلها.. هل تشعرين بما اشعركريسي ؟!
أنت تقرأ
Devil's game
Terrorبقلمي✓ كانت فتاه ترسم أحلامها... تسطرها على أحد الرفوف.. فتاه مبتسمه دائما لايعرف الحزن لها طريق.. الفرح يطرق بابها ولاتعرف معنى ان "تبكي" فتاه مراهقه تحب هذا وتكره هذا.. فتاه لاتعرف الحقد تعطي دون ان تنتظر مقابل.. ولكن عجلة الزمن تدور وتغير من واقع...