11

506 25 0
                                    

في اليوم  الموالي أيقظك سيهون: سينا... هيا استيقظي... لقد طلع النهار... هيه... 
فتحت عيناك و رمشت كي تعتاد عيناك على ضياء الصباح من حولك. رفعت نظرك فإلتقى بنظرات سيهون. فإنبهت إلى انك كنت تنامين على كتف سيهون. فرفعت رأسك بقوة. 
سينا: آخخخخ... إن رأسي يؤلمني... ماذا حدث؟ ايششش... ما هذا الألم الفظيع؟؟؟ 
وقف سيهون و بدأ بنفض الغبار عن سرواله. أجلت بصرك في المكان. فرأيت علب البيرة و السوجو ملقاة في المكان. وضعت يدك على فمك غير مصدقة. 
سينا: هل شربت الخمر؟ 😰😰😰 لا يمكن... غير معقول... (وقفت لتصبحي مقابلة سيهون الذي لا يزال ساكتا) يااااا... أيها السائق الغبي... لما فعلت هذا؟ لما جعلتني اشرب؟؟؟ ايششش... 
سيهون: لا داعي أن تهيني من حولك ما أن تستيقظي... ثانيا لقد كنت ثملة عندما وصلت... 
أمسكت بشعرك و بدأت تصرخين: ايششش... ما كان يجب ان اشرب... ايششش... اللعنة... 😵😵😵
وضع سيهون يده على فمك ليسكتك. 
سيهون: اسكت... اششش... اششش... لا داعي لكل هذه الجلبة... 
ابعدت يده و قلت: انت... انت لا تعرف... انا لا تتذكرين ما يحدث معي بعد أن اشرب 😢😢😢 و قد أفعل أشياء غبية و جنونية...
تجمد سيهون في مكانه و أحس أن الأرض تدور به 😲😲😲 و شعر بأنه هوى من على جبل شاهق. 
سألته و انت تتعلقين بيده: أرجوك أخبرني ما حدث... هل حدث أي شيء؟ 
أبعد يدك بجفاء و قال ببرود: لم يحدث شيء... أي شيء. 
و تركك متحيرة و سار. توجهت إلى غرفتك و انت متأكدة من شيئًا سيئا قد حدث. و ذلك بسبب تصرفات سيهون الغريبة. عندما سمعت باب غرفة سيهون يغلق خرجت فنظر إليك ببرود. نزل فلحقت به. 
سينا: انتظر... لنذهب معا... 
ظللتما تعملان طيلة فترة الصباح و كلما وجدت فرصة تسألينه عم حدث. و عندما بقيتما لوحدكما أخيرا. أمسكت بيده. 
سينا: أرجوك... أخبرني... 
ابعد يدك ببرود. و قال ببرود: لم يحدث شيء.. لقد سبق و أخبرتك لم يحدث شيء... اعتذر إن خيبت ظنك... لكن لم يحدث شيء من أي نوع. 
سينا: لم أكن أتوقع أي شيء بالعكس لقد أرحتني. كل ما هنالك أنني قد أكون سببت لك الإزعاج. فأردت أن اعتذر... عن اذنك...
هممت بالخروج لكنه أوقفك. 
سيهون: لا تزال أمامك مهمة أخيرة في رهاننا...
سينا: هذا جيد... ما هي؟ 
سيهون: سترافقينني هذا المساء إلى إحدى المزارع... سنبيت هناك للمساعدة في جمع الأزهار...
سينا بتوتر: مم... ماذا؟؟؟ از... از... أزهار؟؟؟ 😨😨
سيهون: هل من مشكلة؟؟؟ 
سينا: لدي فوبيا من الأزهار... منذ كنت صغيرة لا احتملها. 
سيهون: لما؟ الأزهار جميلة... 
سينا بخوف: لا أدري إن كانت جميلة أم لا... لكنني أخاف منها... 
سيهون: انسة كيم سينا. هل اعتبر هذا اعترافا منك انك خسرت الرهان؟ 
سينا: مم... ماذا؟ خسرت!!! 
سيهون: أجل... هذه آخر مهمة لك... و ان رفضت القيام بها فهذا سيعتبر انسحابا من التحدي. 
