~ روابط القدر ~

الفصل الثلاثون

وقف جين وهو يراقب الطبيب بقلق فشقيقه لم يصحوا بعد ولم يستجب ، تنهد الطبيب وهو ينظر لجين بينما ينطق بهدوء :" عليه الذهاب للعاصمة لأجراء عملية لقلبه ، وإن لم يحدث هذا فهو فقط قد يموت ! "

إتسعت عينا جين برعب وهو ينطق :" العاصمة ! أأنت جاد ؟ ألا يمكن القيام بها هنا ؟ "

أومئ سلبا وهو يجيب :" مستحيل فإمكانيات هذه القرية لا تسمح لنا بإجراء مثل هذه العمليات المعقدة هنا ! "

عض على شفتيه بغضب وهو يصرخ :" ولماذا إذا تسمون أنفسكم أطباء ؟ لماذا هنا يوجد مشفى لعين إن لم يحتوي على أدوات لعلاج المرضى "

أبعده الطبيب بحده وهو ينطق :" لا تصرخ بوجهي وكأنني السبب ! "

صمت قليلا وهو يتحدث مرة أخرى بهدوء :" إن كانت مشكلتك هي النقود فنحن نساعد من لا يمتلكها عند مغادرتهم للقرية "

تدخلت آنجلي لتنطق بهدوء :" زوجي لم يقصد هذا يا سيدي ، هو فقط قلق للغاية على شقيقه ، نرجوا المعذرة "

هي إنحنت له برسمية ليتنهد الطبيب ويغادر ، أليس وآلين كانا قد جلسا بجانب عمهما بالفعل ، نظر جين لشقيقه وهو ينطق بهمس :" هو تم نفيه من العاصمة وممنوع تواجده بها ، وأنا قاتل فار من العدالة "

عض على شفتيه قبل أن يتحدث بعزم :" آنجلي ألا ترغبين برؤية إيثان مجددا ؟ "

وهنا توسعت عيناها بألم وأومأت بصمت ، جين فقط يدرك بأنها ستعترض على عودتهم للمدينة لكن أي أم هي هذه التي سترفض رؤية صغيرها بعد كل هذه الأعوام ؟ لاسيما إن كانت مجبرة على تركه ؟

*****

كان يمسح على خصل شعره السوداء الناعمة وابتسامة لطيفة مرتسمة على وجهه ، نظر لورانس له بذات الصمت الذي إتخذه عنوان له منذ يومان ، تحدث رولند له بهدوء وشيء من الحنان :" لورانس إيم بإنتظار عودتك لها بفارغ الصبر "

ترقرت الدموع بعينيه الزرقاوتين بينما كان يشعر بألم فظيع بقلبه ، هو لم يتحمل فقط رؤية والده بذاك المنظر ، مهما فعل معه وأيا كانت أفعاله فهو والده !

وكأن ما رآه لم يكفي بل فقد والدته أيضا ، ما هو ذنبها هي الأخرى ؟ ربما والده شخص فظيع ، لكن والدته لا شأن لها بالحياة ! حرفيا هي فقط كانت تتهرب من واقعها المؤلم بالإحتفالات والتسوق .

نظر لرولند عندما مسح له دموعه التي إنهمرت دون شعور منه ، هو فقط نهض وألقى بجسده بإتجاه رولند بينما يشد بيداه حوله ، هو يعلم أنه ربما لا يستحق أن تتم مواساته من قبل أكثر شخص تعرض للإهانة والضرب من والده ، لذا صدم حقا عندما بادله رولند العناق بكل لطف وهو يمسح على شعره بحنان شديد بينما يهمس بصوت هادئ :" لا تخف لو ، كل شيء سيكون بخير ، أنا هنا لأجلك "