مضى بقية النهار بلا أي أحداث تذكر إلى أن حان أخيراً موعد ذلك الاحتفال الذي أُقيم في قصر أسرة روبنز حيث كانت الأجواء هادئة للغاية .. كان كُل من ديريك وأليكسس يسيران بين الحضور وهم يلقون التحية عليهم أما رولند فقد كان يقف مع مجموعة من النبلاء الذين هم من عمره تقريباً ومنهم ألفريد بينما كان ريكس يرافق جوليا مع بعض من أصدقائه الآخرين .. ماكس كان حاضراً وقد ألقى التحية على رولند وآريان ثم اكتفى بالجلوس ومراقبة الاحتفال من بعيد دون الإختلاط بأحدهم كما جرت العادة لديه .. آريان كان محط إهتمام الصحفيين بعد انتشار خبر محاولته الأخيرة للإنتحار اليوم إلا أنه نفى أقوالهم وأكد أنها مجرد إشاعة .
اعتذر رولند من رفاقه وتوجه إلى إحدى الطاولات لسكب القليل من العصير لنفسه وأخذ راحة من التظاهر بالإبتسامة فهو يشعر بشعور خانق لم يفارقه ولو للحظة .. شيء ما ينبئه أن هذا اليوم لن ينتهي دون أن تحل كارثة ما عليه .. أغمض عينيه في محاولة منه لطرد تلك الأفكار من عقله وقد ساعده صوت أحد الفتيات اللواتي تجمعن حوله على الإستيقاظ من تلك الأفكار فتح عينيه الخضراوتين ونظر لهن بابتسامة جميلة تزين وجهه مما دفع إحداهن لتتحدث :" سيد رولند هنيئاً لك هذا النجاح "
تحدث بهدوء دون أن يبعد تلك الابتسامة :" شكراً لكِ آنستي , سعيد حقاً بتواجدكم هُنا الليلة "
تحدثت فتاة أخرى بجرأة :" أخبرني كم عُمرك أنت ؟ ألا تنوي الإرتباط قريباً ؟ أتسائل من ستكون المحظوظة التي ستختارها "
إختفت تلك الابتسامة من وجهه وصورة لفتاة ما تمر بمخيلته ليتحدث بشيء من البرود :" أرجو المعذرة يا آنسة ولكن أظن أن هذا الأمر لا يخص أحداكن "
كانت تراقبه وحركاته من بعيد .. وقد بدء قلبها بالخفقان هي لم تعد تعلم إن كان ما ستفعله الآن صحيحاً أم لا ؟ ابتسامته وحتى قلقه وغضبه .. بطريقة ما هي شعرت بالحنين له وتمنت لو أن بإمكانها أن ترتمي بين ذراعيه .. ولكن كيف لمن تحب العناد أن تتراجع عن أي أمر عقدت العزم على فعله !
أغمضت عيناها قبل أن تبدء بالسير وتقف بين حشد الفتيات المجتمعات حول شقيقها الأكبر بحيث كانت تلك الفتاة تعتذر لرولند الذي بدى الإنزعاج جلياً على وجهه ولم يتمكن من إخفائه لتتحدث هي بجرأة أيضاً :" ولماذا الإعتذار له يا آنسة ؟ سؤالك لم يكن خاطئاً البتة أعني أنا وأخوك الأصغر سيتم إعلان خطبتنا رسمياً بعد مدة وجيزة وأظن أنه سيكون من الأنسب أن تختار أنت أيضاً شريكة حياتك "
قطب حاجبيه بانزعاج شديد ودهشة .. لم يتحدث لوهلة واكتفى بمراقبتها عيناها القويتان اللتان تحملان اللون الأرجواني الذي ورثته من عمه وجده .. وشعرها البُني الذي تركته مُنسدلاً لم يتمكن من منع ابتسامة من الظهور بالرغم من دقات قلبه التي تسارعت فجأة قبل أن يتحدث بهدوء مُفاجئ :" لا أعلم يا آنسة ولكن لا أظن أنني سأكون أول شخص يرتبط أخاه الأصغر قبله .. ومن ثم لن يحدث زواجكما إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات على الأقل فمن يعلم ما قد يحدث حتى ذلك الوقت "
أنت تقرأ
~ روابط القدر ~
Adventureعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر...