مسح على شعرها بحنان ليتحدث بلطف :" عزيزتي جولي ألا تريدين الذهاب إلى المدرسة اليوم أيضاً ؟ من السيئ حقاً أن تبقي في الفراش .. ستمرضين أكثر "
سمحت لدموعها بالانفجار مجدداً لتتحدث بصوت مُرهق :" لكن ألفريد لماذا أردتم إعلان خطبتي على ريكس ؟ إن كنم تعلمون ابن من هو وماذا فعل والده بأبي .. فكيف تسمحون لي بالارتباط به ؟"
أشاح بوجهه مُتهرباً من هذا السؤال .. إلا أن صوت شقيقه الأصغر أتى بالإجابة الصاعقة بالنسبة لها :" رولند هو من وافق على هذه العلاقة .. هو من أعطى أمي وأبي الموافقة على قبول عرض روبنز "
نهضت من فراشها وقد وقفت بسرعة شديد وعيناها تكادان تخرجان كيف له أن يفعل ذلك ؟ أليست شقيقته الصغرى إذن لماذا يفعل هذا بها ؟ هو لم يجرأ على مُساعدة أعداء والدهما ولكنه أيضاً قرر أن يرتبط اسمها باسم أحدهم .. وضعت يدها على فمها لتشهق بقوة بينما كان ألفريد ينظر لها بقلق شديد .
ثوانٍ فقط حتى تحدثت بصوت مبحوح :" أخرجا رجاءاً علي تبديل ثيابي والذهاب للمدرسة "
أومأ كلاهما إيجاباً بقلق قد ارتسم على وجهيهما بالكامل ليغادرا الغرفة ويغلقا الباب إلا أنهما وقفا عنده دون حراك فيبدوا أنهما كانا قلقين من أن تحاول إيذاء نفسها أو ما شابه ذلك .
اما في داخل الغرفة فقد أخرجت ثيابها المدرسية وتوجهت للاستحمام وفكرة واحد باتت تشغل كل تفكيرها وهي أنها قطعا ستحقق الانتقام لوالدها منهم ولنفسها من شقيقها الخائن كما وصفته واحتفال الليلة سيكون مناسب للغاية لإحراجه ولكي تتخذ الخطوة الأولى من انتقامها .
*****
في قصر أسرة روبنز كان يسير بخطوات مُترنحة وقد بدى عليه الإعياء الشديد ... لم يبدوا أنه بخير حقاً وبالرغم من ذلك فقد كان يرتدي زيه المدرسي بنية التوجه لها وإن تأخر الوقت على ذلك ولكنه وما إن وصل إلى الردهة حتى أتاه صوت هادئ :" سيدي الصغير آريان ربما سيكون من الأفضل لك البقاء في المنزل اليوم .. أنت مُتعب كما أن هنالك احتفال سيقام الليلة وسيكون عليك حضوره "
نظر آريان له وقد ابتسم بتعب ليتحدث بصوت خافت :" شكراً لك أندرو ولكنني بحاجة لاستنشاق الهواء "
أومأ الشاب برأسه إيجاباً وهو ينظر له بشفقة وما إن كاد الصغير يغادر المنزل حتى سمع صوتها الغليظ :" لن تغادر هذا المنزل أبداً يا آريان فأنا لدي أوامر من ديريك بذلك "
نظر لها آريان بتوسل قبل أن يتحدث بنبرة أشبه للباكية :" أرجوكِ يا خالة .. فقط سأذهب للمدرسة "
ركزت عيناها ذات اللون البُني عليه وهي تتحدث بإستعلاء بينما أناملها تداعب خصلات شعرها السوداء :" لا , أنت ستتسبب في النهاية بإنزال سمعة روبنز إلى الحضيض ! "
أنت تقرأ
~ روابط القدر ~
Adventureعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر...