بعد عدة ساعات شيء من الضوء بدء يتسلل إلى تلك الغرفة المظلمة عُندما فُتح بابها .. تقدم ذلك الشاب ليجلس على السرير الخشبي وهو يراقب النائم فوقه بعشوائية لم يعهدها .. مد يده ليمسح تلك الدموع العالقة على وجنتيه وعينيه .. تنهد بحزن وقد بدى الألم على محياه وهو يتحدث بصوت مخنوق :" لماذا تبكي يو ؟ أعلم أنني شخص مزعج ومدلل ولكنني أكره إيذائك أنا من عليه أن يبكي , أشعر بأنني ضائع تماماً , أسرتي لا تهتم بي , لا شيء مما قد أفعله يهمهم أو يسعدهم , لا أحد يمكنني اللجوء إليه , أنت أتيت وأنقذتني من هذه الوحدة أكرهك لإنك فعلت ذلك ! أكرهك لإنك جعلتني أتعلق بك أكثر من أسرتي إن حدث واعدمت أنت سأكون وحيداً تماماً , توقف عن الإهتمام بي , توقف عن ذلك أرجوك لا أريد أن أتألم عندما ترحل ( صمت قليلاً وهو يسمح لدموعه بالنزول من عينيه ليردف بعدها ) :" أنا لا أريدك أن ترحل .. لماذا لا تفهم ذلك ؟"
ليبدأ بالبكاء المرير على صدر يوجين الذي بدى وكأنه في عالم آخر تماماً .. صحيح أنه لم ينم لثانية واحدة ولكن لسبب ما هو تظاهر بالنوم ما إن شعر بتواجد سيده بالمكان .. ولم يستطع تحريك يده ليربت على جين .. لقد أصبح واثقاً أن الحل الوحيد لإبعاد الألم عمن حوله هي بالإبتعاد عنهم .. لقد أخطأ عندما عامل جين بطريقة غير رسمية .. وأخطأ مرة أخرى عندما تحدى الحاكم وتزوج ابنته .. وأخطأ عندما أصبح والداً .. فيبدوا أنه كان عليه البقاء وحيداً تماماً حتى لا يسبب الألم لأحد عندما يرحل .. سيحاول الآن أن يصوب أخطائه تلك .
بعد مرور عدة دقائق نهض جين بتعب وغادر الغرفة الصغيرة ليتوجه إلى سريره وينام هو .. بينما نهض يوجين خلفه ليستحم بمياه باردة كالثلج لعلها تبرد قلبه وجسده الذي كان يشعر بأنهما يحترقان بشدة .
خرج بعد مدة قصيرة وقد إرتدى ثياب العمل ليغادر إلى حديقة القصر وهو ينظر حوله بشرود تام .. لم ينتبه لأي حركة تجري حوله إلى أن شعر بيد قوية تمسك به بقوة مانعة إياه من السقوط أرضاً .. نظر لذلك الشخص وسرعان ما إستقام بوقفته وإنحنى قليلاً .. بينما تحدث الأول بقلق :" هل أنت بخير يوجين ؟ تبدو مرهقاً للغاية "
أجبر نفسه على الإبتسام ليتحدث برسمية :" لا تقلق سيدي أنا بخير أهلاً بكما هنا , سيدي كريستيان والآنسة آنجلي"
بدى القلق جلياً على وجه آنجلي وهي تتحدث :" هل جين بالداخل ؟ هل هو بخير ؟ لم يجب على إتصالاتي لذلك ..."
صمتت عندما شعرت بأنها أخطأت فهي حتى لم تلقي التحية عليه ولم تطمئن عليه بالرغم من أنه يبدوا شاحباً للغاية إلا أن إبتسامته العذبة التي ظهرت على وجهه جعلتها تخفض رأسها في خجل أكبر من نفسها .. بينما تحدث هو بذات الرسمية :" أرجو أن لا تقلقي آنستي إنه بخير .. أرجوا منكما التفضل إلى الداخل بدلاً من الوقوف هنا "
أنت تقرأ
~ روابط القدر ~
Adventureعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر...