رولند بعد فترة قصيرة للغاية بدأ بالسير إلى حيث والده وعيناه فقط مثبتة عليه وكأنه لا يرى أي شخص آخر ، بينما يوجين لم يعلم حقا إن كان قادرا على إمساك دموعه هذه المرة ، هو يريد فقط إحتضان طفله إليه وربما لن يسمح له بالمغادرة بعدها أبدا لأي مكان !
رولند جلس على السرير أمام والده مباشرة وهو حدق به دون أي حرف ، هو للآن فقط لازال بصدمة أن يكون والده هنا أشبه بحلم بعيد المنال بالنسبة له .
جسده سرت به رعشة عندما وضع يوجين يديه على وجنتيه بكل لطف بينما ينطق بحنان شديد :" صغيري رولند ! "
رولند لم يحتج للمزيد حقا ليلقي بجسده بين أحضانه ويتشبث به بقوة ، هو الآن ليس بحاجة لتلك الثياب القديمة أو الغرفة المهترئة ليشعر بوجوده ، وهذا فقط يجعله يشعر وكأنه فقط يحلق من السعادة .
يوجين لم يستطع هو الآخر حبس دموعه حقا ، فصغيره الآن هنا وبقربه ، إبتعد رولند أولا بعينان حمراوتين والدموع لازالت متجمعة بهما بينما يتأمل ملامح والده مرة أخرى !
نطق يوجين بشيء من العتاب والألم :" لماذا لم تخبرني بذلك الوقت رولند ؟ لماذا يا صغيري فقط رحلت بفؤاد محطم بتلك الطريقة ؟ "
ابتسم رولند بألم شديد وهو يضع إحدى يداه على وجنة والده اليمنى برقة شديدة وكأنه فقط يتأكد أنه أمامه لينطق بحزن شديد :" وكيف تريد مني أن أعيد الألم لعيناك يا أبي ؟ هذا فقط مؤلم ! أنت لا تستحق أن أعيد لك الألم لذا ظننت بذلك الوقت أنه من الأفضل لك أن تعيش حياتك بسعادة بعيدا عن كل ما يسبب لك الحزن ! "
صمت لبرهة من الزمن ليردف بصوت مهزوز دلالة على أنه سيعود للبكاء :" كيف تظن أنني سأعيدك لواقعك المؤلم ؟ كيف يمكنني أن أعيد الألم لك ؟ "
أسند جبينه على كتف والده الذي بدأ يمسح على شعره بحنان شديد بينما أكمل ببكاء :" لكنني لم أستطع ذلك يا أبي ! أنا فقط لم أتمكن من منع دموعي من الإنهمار عند معرفتي بأنك لا تذكر أي شيء ، شعرت بألم فظيع يسكن قلبي وسائر جسدي ! شعرت فقط بفراغ قاتل وكأنه لم يعد هنالك شيء يستحق القتال لأجله ، فقط لماذا أنا لا أزال على قيد الحياة وأتنفس ؟! "
دموع يوجين عادت للإنهمار وهو يمسح على شعر صغيره بكل حنان ودفئ يمتلكه بينما كانت جيني تبكي أيضا لحال شقيقها الأكبر ، دقائق وإبتعد رولند مرة أخرى لينطق بابتسامة هادئة :" أنا بخير الآن ! حقا أشعر وكأن كل الألم الذي شعرت به بحياتي السابقة تبخر فقط وكأنه لم يوجد قط ! "
ابتسم يوجين له ليمسح دموعه بينما الآخر أمسك بيديه وقبلهما بكل حب وهو ينطق :" حقا حمدا لله على سلامتك يا أبي ! "
أنت تقرأ
~ روابط القدر ~
Adventureعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر...