أيام تمضي... تتبعها أيام....
ما جدوى الأمس لولا أنه يحمل
ذكريات...
ما جدوى الغد
لولا أنه يحمل الأمل...
أيام تمضي تتبع بعضها
فلتتركوا قلبي الموجوع...
لتتركوا آلامي ...
كفاكم عبثاً بأحلامي
لما أنتم مصرون على إيقاظي
دعوني غافيةً
أحلم بأمي وأبي
بجدي وبحكاياته
دعوني ...
دعوني وذكرياتي
أرتاح ..
...........................
واروا جلال الثرى ودفنوه
جلس توفيق قرب قبر أخاه ينتحب رحيله، وكأن السماء شاركته الألم فبكت لحاله بقطرات مطر غزيرة تغسل هذه الأجواء المشحونة بالحزن
إنقضت أيام العزاء ثقيلة على هذه العائلة
حيث أتى لينا ورياض ثانية ليحضروا مراسم الدفن والعزاء
وهاهم الآن عزموا أمرهم بالرجوع من أجل أولادهما.
وضع أبا إحسان حقيبتهما في السيارة وأنطلق بهما للمطار
حلقت طائرتهما تحملهما وأحزانهما إلى غربتهم ثانيةأبا توفيق يجلس في الصالة واضعاً سارة في حجره يمسح شعرها ويقبلها فتسأله ببراءة
"هل يعني أن بابا مع ماما الآن في السماء يا جدي؟!"
أجابها بحزن وأسيةً
"أجل ياسارة أبيك لحق أمك ذهبا ليرتاحا فقد تعبا "
"وأنا أريد الرحيل عندهما "
ضمّها جدها بشدة مغمضاً جفنيه متألماً وقال
"لا،أنت ستبقين عند جدك فهو بحاجة لك،لن يأكل أو ينام إن لم تكوني موجودة"
"حسناً سأبقى،والآن أريد أن آكل، أنا جائعة يا جدي"
"هيا لنأكل معاً،هاهي جدتك وصلت" إنطلقت سارة لتمسك بيد جدتها التي نزلت من غرفتها حزينة مكسورة الفؤاد لوفاة ولدها
"جدتي أنا جائعة "
" تعالي يا حبيبتي، سأطعمك كل ماتحبينه"إنقضت الأيام تتوالى ومضى أسبوعان على وفاة جلال
ذات صباح وأبا توفيق لم يغادر إلى عمله بعد، أطرقت رأسها رابعة بعد أن دخلت الصالة والوقت صباح موجهةً كلامها لأبا توفيق
" سيدي،السيد أبا إحسان يستأذنكما يريد التحدث معك"
رفع حاجبيه مستغرباً
"دعيه يدخل يارابعة هوليس بحاجة لإذن ليدخل عندنا "
حين وصل أبا إحسان ألقى السلام
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
ردوا السلام أبا توفيق وأم توفيق
بينما سارة ركضت تلعب في الحديقة مع حسان فقد رأته من الباب الزجاجي الكبيرالذي يفصل الصالة عن الحديقة
"تفضل يا أبا إحسان إجلس"
أشار أبا توفيق للأريكة المواجهة له
جلس أبا إحسان مرتبك كأنه لايعرف كيف يبدأ الموضوع
"سيدي ،هناك أمر "
ثم صمت قليلاً،قاطعه أبا توفيق
"تكلم يارجل لما أنت مرتبك هكذا؟ أخبرني ما الأمر؟"
"الحقيقية هي أن السيدة هالة"
ما إن سمعت أم توفيق إسم هالة حتى ارتعبت وقاطعته قائلة
"هالة!؟،مابها هالة؟! "
"دعيه يكمل كلامه يا امرأة "
تابع أبا إحسان كلامه
"الواقع أن السيدة هالة كانت ترسل بعض المال لأيتام في الحي الذي يقطنه أخي وبموتها توقف الراتب إرتأيت أن أعلمك ياسيدي،لا أعلم؛ لكن"
قاطعه سريعاً ودون تردد
"كم كانت تدفع للعائلة ؟"
"عشرة آلاف شهرياً خمسة للأيتام وخمس لأم أحمد جدة الأيتام فهي أرملة منذ عشرين عاماً "
"وكم انقطع عنهم الراتب؟ منذ متى أقصد"
"منذ وفاةالسيدة هالة"
"حسناً إنتظر "
أشار لزوجته التي فهمته فوراً صعدت لغرفتهما ثم عادت تحمل ظرفاً فيه المال وأعطته لأبا توفيق فأخذه ومده لأبا احسان
"خذ يا أبا إحسان هذه عن شهران أوصلهم لهؤلاء الأيتام، ثم منذ اليوم راتب هذه العائلة ستأخذه مني أو من أم توفيق، من هنا من الفيلا ولو في حال وفاتي سيبقى هذا الراتب ساري المفعول"
"أطال الله عمركم وبارك فيكم "
نهض يريد المسير وعلامات الرضا على وجهه إستوقفه أبا توفيق واضعاً يده على كتفه وسار معه وضع مبلغاً من المال في يديه وهمس له
"هذه لحسان خصيصا،ً إشتري له بها قطار فقد سمعته بالأمس يخبر سارة بأن جده سيجلب له قطار كبير ولاتخبره أنها مني اتفقنا"
"ليبارك الله بمالك ياسيدي"
"يبدو أن من حمت سارة من الأذية تلك الصدقات المرسلة من هالة ولربما دعوة هذه العجوز لهذه العائلة ستدفع عنها الشر،من يدري لربما كان الحادث سيسفر عن موت الجميع."
قالت أم توفيق دامعة العينين
"حمى الله سارة بفضل صدقة هالة عن ابنتها"
![](https://img.wattpad.com/cover/103363482-288-k822642.jpg)
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
Romanceجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...