سينا: اسمع... يمكنني القيام بكل شيء... أي شيء.. أرجوك... سأنفذه... 
سيهون: لقد كان هذا نفس الكلام الذي قلته لي عندما بدأنا التحدي... و الان ترفضين.
سينا: كل شيء أقبل به سوى الأزهار... الأزهار شيء مختلف...
سيهون: لا.. هذه هي مهمتك الأخيرة و الخيار يعود لك في التراجع أو التقدم.... 
خرج سيهون فظللت واقفة في مكانك بعض الوقت و بعدها ركضت إلى جدك. 
سينا: جدي.. جدي... إن ذلك السائق الغبي يريد مني أن أقطف الأزهار... أرجوك أخبره أنني لا استطيع فعل ذلك.. 
الجد: اهدئي... اهدئي... و لا تقطفيها اذا...
سينا: لكنني ان لم أفعل سأخسر الرهان....
الجد: و هل الرهان مهم إلى هذه الدرجة؟ 
سينا: أجل... إنه كذلك... 
الجد: من جهة انت تريدين كسب الرهان لكن ذلك يستوجب عليك أن تقطفي الأزهار... و لكنك لا تستطيعين... و من الجهة الاخرى سيهون عنيد و مصر على أن يكون قطف الأزهار آخر مهمة لك... و أعرفه جيدا لن يتراجع ابدا مهما حدث... إنها معادلة صعبة... الحل الوحيد هو المحاولة...
سينا: ان أحاول قطف الأزهار؟؟؟ 😵😵😵
الجد: أجل... اسمعي كم بقي لك من يوم لتكسبي الرهان؟
سينا: ثلاثة أيام....
الجد: هذا جيد... ستوافقين و لكنك تطلبين منه أن يمهلك الثلاثة الأيام المقبلة لتحاولي فيها. 
سينا: لكنني متأكدة أنني لن أنجح...
الجد: لكنني واثق من أن حفيدتي قادرة على النجاح... و انا متأكد من انك ستكسبين الرهان و تعبت تثبتينا لنا جميعا انك لا تهزمين... 
سينا: ليتني أملك هذه الثقة... لكنني هذه المرة لا استطيع انا اتبجح و أقول أنني سأفوز... 
الجد: اسمعي يا ابنتي... اتعرفين ما هو الشيء الأهم من الفوز؟ 
سينا: لا...
الجد: المحاولة... ان تحاولي و تفشلي فذلك يعتبر شجاعة... أما أن تستسلمي و تتراخي فذلك يعتبر فشلا و جبنا... إن وافقت ان تقطفي الأزهار فقط يعتبر شجاعة لأنك مستعدة لفعل أي شيء من أجل أن تثبتي أنك صادقة في نواياك و لو تطلب ذلك أن تواجهي أكبر مخاوفك... هذا هو الفوز الحقيقي... 
سينا بتخوف: هل تعتقد ذلك يا جدي؟ 
الجد: أجل... انا واثق تمام الثقة من أن عزيزتي سينا ستنجح... 
سينا: لكن..
الجد:  دون لكن... ثقي بكلامي... 
سينا: سأحاول و لن ادع أي شيء يثبط من عزيمتي... 
الجد: أجل... هذه هي الروح المطلوبة... 
احتضنت جدك... و بعدها صعدت إلى غرفتك و ظللت تفكرين في كلام جدك و حسمت أمرك.... 
على طاولة العشاء أعلنت.
سينا: أيها السائق... انا سأرافقك إلى المزرعة لكن... لا تتوقع أن أقطف الأزهار...
سيهون: و هل نحن ذاهبان في جولة سياحية؟ 😡😡
سينا: اسمع... لا يوجد أحد شفي من مرض بين ليلة و ضحاها... أريدك أن تمهلني الأيام الثلاثة المقبلة كي أحاول فيها... أريدك أن تقرر فوزي من عدمه بعد ثلاثة أيام.... هذا شرطي... 
سيهون: جيد... انا موافق... 
حزمتما حقيبتيكما و قاد سيهون السيارة كنتما ساكتين في البداية لكنك تكلمت اخيرا: 
سينا: هل أسألك عن أمر ما؟ 
سكت و لم يجبك فعدلت عن الفكرة لكنه قال أخيرا. 
سيهون: تسألينني أسألك...
سينا: حسنا... موافقة...
سيهون: هذا جيد... تفضلي اذا...
سينا: أليس لديك عائلة؟ 
سيهون: هل أفهم من سؤالك انك بدأت تهتمين بي ام تريدين ترحيلي من القرية؟ 😜😜
سينا: لا هذا و لا ذاك... كل ما في الأمر أنني لاحظت أن جميع سكان القرية إما عائلة أو أقارب... يعملون معا طيلة اليوم و يعودون في نهايته إلى منازلهم... 
سيهون: في الحقيقة... لدي عائلة في سيؤول...
سينا: انت من سيؤول؟ 
سيهون: لقد نشأت و عشت هناك إلى العام الماضي.
و بعدها انتقلت للعيش هنا... 
سينا: و هل يمكنني أن أسأل لماذا؟ 
سيهون: سأشبع فضولك و أجيب على كل أسئلتك لكن بشرط أن تجيبي انت على أسئلتي فيما بعد...
سينا: حسنا... لما أتيت إلى الريف؟ 
سيهون: إمممم... كما قلت سابقا العائلة تتشارك العمل و تعود إلى المنزل معا... لذلك فالعائلة الحقيقية هي من يتشارك أفرادها التعب و الجهد معا... هي من يتقاسم أفرادها الألم و الحزن قبل السعادة و الفرح.. العائلة الحقيقية هي من يهتم أفرادها ببعض ليس لأن الفرد يحتاج العائلة و لكن لأن العائلة لا تكتمل من دون ذلك الفرد... لقد كبرت داخل عائلة تهتم بالمظاهر... عائلتي من النوع الذي يحب ان يظهر أمام الكاميرا... (سكت سيهون و كأنه أخطأ في الكلام و اعاد صياغة جملته) عائلتي لم تكن من النوع الذي يهتم كثيرا بالأفراد كعائلة و إنما ما يهم الفرد قبل عائلته... كنا عبارة عن مجموعة من الغرباء يعيشون تحت سقف واحد.. لا أتذكر أننا اجتمعنا على نفس الطاولة يوما... و لقد كنت احلم بتلك العائلة السعيدة المحبة... و أخيرا اكتشفت أن هذا النوع من العائلات لا يوجد سوى في الريف... لذلك جئت للعيش هنا... حيث تعرفت على جدك... و استقبلني في منزله. 
سينا: هكذا اذا... 
سيهون: جاء دوري... 
سينا: تفضل... 
سيهون: لما تكرهين الأزهار؟ 
سينا: لا أعرف... صدقا لا أعرف... كل ما أتذكره أن إحدى صديقاتي في المدرسة اهدتني باقة أزهار 💐 فأصابتني نوبة عطاس و سعال. حتى أنني أصبت بصعوبة في التنفس.. و نقلت إلى المستشفى... حيث شخصت بأنني مصابة بحساسية من الورود و الأزهار و حالتي خطرة كثيرة و هو دليل على أنني مصابة بفوبيا الأزهار... غريب أليس كذلك؟؟ بينما باقي البنات تستمتع بالازهار و تعتز بها انا لدي فوبيا منها... هههه... انني مثيرة للشفقة 😔😔😔
سيهون: لا ابدا... لكن الا تعتقدين بأن مرضك مرتبط بحادثة تعرضت لها؟ 
سينا: و هذا شيء آخر لا أعرفه... قد أكون تعرضت لحادث لكنني لا أتذكر جزء كبيرا من طفولتي و بعض الذكريات ضبابية و عندما أحاول تجميع أشلاء ذاكرتي أشعر بالتعب و الدوار 😷😷😷 انا حالة ميؤوس منها... هههه... 😅😅😅
سيهون: لا تضغط على نفسك... 
ظللتما تتحدثان براحة و سلاسة إلى أن وصلتما إلى المزرعة عند الساعة الحادية عشر ليلا 🕚🕚 استقبلكما صاحب المزرعة. و دلكما إلى غرفتكما. 
السيد بارك: أنتما آخر الحاصلين. تفضلا هذه غرفتكما...
سينا: هل تقصد توجد غرفة واحدة؟

الاميرة والمزارع Où les histoires vivent. Découvrez maintenant