-[ الماضي الذي تظن انك غادرته وانتهى في طي النسيان، هو في حقيقة الامر يتبعك كظلك ]-
تقرر سكارلت انها ستكون الفرصة الأخيرة حقا وتمنحه ذلك " انها حقا ستكون المرة الاخيرة للإستماع إلى هرائك "
تنهد برضى وحزن " انا حقا شاكرًا لك "
جلس امامها باهتمام "استمعي إليَّ بانصات رجاءً،.. هل تتذكرين ما اخبرتك إياه من قبل ؟"تشيح نظرها بانزعاج "نعم اتذكر الكثير من تلك التراهات"
تغاضى عن ردة فعلها واكمل " اتعلمين ما حدث بعد ان فات الاوان على انقاذ كل اولئك الناس وتحولهم إلى كومة من الجثث البارده !"
بدى عليها الاهتمام الشديد حتى مع تظاهرها بعكس ذلك
من ثم اردف
" لم تحملاني ساقيَّ وسقطت ارضًا ابكي بحسرة شديدة،
لقد كان مؤلمًا بشكل فظيع، المٌ اكبر من ان يحمله طفلاتلك الساحة التي لم تتوقف بها الحياة يوما كانت كثيرة النشاط والحركة اصبحت ساحة القتلا البائسين الضعفاء لم تكن لي عائلة ولكن كان السكان جميعهم اهلا وعائلةً لي
كنت قريبا من الجميع لكثرة الأعمال التي قمت بها لكنني بعد ذلك اصبحت يتيما مرتين
امسكني الرجل الذي طلبت منه تقديم المساعدة وعانقني بشدة مشفق مما رآه وما حل من قهر وخيبة،.. تمنيت لو ان عناقه ذلك ادخلني صدره الرحيم وانتهيت من هذا الكون كنبضة حانية..
رفعني ليجبرني على الرحيل فلم يكن من الصائب بقائي بعد كل ما حدث ولدوري في قصة تلك المدينة المنكوبة *ولكن في عمق الخيبة ازهر الامل*
ومن بين كل تلك الجثث كل أولئك الاموات خرجتي انتِ من العدم،.. طفلة تركضين مذعورة، نجت من بين الجميع !
اعتقدت ان بصيص الامل الذي خرجتي به ما لبث حتى انقطع؛ حين رأيت ذلك الجندي قد خرج امامك واعترض طريقك بتوجيه السلاح نحوك
صرخت إليك باستماتة،.. دعوت ان لا تضيعين مني انتِ ايضا، اردت بشدة ان نصعد السفينة ومعي ناجٍ واحد على الاقل ناجٍ واحد فقط !
وبالفعل وجدتك تهربين نحوي بينما كنتِ تبكين وكنا كذلك نبكي،.. حتى هذه اللحظة انا لا استطيع نسيان ذلك المشهد
كنت خائفًا بشدة بأن يصل جسدك إلينا بعد أن تذهب روحكِ إن أطلق ذلك الجندي
سحبت بتعجل إلى السفينة ونجونا بإعجوبة ما زلت تذهل عقلي"
كانت سكارلت متأثرة بشدة تنساب منها الدموع بغزارة دون ان تتمالك شعورها، تعقد ما بين حاجبيها وبزاويتا شفتين للاسفل مقوستين
بينما يمسح مادلين دموعه بظاهر كفه وبشكل متكرر ثم قال ببتسامة حزينة "انظري لقد جعلتني ابكي كذلك"
واردف "ألا تذكرين شيء حقًا،.. على متن السفينة استغل فشل مهمتها الهاربين لمختلف الاسباب البائسين الذين لم تشملهم الابادة "
فيروي لها ذكرياته التي فقدتها
*ذكريات مادلين*
(الصبي مادلين : لحسن الحظ انكِ نجوتِ
الصغيرة سكارلت تحدق في الفراغ بلا تعابير : لم انجو ! -ثم تنظر لمادلين بعينان متلألئتان بالدموع- لقد ماتو جميعا وتخلوا عني !)ولكن لان استطيع اجابة سؤالك،.. ولان كل شيء يحدث لاسباب، ربما نجوتِ لانك صوت ظلمهم ولانكِ كنتِ أملي وأملهم
فإذا بحلم سكارلت يباغت ذاكرتها والذي يحمل التفاصيل ذاتها، فتغطي بكفها عينيها وتنفجر بالبكاء عاجزة عن الكلام .
أنت تقرأ
اجتياح
Mistero / Thrillerما زال الفلاسفة يكتبون عن هذا العالم .. عن سوئه و بؤسه ، ... من المظلوم اذا كان المتعدي يظن انه قد ظُلم ؟ الكل يرى نفسه على حق ،والا لما تقدم خطوة.. هناك محركٌ آخر ، دائرة اخرى نحذو مسارها دون علمنا ، الابعاد التي نعيشها اكثر مما نظن ، و يالك من سا...