ت\طريق شاق

332 25 5
                                    



          عاد إلى المنزل مباشرة مفكرا أنه من الواجب عليه أن يستذكر دروسه التي أحضرها له صديقيه ليدخل المنزل المظلم و خطواته تصدر صوتا يكرهه للغاية و فجأة شعر بشئ غريب و لكنه لا يعلم ما الذي يحدث أضاء الأنوار الخافتة لغرفة الإستقبال ليجد الرجل الغريب الذي أزعجه في نومه لليلتين متتاليتين مستندا إلى الحائط بملل تأمله "راي" قليلا ليحفر في ذاكرته وجه ذاك الرجل فقد كان وسيما بعيون رمادية بها رقة و قسوة بنفس الوقت و جسد أطول منه و أقوي و لكن متناسق و شعره أشقر يصل لمؤخرة عنقه و يتهدل قليل منه على جبهته معطيا إياه مظهر خطراو قد خلى وجهه من التعابير نظر "راي" إلى السقف يتنفس بسرعة محاولا ألا يفقد أعصابه و أشار للغريب أن يتبعه إلى مكتب أبيه حيث وقف أمام المكتبة و جذب كتابا أزرقا كبيرا ففتح بابا سري في الحائط يؤدي إلى غرفة بها كرسيين و طاولة صغيرة دخلا و أنار الغرفة و أغلق الباب مجددا جلسا و هو مستعد لسماع الأسوأ من الغريب و لكنه صدم لسماع أول جملة من ذلك الرجل .



الذي قال بهدوء :

ـ مرحبا "رايان" .. لقد كبرت لتصبح شابا رائعا كان "روم" ليفخر بك لو ظل على قيد الحياة .

سأله بصدمة :

ـ كنت تعرف "روميو" ؟ أبي يعرفك ؟ تعرفني ؟

أجابه مبتسما :

ـ قابلتك عدة مرات و أنت في الثالثة و الرابعة من عمرك و أول مرة قابلت أبيك كانت في حفل توقيع كتابه و لأن كل ذوي السلطة و أصحاب الشركات العالمية و السياسيين يعرفون بوجودنا فطبيعي أن يتعرف علي أبيك في أقل من ثانيتين كنت في الثالثة وقتها ... كان "روم" يجتمع بي في هذه الغرفة أيضا .. كنا صديقين آخر مرة رأيته بها كانت قبل موته بيومين .

سأله بتردد :

ـ كيف كان وقتها ؟

ـ لم يكن قادرا على الحراك و لكنه تحدث إلي كثيرا عنك و عن رغبته في أن يراك و امتناع أمك عن ارسالك إليه و طلب مني الإعتناء بك .

صرخ به :

ـ برأيك هكذا تعتني بأي أحد ؟

حدثه بهدوء :

ـ لا .. أنت محق و لكن استمع إلي يا "رايان" ... قبل مائة عام ولد لي صبي لامع و الكل كان متحمس ليتولى حكم جنسنا بعد أن أتقاعد أنا و لكن قبل خمسين عام وقع في حب واحدة من صيادي المنظمة ... وقتها كانوا يقتلون بني جنسنا بشكل عشوائي .. راقبها عن بعد و ذات مرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت فقام بفدائها وقتها مات ... كانت صدمة كبيرة لي و لزوجتي السابقة ..(تنهد مغمضا عينيه و تابع) قبل خمسة عشر عاما قابلت "روم" بحفل توقيع كتابه و دعاني لزيارته و عندما دخلت لمنزله صدمني أن أراك فقد كنت نسخة طبق الأصل من ابني الراحل عندما كان طفلا ... و أخبرته بهذا الأمر فضحك و سخر من الأمر و مرت السنون و صداقتي بأبيك ما تزال قائمة في السر طبعا حتى أصبحت بالعاشرة وقتها ظهرت أنت بالصحف و أبيك تم حجزه بالمستشفى و لشبهك الكبير بابني بدأت مطالبات من بني جنسي بضمك إلينا و أخبرت أبيك ... كانت أمك وقتها قد حصلت على الطلاق منه فطلب مني لعجزه أن أعتني بك و ظل عامين محجوزا بالمستشفى حتى مات وقتها كنت ما أزال أزوره و لسوء الحظ وصل إصرارهم على تحويلك لدرجة أنهم كادوا يخطفونك من أمك .... عندما علم والدك قال أنه لا يتمنى أن تتأذى و يريد أن تحيا كما تشاء و تحقق كل أهدافك و قال أني إن إضررت لحمايتك بهذه الطريقة حتى لتصل إلى أحلامك فيجب أن أفعل ... و أنت كنت تبتعد عن طريقك كاد اليأس يجرفك بعيدا و أيضا .. كانوا يصرون على أن أقوم بتحويلك و إلا قام آخرون بالمهمة .... بالطبع أنا لن أدفعك للقيام بأمر لا تريده و سأساعدك لتدرس ما تريد و لكن حاول ألا تبرز حاليا و إلا سيقومون بجرك إلى مجتمعنا لتحميلك مسئوليات أكبر منك و حينها حتى أنا لن أستطيع منعهم من دفعك بذلك الأسلوب ... لم أرد تحويلك بنفسي بداية لأنك ستنسب كابن لي و أنا أعلم أنك تحب أبيك و لن تريد تغيير اسمك مستقبلا ... و لكن إن لم أتدخل كنت ستتأذى و أنا لم أرد خذلان صديقي .

طريق مظلم - COMPLETED (NOT EDITED)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن