آرثر

9.5K 316 1
                                    


دق الجرس معلنا دخول أحدهم لكن في هذه المرة لم يكن شخصًا عاديا إذ قامت بريدجيت بإستقباله بحفاوة؛ لابد وأنها كانت بإنتظاره

"اهلا بك عزيزي آرثر ، من هنا من فضلك .."
ثم بنظرة استحقار الى المنضدة التي تقف عندها ايڤالين و سكارلت " ايتها الفتاتان تعاليا هنا،.. انظرا جيدًا، هذا هو قريبي آرثر و سوف يعمل هنا بداومٍ جزئي من الآن فصاعدا "

كان آرثر طويل القامة لديه شعر بني جميلٌ مبعثر ، و ابتسامة ساحرة
ردت ايڤالين بكل لطف "مرحبا بك بيننا يا آرثر "
سكارلت "نعم اهلا بك "
آرثر بكل هدوء وابتسامته اللطيفة ظاهرة " شكرا لكما، سأحاول أن ابذل جهدي "

تنهي بريدجيت حديثها قبل ان تغادر بتحدي" همم، حسنًا هاتين ستحسنا التصرف معك بكل تأكيد "
تجيبها سكارلت مودعةً" شكرا لثقتك سيدتي " وهي تعلم ان ما حملها على قول ذلك ليس الثقة وإنما فرض الرأي والتحدي

تعود كلتيهما إلى مواقعهما لمتابعة العمل فيطرح آرثر سؤاله بهدوء
" إذًا ماذا علي أن أفعل ؟"
سكارلت "هل تود القيام بالتوصيل وتبديل الأزهار للمنازل؟"
آرثر "لا بأس بذلك"

لكنه بقي واقفا في مكانه دون حراك وكأنه حارس، مما جعل الاوضاع غير مريحة لهما لذا طلبت إيڤالين منه أن يبدأ العمل بسؤالها

"هلاّ نقلت صناديق البذور من عند الباب إلى الداخل؟ ،.. نحتاج فرزها في اقرب وقت"
أوّمأ بالموافقة مع ابتسامة خفيفه وانطلق للنقل

تهمس ايڤالين " سأفقد عقلي من تلك الساحرة، هل تزرع الجواسيس هنا ؟ "
سكارلت بذهول " لم يخطر ببالي ذلك الأمر، اتعتقدين أنها تفعل ذلك حقًا "
تجيب ايڤالين بسخرية واشمئزاز " تلك الساحره يمكنها ان تفعل مختلف أنواع الأمور ..صدقًا لم أعد استبعد اي شيء"
سكارلت "سيجعل ذلك عملنا صعبا"

اتبعت بتنهد
" يا إلهي ما العمل إذا، هل نعامله بطريقة خاصة؟ "
يرتفع صوت ايڤالين دون ان تشعر "هل جننتي أنت الاخرى ! "

يدخل آرثر حاملا احد الصناديق " هل من خطب ؟! "
تبتسم ايڤالين بتكلف وتجيب برفق " اوه بالطبع لا،.. تابع عملك" فضحكت سكارلت خفية فور أن استدار معاودًا اكمال عمله لتردف ايڤالين بيأس
" فقط لنحذر منه ولنتصرف بشكل جيد أمامه "

قبل انتهاء ساعات العمل تخرج سكارلت أوراق المتعاقدين من الدرج لتجد من بينهم ورقة اشتراك مادلين و صديقته، فتتبلج في ذاكرتها صورتهما يضحكان معًا ويتصرفان بودية لتغضب من نفسها اكثر
" لِمَ أثرت كل تلك الضجة حوله، من المحرج حقًا ان أبدو ضيقة الأفق هكذا"

تقاطعها ايڤالين موُدّعةً اياها
" كوني بخيرٍ دائمًا ولا تجعليني اقلق عليكِ،.. أراكِ غدا"
توقفها سكارلت قليلا
" سأذهب فورا لنيل قسط من الراحه" -ثم تنظر للأوراق وتكمل- " ايڤالين هلاّ سلمتها إلى آرثر "
"اوه، نعم بالطبع عزيزتي لقد تعبتي كثيرًا اليوم"

اخذت ايڤالين الأوراق لتعطيها آرثر في طريق خروجها ولكنها حين ناولته اياها، كان ينظر آرثر لاصبعه بينما يقطب جبينه قليلا ثم قبض الاوراق بكامل كفه عدا ذلك الاصبع

تسائلت ايڤالين " هل انت على ما يرام ؟ "
فأجاب " لا شيء مهم فقط خدش مسمار لم الحظه من ذلك الصندوق"
تهرع ايڤالين بطبيعتها القلقة - حتى ولو تظاهرت عكس ذلك- بالبحث في حقيبتها

- انتظر لحظة،.. اعتقد انني أحمل ضمادة جروح لاصقه في حقيبتي
- لا، لابأس لا حاجة لذلك
- لقد وجدتها بالفعل

وتضعها بيده وتهم بالرحيل "أراك غدا"
ينده بسرعة " إڤالين ! "
بتفاجئ " ماذا "
يبتسم بلطف " شكرًا "
تجيب بتعجب أيضًا " لا داعي للشكر..إنه لا شيء بالفعل "

ثم تغادر.

اجتياححيث تعيش القصص. اكتشف الآن