الفصل الثالث والثلاثين ( الأخير )

7K 426 312
                                    

رولند بعد فترة قصيرة للغاية بدأ بالسير إلى حيث والده وعيناه فقط مثبتة عليه وكأنه لا يرى أي شخص آخر ، بينما يوجين لم يعلم حقا إن كان قادرا على إمساك دموعه هذه المرة ، هو يريد فقط إحتضان طفله إليه وربما لن يسمح له بالمغادرة بعدها أبدا لأي مكان !

رولند جلس على السرير أمام والده مباشرة وهو حدق به دون أي حرف ، هو للآن فقط لازال بصدمة أن يكون والده هنا أشبه بحلم بعيد المنال بالنسبة له .

جسده سرت به رعشة عندما وضع يوجين يديه على وجنتيه بكل لطف بينما ينطق بحنان شديد :" صغيري رولند ! "

رولند لم يحتج للمزيد حقا ليلقي بجسده بين أحضانه ويتشبث به بقوة ، هو الآن ليس بحاجة لتلك الثياب القديمة أو الغرفة المهترئة ليشعر بوجوده ، وهذا فقط يجعله يشعر وكأنه فقط يحلق من السعادة .

يوجين لم يستطع هو الآخر حبس دموعه حقا ، فصغيره الآن هنا وبقربه ، إبتعد رولند أولا بعينان حمراوتين والدموع لازالت متجمعة بهما بينما يتأمل ملامح والده مرة أخرى !

نطق يوجين بشيء من العتاب والألم :" لماذا لم تخبرني بذلك الوقت رولند ؟ لماذا يا صغيري فقط رحلت بفؤاد محطم بتلك الطريقة ؟ "

ابتسم رولند بألم شديد وهو يضع إحدى يداه على وجنة والده اليمنى برقة شديدة وكأنه فقط يتأكد أنه أمامه لينطق بحزن شديد :" وكيف تريد مني أن أعيد الألم لعيناك يا أبي ؟ هذا فقط مؤلم ! أنت لا تستحق أن أعيد لك الألم لذا ظننت بذلك الوقت أنه من الأفضل لك أن تعيش حياتك بسعادة بعيدا عن كل ما يسبب لك الحزن ! "

صمت لبرهة من الزمن ليردف بصوت مهزوز دلالة على أنه سيعود للبكاء :" كيف تظن أنني سأعيدك لواقعك المؤلم ؟ كيف يمكنني أن أعيد الألم لك ؟ "

أسند جبينه على كتف والده الذي بدأ يمسح على شعره بحنان شديد بينما أكمل ببكاء :" لكنني لم أستطع ذلك يا أبي ! أنا فقط لم أتمكن من منع دموعي من الإنهمار عند معرفتي بأنك لا تذكر أي شيء ، شعرت بألم فظيع يسكن قلبي وسائر جسدي ! شعرت فقط بفراغ قاتل وكأنه لم يعد هنالك شيء يستحق القتال لأجله ، فقط لماذا أنا لا أزال على قيد الحياة وأتنفس ؟! "

دموع يوجين عادت للإنهمار وهو يمسح على شعر صغيره بكل حنان ودفئ يمتلكه بينما كانت جيني تبكي أيضا لحال شقيقها الأكبر  ، دقائق وإبتعد رولند مرة أخرى لينطق بابتسامة هادئة :" أنا بخير الآن ! حقا أشعر وكأن كل الألم الذي شعرت به بحياتي السابقة تبخر فقط وكأنه لم يوجد قط ! "

ابتسم يوجين له ليمسح دموعه بينما الآخر أمسك بيديه وقبلهما بكل حب وهو ينطق :" حقا حمدا لله على سلامتك يا أبي ! "

 ~ روابط القدر ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن