تقدمت ساقه نحو الداخل ثم ظهرت الازهار تدريجيا وقد حبستا انفاسهما جراء تلك اللحظة الحاسمه ثم تقدم برأسه من خلف الباب لينظر إليها وقد كان
غطاء الرأس المتمائل الخاص بسترته يغطي وجهه بشكل جزئي ويظللهتلك اللحظة التي جف فيه الدماء من عروقهما وكادتا أن تفقدان وعيهما من شدة توتر الموقف وما سببه من ذعر لهما
ثم قال بنبرة هادئه وبصوته المبحوح "مرحبا مجددا"
تلى ذلك فورا ركلة آرثر التي اوقعته ارضًا،.. لكنه سحب سكارلت لتقع معه واخرج من جيبه جهاز صعق كهربائي ووجهه نحو عنقها مما جعل الجميع يتجمد في مكانه دون حراك " دعوني اخرج من هنا بهدوء ولن أوذيها "ثم نهض بحذر ورفعها معه من على الارض دون
ان يزيح جهاز الصعق عنهايتقدم آرثر بهدوء ولكن تصرخ ايڤالين فورًا " لا توقف آرثر" -ثم توجه كلامها نحو رجل الازهار- "حسنا دعها اولا، ارجوك لا تؤذيها "
ثم تجثوا على ركبتيها وتجهش بالبكاء " اتوسل إليك "اجاب بارتباك " حسنا اخرسي سيسمعك الاخرون وسأوذيها عندها"
فتصمت ايڤالين لتبكي بحرقة بأنينٍ دون صوت
فيردف "تحركا من عندِ الباب سأدعها عنده وارحل بهدوء "عندها استداروا بحذر حتى وصوله عند الباب ثم تركها وذهب بعيدا في عتمة الليل وتسقط سكارلت بوهن وتنتفض خوفا في مكانها فتهرع إليها ايڤالين وتعانقها لتبكيان معا
ثم اخذت ايڤالين سكارلت الى سريرها لتستلقي وغطتها جيدا فقد كانت ترتعد من الخوف وجلست بجانبها..
امسكت ايڤالين بيد سكارلت"لا تقلقي يا عزيزتي انا هنا ،اغمضي عينيك وارتاحي الآن " نامت سكارلت بعد عناء، ثم ذهبت اڤالين لتتحدث الى ارثر الذي كان في غرفة الجلوس يجلس على مقعد امام الباب يراقبه بصمت منغمسا في تفكيره العميق
احس بقدوم احدهم فالتفت ليرى انها ايڤالين ..
سألها بقلق "هل نامت؟"
"أجل ولكن،.. انها خائفة جدا يا ارثر ضلت ترتجف طيلة الوقت، مسكينة هي عزيزتي سكارلت "
اجاب بصوت محبط "نعم "ثم اردف قائلا "انا اسف ايڤالين ..انه بسببي كان يجب علي ان اعلم بأن شخصًا مثله لن يأتي خاليا هكذا .. فبالتأكيد سيحمل سلاحا معه "
ضرب بكفه على جبينه ندما وهو يقول "كم انا احمق ...احمق "تدخلت ايڤالين وامسكت يده التي كان يضرب بها رأسه
"لا تقسو على نفسك هكذا ..ارجوك يا ارثر ..."
وضلت ممسكة بيده دون ان تشعر وقد احس برجفة في يدها ..فعلم حينها انها كانت تخفي خوفها امام سكارلت وقال في نفسه مدركًا "لقد كانت تتظاهر بالقوة بينما كانت ترتعش خوفا من اجل صديقتها،.. كم انتي مخلصة يا ايڤالين "
بينما ينظر إليها وتنظر هي بشرود، تداركت الامر فأفلتت يده بسرعة حرجة، وتوردت وجنتيها و ساد بينهما الصمت
وعندما احس بإرتباكها قال
"تستطيعين ان تذهبي لتنامي بجانب سكارلت،
أنا سأظل هنا تأهبا لأي أمر قد يحدث"
رفضت ايڤالين فورًا
"لا لا يكفي ما تسببناه لك من متاعب ..
انا لا اظن انه سيأتي مرة اخرى اليوم !
تستطيع الذهاب "لم يكن يريد الذهاب لكنه احس بإصرارها لذا وافق بتردد "حسنا كما تشائين،.. لكن اذا حدث شيءٌ ما ارجو منك اخباري "
اومأت ايڤالين "سأفعل"نهض وتوجه الى الباب على وشك ان يغادر ..
نادته ايڤالين من خلفه
"ارثر .."
التفت إليها فقالت
"انا حقًا ..ممتنةٌ لك"
وأجاب "لا بأس فأنا .. " ثم صمت لوهلة
تساءلت "ماذا .."
لكنه انهى بقوله "لا شيء، لا عليك ِ،ابقي بخير"
ثم غادر .

أنت تقرأ
اجتياح
Misterio / Suspensoما زال الفلاسفة يكتبون عن هذا العالم .. عن سوئه و بؤسه ، ... من المظلوم اذا كان المتعدي يظن انه قد ظُلم ؟ الكل يرى نفسه على حق ،والا لما تقدم خطوة.. هناك محركٌ آخر ، دائرة اخرى نحذو مسارها دون علمنا ، الابعاد التي نعيشها اكثر مما نظن ، و يالك من سا...