هلّا أتيت لتبوح بمكنونات صدرك ...
أخبرني أيها القادم من خلف الأفق
من خلف الجبال الممتدة
بأي أرض قلبك ؟
هلّا أجبت ...؟
فقد أرهق جفني السهر
وأتعبتني السنون
وهل بلغت سن الصبا
لتحل علييَّ لعنة أبدية؟
تلك اللعنة التي تسمى ...
.....حب....
..............
تتسارع دقات قلبها كلما رأته يمر بجانب مدرستها الثانوية ماضياً إلى جامعته
بعينيه الفيروزيتان يتابع خطواتها ونبضه يعلن الحب المكنون داخل صدره لها كلما مرت بجواره ....
فهما يلتقيان كثيراً في طريقهما يتبادلان تحيات صغيرة عرفاناً لصداقة طفولتهما ليس إلا ..
فقد شبت سارة في بيت جدها رحمه الله
وربتها جدتها أم توفيق وكانت لها نعم الأم والمربية
ربتها على العفة والحشمة والأدب
وعلى فهم الدين الصحيح
وأصبحت سارة مضربا للمثل في الأخلاق الرفيعة في مدرستها وبين صديقاتها
فضلاً عن رجاحة عقلها وذكاءها المتقد
وكان هذا يفرض عليها عدم مخالطة الشبان أو التحدث إليهم
الموجع في الأمر أن هذا الصديق يبادلها المحبة لكنه فضل الصمت لتفهمه لموقفه وللمسافات الشاسعة بينهما في المكانة الإجتماعية
إنطلق بها عزام والوقت مساءً عائدةً من زيارة منزل صديقتها سارحة في عالمها الخاص ..شابة في بداية شبابها قلبها قد مال لصديق طفولتها الذي يكبرها أربعة أعوام ...
أغمضت عينيها تقرأ أذكار المساء كانت قد تعلمتها من جدتها لتقفز صورة حسان لذهنها من جديد حاولت تهدئة قلبها مستغفرةً ربها أن لا تكون خاطئة في مشاعرهافي ظهيرة اليوم التالي عيناه تسبحان في الأفق وصورة سارة ترافقهما خارجة من مدرستها لينتبه على صوت زميله الذي ضرب كتفه يعيده من شروده
"هيييه حسان أين حلقت الآن؟"
أطلق ضحتكه حسان مخفياً توتره
"أنا هنا لازلت على الأرض"
"جميلة "
قالها يشير برأسه إلى سارة التي كانت تهم بصعود السيارة في نهاية يوم دراسي جديد ...فلكزه حسان بعصبية
"أغضض بصرك يارجل ...فهي إبنة السيد جلال حفيدة السيد عادل"
قال صديقه بتعجب
"ومن يكونون هؤولاء ؟!"
"أحقاً لاتعرف؟"
" أجل لا أعرف ،هل نسيت أني وافد جديد لمدينتك أتيت منذ أشهر فقط بسبب الجامعة "
"أجل صحيح ..تعال سأخبرك من هم طننت أن أباك قد تطرق يوماً للحديث عن أثرياء مدينتنا فعمله في بيع الفيلات والعقارات يجبره أحياناً على الإختلاط بكافة شرائح المجتمع وخاصة الطبقة الثرية منهم"
قال علي بعد أن يأس من التذكر
"لربما أخبرني وأنا نسيت"
"هيا ستدعوني على فنجان قهوة وأخبرك حينها "
"أدعوك ؟ ولما لاتدعوني أنت ؟"
قهقه حسان وقال
"لاتكن بخيلاً ياعلي ...حسناً.. هيا سأدعوك أنا "
إرتشف علي أخر رشفة في فنجانه وقال
"هكذا إذاً ... ليرحم الله السيد عادل مثله قد ندر في هذه الأيام"
شعور بالحزن تسلل لملامح حسان فأجابه
"أجل ولله ...السيد توفيق ليس مثل أباه ...لا أنكر شهامته و كرمه إلا أن عصبيته تجعلك تنفر منه أحياناً..."
"دعنا نمضي يا صديقي فالمحاضرة على وشك البدء لا نريد إغضاب الدكتور رائد"
علت البسمة وجه حسان وهو يدفع فاتورة الحساب ومضى مع صديقه يتحدثان
"إلا الدكتور رائد ...ياله من رجل عصبي أحياناً ينسى أننا وافدون جدد للجامعة ويريدنا أن نكون أطباء فوراً "
"أنا متأكد أنه لمصلحتنا"
"أجل ياصديقي متأكد من هذا أيضاً "
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
Romanceجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...