توجهت سكارلت الى منزلها حال انتهائها من العمل ، وقفت أمام الباب وهي تُدخل يدها في حقيبتها لتبحث عن مفاتيحها لكنها لم تجدهم، لذا افرغت حقيبتها بالكامل وهي تحاول التذكر اين وضعتهم
"إلهي اين مفاتيحي ، لا اُصدق علي العودة الآن"عادت بكل يئس وحين اقترابها من المتجر رأت ظل شخص يقفُ امام الباب ، تسائلت ما إن كان مالك المتجر لذا ذهبت مسرعة إليه قبل أن يغلق ، لكنها حال وصولها تفاجئت بأنه لم يكن هو بل كانت زوجته المتمردة بريدجيت وهذا لسوء ما كان ينقصها
وقفت سكارلت امامها وهي تحاول التقاط انفاسها بصعوبة بينما كانت بريدجيت تنظر إليها من زاوية عينيها بإزدراء متسائلة
"هل من خطب؟"اجابتها بإبتسامة متكلفة "اعتقد اني نسيت مفتاح منزلي ومجموعة مفاتيحي بالداخل"
فابتسمت ابتسامة ماكرة و وضعت المفاتيح في يدي سكارلت وقالت " اذًا يجب أن تتحملي مسؤولية المكان هذه الليلة حتى موعد فتح المتجر،.. وهذا يعني أن اي خطب يحصل سيقع على عاتقك؛ اليس ذلك مشوقًا !"اضمرت سكارلت غيضها، لكنها ارتبكت ولم تستطع الإعتراض
ثم امسكت تلك المتمردة بيدها النحيله ذقن سكارلت و امالته قليلا وقالت "انظري لكاميرا المراقبة قليلا،.. نعم.. حسنا هذا يكفي" ثم عادت ادراجها مع قهقهة سخيفة
فتحت سكارلت الباب بغضب، اضأت المكان وهمت بالبحث عن المفاتيح داخل غرفة التبريد، حتى استوقفها صوت تضارب المفاتيح من حيث الباب الرئيسي
قبض قلبها وحبست انفاسها وخرجت فزعة من غرفة التبريد ذاهبة نحو الباب تصرخ " مهلا،.. يوجد احدٌ بالداخل" وعندما حاولت فتحه وجدته موصد لذا حاولت ضرب الباب والإستغاثة لكن دون فائدة
التفتت خلفها لتجد من بين الظلمة رجل الازهار مجددا "سكارلت" وتقدم نحوها بهدوء دون أن ترى وجهه إذ سقطت ارضا من شدة الهلع وفقدت وعيها
في صباح اليوم التالي..
اخذ ضوء الشمس يتسلل إلى وجهها وبدأت تستعيد وعيها ببطء، رفعت جسدها المنهك بصعوبة لتجد نفسها على الكرسي الخشبي المحاط بالازهار وقد غطيت بمعطفٍ ثقيلهرعت بتوتر لتفقد الوقت من خلال هاتفها لتجد رسالة نصيه من رقم مجهول كُتب فيها ( أيتها الكاذبة، لم تعجبك الازهار )
وبارتباك جمعت ممتلكاتها على عجل، وكل ما ارادته لحظتها هو الفرار من هذا الكابوس و ضجيج التساؤلات الذي يملأ عقلها والعودة الى منزلها
وفي طريق عودتها خطر ببالها ذلك الزبون الذي طلب توصياتها في اختيار الأزهار، ولكنها سرعان ما دحضت تلك الفكرة بحجة ان الصدف لعبت دورها والتبس عليها الامر ليس إلا
رغم ذلك التقطت هاتفها لمكالمة ايڤالين واخبارها بما حدث فهي الشخص الوحيد الآن الذي بوسعه ترتيب افكارها
ايڤالين بتعجب "هل أنت متأكدة! ،..اخشى أن الإرهاق قد تمكن منك، فلم تكوني على ما يرام ليلة البارحة كذلك"
- لن اتوهم امورًا كهاته يا ايڤالين أنا متأكدة ان هذا ما حدث!
- حسنا سأتي إليك لنذهب الى المتجر معًا.
أنت تقرأ
اجتياح
Mistério / Suspenseما زال الفلاسفة يكتبون عن هذا العالم .. عن سوئه و بؤسه ، ... من المظلوم اذا كان المتعدي يظن انه قد ظُلم ؟ الكل يرى نفسه على حق ،والا لما تقدم خطوة.. هناك محركٌ آخر ، دائرة اخرى نحذو مسارها دون علمنا ، الابعاد التي نعيشها اكثر مما نظن ، و يالك من سا...