اللاحياة

4.3K 187 1
                                    


وعندما عادت سكارلت غادرت بريدجيت وبدأت ايڤالين بالتذمر
"يا الهي هذا لا يطاق اشك بأنها تملك قلبا حتى !"
سكارلت "لا بأس يا ايڤ"

آرثر" هل ذهبتي الى منزل السيد مادلين! "
سكارلت"نعم لقد ذهبت "
ايڤالين "وهل رأيتي صديقته معه"
سكارلت " لا، انها لا تعمل في الوقت الراهن "
آرثر " وكيف بدى... هل كان هناك شيئًا مريب"

سكارلت  "حسنا كان...لا اعلم، لطيفٌ ولكن
هناك شيءٌ غريب به، لا استطيع تحديده"
آرثر وهو ينظر لايڤالين "حسنا لا عليك سكارلت، هيا اذهبي بقرب المدفئة كي لا تصابي بنزلة برد"

ذهبت سكارلت وبقي آرثر مع ايڤالين 
" ارأيتي ايڤ يبدو انه يخفي شيئا... اكاد اجزم ان هناك امرًا يخفيه وسأعرفه"
ايڤالين وهي تفكر "نعم يبدو كذلك "

وضبوا المكان ثم غادر كلّاً لمنزله

تفتح سكارلت عينيها بهدوء بينما هي مستلقيه
فتجد نفسها مدفونة، تحت جبل من الجثث يجتاحها شعور خانق.. خانق بشده، حبيسة لظلمة القعر تصرخ استغاثة دون جدوى فالجميع موتا 

مندثرة لا يسعها سوى البكاء ومحاولة ابعاد تلك الجثث
بوجوههم الجامدة المرعوبة وتتسلقهم بوهن لتفر من هذه الانقاض البشرية المريعة

وبصعوبة خرجت من بينهم وحيدة لا احد حي سواها
واخذت تجري وتجري طويلا إلى اللا مكان تنظر للشاطئ الهادئ البعيد والبحر اللامتناهي الكبير والسفينة التي تقترب منها

دون ان تلتفت لجبال الجثث التي خلفها

تحمل معها الغضب والدموع والوحدة واللا حياة إلى
الحياة الاخرى التي بانتظارها تلو صعود السفينة

لكنما يعترض طريقها جندي مصوبًا السلاح نحو رأسها
ويصرخ بصوت خلت منه الرحمة "إلى اين !"

تنفجر بالبكاء وتنوح بشدة
ويصرخ إليها طفلاً صغيرًا باكيًا " من هنا، تعالي معي بسرعة !"

وتسمع من خلفها صوتًا يضحك ساخرًا ويقول للجندي "دعها تذهب"

فتفر إلى الطفل باكيةً ايضا ويهربان معًا ببكاء،
بينما يضحك الاثنان من خلفهما !

اجتياححيث تعيش القصص. اكتشف الآن