4.العم ريك

192 13 0
                                    



          تفاجأ "راي" عندما وجد "ريك" ينتظره بنفسه في المطار و للأسف فقد بدا عليه الغضب فعلم فورا ما هو مقبل عليه و لكن لم يقل كلمة واحدة .. ساعده في إنهاء الإجراءات بالمطار و أخذه إلى المستشفى مباشرة .. لم يشعر "راي" بالراحة طوال الطريق لأن "ريك" لم يتوقف عن رمقه بنظرات حادة و إلتزام الصمت طوال الوقت .. بالمستشفى أخبرهم الطبيب أنه لا فائدة من زيارته الآن فقد دخل بغيبوبة و ما أن يستيقظ سيتصلوا بهم ليحضروا .. ليخرجوا من المستشفى و يذهبا إلى فندق مجاور لكي يكونا قريبين من المستشفى و حجز له "ريك" غرفة مجاورة له و لم يتحدث معه أبدا و لا مرة منذ نزوله من الطائرة حتى نومه .

شعر "راي" أن "ريك" علم بما حدث له و هو غير راض فهو كان يأمل أن يتولى الأعمال ما أن يتخرج من الجامعة و يصبح هو رئيس "روشلن" القادم و لكن حتى بدون تحوله إلى مصاص دماء لم يكن سيتولى أمور "روشلن" مباشرة بعد إنهاؤه للجامعة بل كان ليسعى لتحقيق مكانه عالية له بمجهوده و بعدها كان سيساعد بإدارة الشركة و لكن الآن هو متأكد أن "ريك" يستشيط غضبا منه فقد قام قبل عام بإفتتاح معمل كبير ليجتذب انتباهه لمؤسسة "روشلن" و رغم هذا فهو يبحث عن وسيلة ينفصل بها عن العائلة ليحقق مجده الخاص مع أن العمل مع "ريك" لن يكون بهذا السوء لكن ما يشعره بالغيظ أنه إن عمل معه سيكد و يتعب و في النهاية سيأتي بعض الأقارب أصحاب الأسهم القليلة اللذين لم يساهموا في العمل و لو قليلا ليحصلوا على مبالغ كبيرة لا يتسحقونها يشبعون بها جيوبهم الجشعة و هو لا يرضى أن يساعد الكسالى ليتمادوا بكسلهم .

بعد حوالي ساعة من التبرم بالسرير بسبب انزعاجه من فتور "ريك" نحوه نام "راي" أخيرا ليجد نفسه واقفا بمكان يشبه الفنادق حيث وجد الكثير من الأبواب يمينا و يسارا و ضوء ساطع ينير هذا الممر الطويل الذي سار فيه يتلفت يمينا و يسارا عساه يجد السلالم و لكنه بدلا عن هذا وجد الفراشة التي سارعت للتخذ مكانها على كتفه كما فعلت في صباح اليوم السابق و لكن هذه المرة هي تتوهج متألقة بعدة ألوان ليس الأبيض فقط .. شعر "راي" أنه يجب أن يستمر في السير إلى الأمام و ألا يحاول فتح الأبواب على الجانبين .. لا يعلم كم من الوقت مضى و هو يسير بتلك الردهة التي لا تنتهي و هو يفكر متى أصل لنهايتها ؟ آلمته عيناه من تكرار مشهد تلك الغرف ذات الأبواب السوداء و الحوائط البيضاء و الضوء الأبيض الذي يأتي من فوق رأسه و الضوء الذي تصدره الفراشة المستقرة على كتفه الأيسر .. تنهد بضيق جعل خطوته أسرع ثم ركض ليرى أن الردهة تنتهي بغرفة بابها مفتوح ابتسم لنفسه مفكرا أن هذا الحلم المزعج قد انتهى و لكنه صدم بشدة عندما دخل الغرفة .

رأى فتى بمثل عمره يشبهه تماما يرتدي الأسود جالس على أريكة جلدية زرقاء اللون يمدد ساقيه أمامه على الطاولة الخشبية التي استقرت أمام الأريكة و الغرفة بها أريكة أخرى و لكن أصغر حجما تكفي لشخص واحد و حوائط الغرفة لم تكن بيضاء بل عاجية و كانت الإضاءة صفراء هذه المرة ليست بيضاء .. لقد قال لنفسه أنه يشبهه تماما و لكن هذا غير صحيح تماما فتسريحة الشعر الفوضوية تلك جعلته يبدو خطيرا للغاية خصوصا مع تعابير وجهه الباردة و عيونه اللتان تتوهجان بالأحمر الدموي .. لم يبدو عليه أنه لاحظ وجود "راي" في البداية و لكنه ما أن رآه رفع رأسه مبتسما له .. لم تعجب "راي" تلك الإبتسامه بتاتا فكل شئ يفعله شبيهه هذا لن يشعره بالراحة حتى يجد إجابات لأسئلته مثلا أين هو الآن ؟ و ما هذه الفراشة المتوهجة على كتفه ؟ لماذا هذا الباب يوجد في نهاية الردهة ؟ و لماذا هو مفتوح و البقية لا ؟ و لماذا هذا الشخص يشبهه تماما ؟ ابتسم الجالس على الأريكة بسخرية و أنزل قدماه من فوق الطاولة و اعتدل بجلسته و كأنه قرأ ما يدور برأس "راي" .. أشار له أن يجلس ففعل .

طريق مظلم - COMPLETED (NOT EDITED)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن