11. تكيف معهم

128 6 0
                                    



          انتهت عطلة "ليشت" القصيرة و عاد إلى "كورالين" و قضى الوقت مع الجميع و على الفطور لأول يوم له بالجامعة أعلن أنه سيسكن بمسكن الطلاب و لن يأتي إلا في العطلة الأسبوعية طبعا عارض كل أفراد "كيارينل" خصوصا "دونيلير" عندما أخبره أنه سيأخذ معه "هانا" و لكن "ليشت" أصر أن له سيطرة كاملة على الأمور و "آي" غضب جدا لأن أخاه قرر أن يبتعد عن منزله .. رغم محاولة "ليشت" أن يخفف من حزن اخاه إلا أنه فشل فقد ركض بعيدا عنه .. عندما قرر أخذ "هانا" معه واجه مشكلة صغيرة هي أنها لا تستطيع البقاء في الهيئة الطبيعية أو الحيوانية حينها أتت هي بالحل و أخبرته أنها بإستطاعتها أن تسكن ذلك القرط الذي أجبره "اكسيورا" على وضعه و أنها لن تستطيع الخروج قبل أن يأذن لها هو لذلك عليه أن يتذكر بأنها موجودة و لا ينساها و إلا ستغضب منه و لكنه رفض ذلك الإقتراح و طلب منها أن تأخذ هيئة طائر و لكنها رفضت في النهاية قرر "اكسيورا" أن يخطر رئيسة الجامعة و يطلب إذنها بأن تكون مرافقته و بسبب هذا أصبح لها غرفة في مهجع الشباب بجانب غرفة مشرفة المهجع .

ما أن رأى مبنى الجامعة ابتسم و أسرع إلى المهجع حيث وضع أشياؤه بغرفته و لكنه لم يرى رفيقه بالغرفة .. نزع جهاز الإنتقال من خلف أذنه و وضعه في ساعة الجيب القديمة التي يعملها معه دائما حول عنقه و خرج من المهجع لتخبره بأن كل طالب له غرفة مستقلة لأن عدد الطلاب ليس كبيرا كما كان بالسابق و تعلقت بعنقه فقط لإزعاجه و مشاكسته و توجهت معه إلى الكلية ليرى ما هي المحاضرات التي لديه ليجد أن لديه محاضرة واحدة فقط بالمعمل لهذا اليوم و لكنه تأخر قليلا أسرع ليجد أن المحاضر قد بدأ و المحاضرة ليس بها سوى اثنين غيره .. وقف "ليشت" على الباب أمام عيون الطالبين و الأستاذ ليشير له بالدخول هو و"هانا" و جلس ليجد أن هناك حوال خمسة طلاب آخرون قد جاؤا بعده فسمح لهم بالدخول .

استمتع "ليشت" كثيرا بالمحاضرة و رؤيته للتطبيق العملي و لكنه لم يتوقع أن يطلب منهم الأستاذ بأول محاضرة أن يتحضروا بمشاريع تطبيقا لتلك النظرية في نهاية الفصل و سيكون هناك جزء كبير من الدرجات رهن نجاحهم بالتطبيق أو لا .. بشكل ما زادت حماسته كثيرا لدرجة أن "هانا" تركت كرسيها و جلست بعيدا عنه بثلاثة كراسي ترتجف .. طبعا نتيجة تصرف "هانا" تعجب الطلاب و بدأوا ينظرون له بحذر و خطر ببالهم شتى الأفكار عدا أن لديه حماسة جارفة و مرعبة بنفس الوقت .. قرر أن يتجول بأنحاء الجامعة ليتفقد كل جزء منها لتذهب معه "هانا" و رغم أنها اعتقدت أنه سيراقب المكان بلهفة و سعادة الأطفال إلا أنها وجدته باردا يراقب فقط بصمت و سرعان ما أنهى جولته ليأخذ بذراعها و هو ينظر بساعة يده لينتقلا إلى الأرض .

قالت "هانا" لنفسها ليس هناك عمل يستدعي وجوده و ليس هناك أي ميعاد بينه و بين "آرنولد" أو "بيتر" إذا ما الذي جاء به إلى بوسطن في ساعة مزدحمة كتلك سارت معه تمسك بذراعه خوفا من أن تضيعه بالإزدحام .. نظرت إلى وجهه لترى أنه حزين للغاية و شارد .. مضى وقت طويل و هما يسيران بدوائر فقد عاد لنقطة البداية ثلاث مرات حتى الآن ثم رأته يعبس و يسرع بخطواته التي وجدت أنه من الصعب مجاراتها إلى مقهى دخله حيث جلس شخص لم تستطع"هانا" معرفة إن كان رجلا أم إمرأة بسبب أنه كان جميلا جدا كالنساء و بنهاية عقده الثالث أم لعلها إمرأة فعلا لم تستطع التحديد فقط وجدت "ليشت" يعانق ذلك الرجل غريب المنظر ثم جلس يتحدث معه قليلا و بعد الحديث مطولا فهمت "هانا" أن ذاك الرجل كان بالمستشفى لوقت طويل و "ليشت" كان يزوره في الفترة الأخيرة و قدم له وظيفة جيدة قبل ثلاثة أشهر أي قبل أن يلتقيها .. رحل "ليشت" من عند الرجل غارق بأفكاره بينما لم تستطع "هانا" أن تعلم بأي شئ يفكر فقد تردد كثيرا قبل أن يدخل له و بعد ذلك طوال حديثه كان حزينا رغم ابتسامته المرحة للرجل .

طريق مظلم - COMPLETED (NOT EDITED)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن