9.إنه إختيارك

118 10 0
                                    



          تفاجأ "ليشت" كثيرا حينما رأى "إيدريك" واقفا يحملق فيه بعيون كالصقر توقع "ليشت" أن يسمع توبيخا قاسيا و لكنه وجد "إيدريك" يوقف تدفق المركب إلى أوردته و يزيل الغبر من ذراعه بحرص شديد حتى لا يؤلمه ثم بعد أن أتم هذا نظر إلى ساعته و ساعد "ليشت" ليعود لوضع النوم ظل يحملق به و لكن "إيدريك" ظل صامتا و لم يتفوه بشئ أبدا و جلس إلى جانبه لمدة نصف ساعة شاردا .. فجأة وجد "ليشت" "إيدريك" يرفع كم قميصه و يسحب الدم من ذراعه و يضعه بأنبوبة كانت بجيبه ثم حمل "ليشت" و أجلسه على كرسي و بدأ يقص شعره الذي صار أطول من اللازم و بعد أن انتهى حمل الشعر الذي قام بقصه و غادر من الغرفة بسرعة .. تعجب "ليشت" كثيرا من هذه الزيارة الصامتة الغريبة .

لم يستطع "ليشت" أن يقاوم الرغبة في النوم أكثر رغم رغبته في الحصول على تفسير لتصرف "إيدريك" الغريب .. نام حوالي ساعتين لتأتي "زيراني" بعدها لتيقظه و تساعده بالجلوس معتدلا بالسرير و ساعدته بتناول طعامه و ما أن انتهى من تناول طعامه جلست زيراني تحدثه و تخبره بمدى سعادتها برؤيته و هو يتعافى بهذه السرعة و كم هي فخورة به .. فما قاله لهم جعلهم يرتجفون خوفا لدرجة أنهم ركعوا أمام "زيراني" يتوسلونها أن تطلب من "ليشت" أن يصفح عنهم طبعا هذا أضحكه رغما عنه فهو لم يكن قادرا على تتخيل أن مجموعة البلهاء المتكبرين توسلوا "زيراني" .. عندما أخبر "ليشت" "زيراني" عن زيارة "إيدريك" الغريبة نظرت له مطولا في صمت دون أن تقول أي شئ ثم أشاحت بوجهها بعيدا و أسرعت بالإعتذار منه و غادرت الغرفة سريعا تاركة "ليشت" حائرا و قلقا أكثر من السابق .

جلس "ليشت" بسريره و هو يشعر أن الألم يتلاشى من جسده مفكرا أن تصرف "إيدريك" و "زيراني" غريب للغاية و طبعا "دونيلير" لن يخبره بأي شئ بعد الآن ... تعب عقله من التفكير بسبب تصرف "إيدريك" الغريب و لحسن الحظ دخلت "ميليندا" لتشغله فقد ساعدته على تناول العشاء و قالت أن "دونيلير" طلب منها أن تقضي الليلة بجانب سريره لتلبي له طلباته خلال الليل أو لتناديه إن حدث شئ له ... جلعته "ميليندا" يتمدد بوضع النوم و أخذت تثرثر معه حتى أصابه النعاس و نام بينما ظلت "ميليندا" تقاوم النعاس لفترة حتى نامت هي الأخرى في سلام .. طبعا لم يتوقع أحد أن يخرج "اكسيورا" بنفسه للحديث مع حفيده خصوصا "ليشت" الذي أقلقه حضور جده الذي وقف بجانب سريره يتأمله مما أزعج "ليشت" و جعله يفتح عينيه و يحدق به في انزعاج .. لماذا مر بخاطره جده "إدوارد" و هو ييقظه عندما كان بالثالثة عشرة ليأخذه للتخييم في عيد الإستقلال .

سأله "ليشت" بضيق هامسا :

ـ لماذا أنت هنا ؟ و توقف عن الوقوف فوق رؤوس النائمين هذا مزعج للغاية .. و "ميل" ستستيقظ أيضا .

أجابه بسعادة هامسا :

ـ أنت لا تعلم مقدار فخري بك يا "ليشت" .

طريق مظلم - COMPLETED (NOT EDITED)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن