توقف التاريخ هنا ليشهد ومجددا على فظاعة البشر ، هو دون هذه الحادثة المريعة بين طياته بينما يسترجع بذاكرته حادثة وقعت قبل زمن طويل ، تحمل ذات طابع الخبث و الفظاعة فقط تبدلت وجوه الضحايا و الشهود ، هو وقف ليسجل بين أحداث الزمن أن هذه الأسرة مصابة بلعنة ما ، و كأنه يخبر الجميع بأنه هنا شاهد على الجريمتين وبأن البذرة السيئة لن تخرج زهرة تسر الناظرين ولا تعطر الأجواء بعبقها الندي .سيارات الإطفاء والشرطة إضافة لسيارات الإسعاف تقف بإنتظام أمام ذلك القصر المشتعل كالجمر، الدخول إليه بات مستحيلا لذا هم فقط رأوا أنه من المستحيل إنقاذ من بالداخل !
القصر الثاني لأسرة روبنز العريقة ، والذي يقطن به الشقيق الأصغر أليكسس مشتعل بشدة ، رجال الإطفاء وجدوا أنفسهم عاجزين تماما أمام قوة هذه النيران ، والصحفيون فقط مشغولون بإلتقاط الصور والثرثرة التي لا طائل منها وكأن من يحترق بالداخل ليسوا أناسا حقا .
الأسر النبيلة وعلى رأسهم الحاكم ينظرون لهول المنظر أمامهم ، إينوري كريس رولند ديريك وأسرته وأسرة جيفرسون هنا يقفون بمشاعر متفاوتة للغاية ، بين السعادة والقلق و الحزن !
دعونا نعد لساعتين أو ثلاثة كاملة حيث بدأ كل شيء من هناك ، بذلك الوقت ربما كانت الساعة تشير للسادسة مساءا كان لورانس بغرفة المكتب الخاصة به وهو يفكر بأوراق العمل ، وما إن إنتهى حتى رسم ابتسامة هادئة على شفتيه والتي سرعان ما تلاشت وهو يذكر حالة رولند بالأمس بسبب تلك الرصاصة ، هو عبس بينما يفكر بأنه لم يكن يعلم بأن عمه أيضا يستخدم مثل هذه الأساليب المزعجة .
تنهد بتعب وقد قرر التوجه لمكتب والده من الطابق نفسه بما انه أخبره على مائدة الغداء انه يريد الحديث معه على الساعة السادسة ، نظر للساعة ليجدها تعدت السادسة والعشر دقائق لينطق بهدوء :" يبدوا أن الأمر لن يمر على خير لاسيما إن كان غاضبا "
نهض ليتوجه للمكتب بآخر الرواق الهادئ فهذا الطابق بالذات لا يسمح لأحد من الخدم التواجد به فهو يحتوي على جناح سيد القصر وزوجته إضافة لمكتب أليكسس وابنه .
هو طرق على باب المكتب بينما يتحدث بهدوئه المعتاد :" أبي أنا هنا كما طلبت "
صمت بإنتظار الرد لكنه لم يتلقاه ليضيق حاجباه فهذا يعني أن والده غاضب وبشدة منه ، تنفس بعمق بينما يفتح الباب ببطئ لكنه ما إن فتحه حتى وقعت عيناه على منظر لن ينساه طوال حياته المتبقية - هذا إن تبقى له الكثير أساسا - .
والده كانت عيناه متسعتين بشدة وخاليتان من الحياة بينما هو يقسم بأنه يرى دموع عالقة بين رموشه ، وهنالك سكين مغروسة بقلبه ، هو لم يتمكن من التراجع للخلف أو على الأقل الصراخ لعل أحدهم يأتي ، فالنيران كانت تلتهم المقعد وجسد والده من الأسفل بينما تنتشر ببطئ للأعلى وتتغذى بالخشب الفاخر الذي صنع منه مكتبه .
أنت تقرأ
~ روابط القدر ~
Adventureعندما يجتمع غدر البشر مع خفايا القدر ... لا يبقى للصغير ولا للطيب مكان ... عندها يجب فرض السلاح بكل أنواعه ووسائله ... فتختفي البسمة والطيبة ليحل مكانه بحر من الغدر .. ويصبح العدو صديق وهو عدو .. لا يتغير .. يصبح الأخ غداراً .. يطعن بلا إهتمام ..بحر...