~ روابط القدر ~

الفصل الأول

بعد مرور ستة عشر عاماً :

كان ذلك الفتى ذو ثامنة عشرة من عمره يرتدي ثيابه المدرسية الفاخرة بسرعة وهو يشتم بغضب شديد خادمه الشخصي لإنه لم يوقظه في وقت مبكر .. نظر إلى نفسه مرة أخيرة في المرآة شعره باللون الفضي وعيناه باللون الأرجواني المميز .. ثيابه باللون الأسود وعليها نقش رسم بالذهب الخالص ليشير إلى رقي تلك المدرسة التي يرتادها .. نظر بحدة من طرف المرآة إلى ذلك الشخص الواقف خلفه .. حيث كان يرتدي ثياب الخدم التي كانت باللون الأسود مع بعض الخيوط الفضية .. كان يقف بهدوءه المعتاد عينيه الزرقاوتين كانتا في عالم آخر تماماً من الأفكار بينما كان يعبث بشعره الفضي بيده اليمنى , تنفس بعمق قبل أن يصرخ بغضب عارم وهو يحاول أن يوقظه من أفكاره : "يوجين أيها الأبله لماذا لا تأتي إلى هنا الآن ".

يوجين وهو ينحني : " أمرك سيدي "

- "أقسم بأني سأجعلك تندم في أحد الأيام .. لقد طلبت منك أن توقظني عند السادسة تماماً .. ولكنك مجرد أبله ."

- تنهد بتعب ليتحدث بهدوء مستفز : " أعتذر عن هذا سيدي .. حاولت إيقاظك منذ السادسة ولكنك لم تستجب لي ."

- "أغلق فمك فحسب .. سأبحث في أمرك عندما أعود من المدرسة .. أقسم أنني إن تأخرت سأقطع رأسك ."

ليغادر الغرفة بعدها على عجل شديد .. بينما وقف يوجين في منتصف تلك الغرفة.. نظر حوله ليرى أن الغرفة في حالة من الفوضى عارمة .. تنهد بتعب ليبدء بتنظيفها بهدوء .

في الطابق الأول من القصر ذاته :

تقدم ذلك الشاب ذو الشعر البُني منه قبل أن يتحدث والإبتسامة لا تفارقه : "جين ! مالذي تفعله هنا ؟ يفترض أنك في المدرسة الآن "

- نظر له بحدة قبل أن يجيب بإنزعاج شديد :" لا شأن لك يا أخي العزيز ديريك .. يمكنني أن أفعل ما يحلو لي ."

- "لا فأنت أحد أبناء السيد ماكس روبنز بالطبع عليك أن تنتبه لتصرفاتك فهي تنعكس على سمعة أسرتنا ومكانتها "

- بإنزعاج شديد أجاب : " تتحدث وكأنني حقاً أرغب بالإستماع لك .. أنا كما ترى متأخر بالفعل .. عن إذنك الآن ." 

- نطق الأكبر بإنزعاج "مجرد أحمق ".

في الجناح الخاص بجين :

كان يوجين يقوم بتنظيف تلك الفوضى العارمة وهو يشعر بالغضب مما حدث صباح اليوم لإنه يعلم تماماً أن الأمور لن تمر على خير لو مهما حدث .

- "أنت هنا إذن ايها التافه" .

إلتفت يوجين إلى ذلك الشاب الذي كان يبدوا بأنه في الثالثة والعشرين من عمره أي أكبر من يوجين بعامين .. شعره الأسود وعينيه باللون البُني المحروق .. رافقها نظرة ماكرة وخبيثة على وجهه .. نهض صديقنا وهو ينحني بإحترام له