فصل ( خاص )

1K 92 31
                                    

وقف بمنتصف القاعة الكبيرة و إبتسامته الهادئة و الحنونة تُزين ملامح وجهه ، كل تلك السنوات التي عانى بها الظُلم و القهر تبدد بعيشه مع أسرته كاملة بعامين فقط !

لم يكن ليتخيل يوماً أن تسمح له الحياة برؤية صغيره يكبر ويكون أسرة ، إلا أنها أثبتت له أنه كما يوجد أوقات حالكة الظُلمة ستمنحك الحياة أيام مُسالمة لا يُعكر صفوها سوى مشاكل بسيطة روتينية .

رولند كان يرتدي إحدى بذلاته الفاخرة بينما تقف بجواره كامي الفتاة التي لطالما أحبها بكل ما أمتلك من جوارح وهي ترتدي فستان فخم ذو لون ذهبي جميل بينما تنسدل خُصلات شعرها حالكة السواد بكل رقة لأسفل ظهرها و أمامهما وقف شقيقها وهو يشعر بأنه يكاد يطير من السعادة ، فأخيراً هو إستعاد شقيقته بعد أن ظنها قد سُلبت منه للأبد ، وهو يرى السعادة على وجه صديق طفولته !

وحقاً هو ممتن فلو أحبت صغيرته شخص آخر سواه ما كان ليشعر بالطمأنينة عليها كما الآن والعكس صحيح فهو واثق بأن شقيقته ستحافظ على صديقه و إبتسامته .

القاعة امتلأت بالكثير من الأشخاص ذوي المكانات المُرتفعة بالمُجتمع بما فيها حاكم البلاد و ولي العهد و مُستشاره !

تحولت الأنظار جميعها لتلك الفتاة ذات الشعر البُني المُنسدل حتى منتصف ظهرها و التي وقفت على كرسي ما تطرق كأس ما بملعقة صغيرة ليبتسم والدها بخفة بينما قلب رولند عيناه من تصرفاتها مُتسائلاً إن كان يمكنه حقاً الاقتناع يوماً ما بأنها فتاة !

و هي تجاهلت نظرات شقيقها تماماً قبل أن تقترب من كامي لتنطق بنوع من السخرية و التي حاولت عدم إظهارها بشكل واضح على ملامحها :" عزيزتي أنا حقاً سعيدة بإنضمامك لهذه الأسرة ! و كونه يُفترض بي أن أكون بمثابة أختك الصُغرى منذ الآن و صاعداً سأنصحك بكل شفافية أنه لا تزال أمامك فرصة للهرب من هذا المغرور صاحب الشخصية المُنفصمة ... "

و الضحكات تعالت لاسيما مع شهقة رولند ليرتفع كِلا حاجباه باستنكار كُلي !

و من قربها تقدم ريكس يضع يده على كتفها ينطق بذات اللهجة التي بدأت جينيفير بها :" كما أنه أحد أكثر الأشخاص عناداً ! و يُمكنه التمثيل بكل سهولة لذا يصعب التمييز بين كونه صادق و كاذب "

_ :" ها ؟! "

كان هذا كُل ما صدر من فم رولند عندما شاهد إيميليا تقف هي الأُخرى على الطرف الأيسر لجينيفير تتابع كما لو كانوا باتفاق ما !

_ :" و أجل هو إن أظهر وجهه البارد ذاك لن يعود للابتسام قريباً و على الأغلب سيستحق صفعة ما تُعيده للواقع .. "

 ~ روابط القدر ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن