تستيقظ سكارلت بعد منتصف الليل
الجو دافئ هذه الليلة ، القمر مكتمل و الشوارع هادئة وكأن تلك اللحظه رسالة سلام ..كل شيء كان متصالحا معها ،أطعمت كلبها، و نظفت فناءها ثم جلست تتناول بعض الطعام أمام شاشة التلفاز وضؤه المنبعث بين الظلام حتى غفت الى صباح يومٍ آخر.في الثامنة صباحًا ذهبت الى المتجر، رأت آرثر يعمل بجد و يقوم بحمل صناديق الأزهار ، حال اقترابها منه قامت بتحيته و رد بدوره عليها تحية الصباح بكل لطف
ذهبت الى الداخل لترى ايڤالين وبكل نشاط وسعادة
- صباح الخير ايڤالين
- اهلا اهلا صباح الخير ، ما هذا النشاط اليوم، ارى أنك افضل بكثير ٍ الآن
- نعم ، كل شيء بخيرثم صمتت قليلا واتبعت
- ان آرثر يعمل بجد اليس كذلك يا إيڤ"
- نعم انه حقا على عكس ما ظننت، لقد اعتقدت بما انه قريب تلك الساحره فسيكون متعجرفا مثلها، لكن يبدو اني اساءت الحكم، اراه لطيفٌ، مهذب ومجتهد في عملهترمقها سكارلت بنظرة تحاذق "على مهلك يا إيڤ لِمَ كل هذا الثناء،اجل ارى ذلك فهو وسيمٌ بعد كل شيء"
ايڤالين بإندفاعية "توقفي عن السخافه انا لا اقصد شيئا كهذا "
سكارلت بسخرية "اجل لا تقصدين ، لا عليك، اني امازحك فقط "اوقفهما عن الحديث دخول آرثر حامًلا الصناديق ثم تضاربت الأجراس معلنة قدوم مادلين مع صديقته، وحال دخولهما وقف ارثر مذهولا من رؤيته
اتت سكارلت مستقبلةً
" مرحبا سيد مادلين فيما اخدمك !؟"
"اريد بعضًا من الأزهار لزيارة قبر والد عزيزتي "
"حسنا تفضل من هنا"كان ارثر لا يزال يقف بجمودٍ في مكانه وحين رأته ايڤالين اتت اليه "آرثر ..آرثر " لكنه لم يستجب لها فلقد بدا شارد الذهن تماما
ربتت على كتفه
-آرثر ما بك! هل انت بخير
- نعم لكن...
- لكن ماذا يا ارثر ؟راقب حتى ودعت سكارلت السيد مادلين ثم اكمل
- ايڤالين منذ متى وهذا الرجل يأتي الى هنا ؟
- من؟ اتقصد السيد مادلين !،.. آه نعم إنه زبون دائم لنا انه لطيف جدًا لقد اساءنا الحكم عليه مسبقا، لكن لا بأس
- ومن تلك التي بصحبته؟
- تلك صديقته المقربة..لِمَ ؟ ما بك ؟
- لكن يا ايڤالين انا اعرفها جيدًا، تلك مجرد فتاة مخادعة تعمل لأجل المال، كنت اعرف شخصا قد استأجرها لتمثل بأنها زوجته كي لا يشك احد فيما يعمل وكان عمله... صدقيني لا تريدي ان تعرفيتسلقت القشعريرة جسد ايڤالين وشعرت بالضيق لسماع ذلك
" اذا ايعقل ان ما ظنته سكارلت صحيح "
قطب آرثر ما بين حاجبيه و سأل بغضب
" هل فعلا شيئًا لسكارلت! "تطبق ايڤالين فمه فورا وتتذمر قائلة
" هل جننت؟ ، اخفض صوتك لا أريدها أن تسمعنا"
ارثر بتعجب " لِمَ لا! يجب ان تحذر هي ايضًا من هذان الأثنان"تضرب معدته بظاهر كفها
" الا ترى كم هي مختلفة اليوم ؟ انت لا تعلم ولكن مضى وقت طويل منذ ان رأيتها سعيدة هكذا "
وقف نصب عينيها وقال معترضا " اتفهم قلقك عليها ولكن تلك ليست الطريقة الصحيحة لذلك .. "
ثم تركها خلفه متمتما بضجر " انا حقًا لا افهم كيف تفكر النساء "ايڤالين تكاد تنفجر غضبا " يا إلهي ما خطب هذا الرجل !، ما تلك التصرفات هل يستعرض امامي أم يحاول إظهار رجولته! " ( النساء لا يمكن فهمهن !) هل يمتلك عقلاً حتى ؟ "
تذهب إلى سكارلت بينما تخفي الغضب بداخلها، لكنها سرعان ما نسيت غضبها بمجرد رؤية ابتسامة سكارلت التي غابت طويلا
تلاحظ سكارلت مجيئها فتبادرها الحديث
" ارأيتيه يا إيڤ؟ لقد بدى وجهه حزينًا جدا،
ذلك مؤسف لا بد وانهما متأثران "لم تستطع الكلمات ان تخرج من ايڤالين وكانت في حيرة من امرها، اتخبرها لتحذرها ام تترك سكارلت السعيدة تعود مجددا
ثم قالت فجأة " اريدك ان لا تظني ابدا انكِ وحيدة يا سكارلت، انا هنا دائما بجانبك "
ابتسمت سكارلت بتأثر " ما هذا، اتحاولين استثارة عواطفي فجأة !"تضحك ايڤالين
" ما خطبك، انا اعني ذلك حقا "
سكارلت بتنهد " اعلم ذلك، فأنتِ كل ما لدي، انتِ عائلتي واصدقائي وكل ما املك "يخرج آرثر فجأة من غرفة التبريد " هل ستبقيان تثرثران هنا طوال الوقت؟ ، حان وقت الذهاب للمنزل إنها العطلة أخيرًا "
ايڤالين "مالذي تفعله! ، أكنت تسترق السمع ؟!"
فيتجاهلها آرثر بإنزعاج " أود دعوتك يا سكارلت وصديقتك للعشاء فما رأيك؟، ايضًا أود اخبارك بأمرٍ ما "سكارلت باستغراب " هذا غريب، مالذي تريد اخباري به ! "
ايڤالين "هذا محال، لن نذهب معك لأي مكان"
آرثر "حسنا يمكنك الذهاب للمنزل،.. لنتحدث اثناء تناول الطعام يا سكارلت، هيا بنا "ايڤالين بأعتراض " ما هذا الهراء،.. لم سأدع صديقتي تذهب معك ؟"
يتجاهلها آرثر مجددا مع ابتسامة ساخرة " مالذي قلتيه يا سكارلت ؟"
تضحك سكارلت بدورها وتجيب " اوه حسنا، هيا بنا "
![](https://img.wattpad.com/cover/116893966-288-k797106.jpg)
أنت تقرأ
اجتياح
Mystery / Thrillerما زال الفلاسفة يكتبون عن هذا العالم .. عن سوئه و بؤسه ، ... من المظلوم اذا كان المتعدي يظن انه قد ظُلم ؟ الكل يرى نفسه على حق ،والا لما تقدم خطوة.. هناك محركٌ آخر ، دائرة اخرى نحذو مسارها دون علمنا ، الابعاد التي نعيشها اكثر مما نظن ، و يالك من سا...