تسأل سكارلت
- أرى انك تعمل لوحدك، الم تعد صديقتك بعد "- لا انها تعاني من وقت صعب بالفعل،.. حتى انها تنزعج بعض الشىء إن اطلت البقاء معها !
- حقا!، هذا مؤسف بالفعل لكن لا بأس بذلك من الافضل ألا تصعب الامر عليها وتمنحها وقتا
- نعم،.. انا ايضا اعتقد ذلك انها تحتاج للبقاء قليلا بمفردها"
ساد الصمت قليلا
سكارلت بتردد " همم، هل يمكنني ان اسألك سؤلا ؟! "
يتراجع مادلين ليسند جسده على الكرسي مع ابتسامه طفيفه " هذا مشوق،.. إذا هل يمكنني ان اسألك أيضا "تزدرق سكارلت ريقها بتوتر "حسنا إذا !،.. إذا كيف اقول ذلك"
- اسألي باريحية لا داعي للقلق"
- انه مجرد سؤال فقط، اعني ان لا تأخذه كمسألة شخصيةتعود ابتسامته " تحدثي، انا استمع بالفعل ! "
اخذت نفسا عميقا وسألت " اين كنت ليلة البارحة؟ سيد مادلين !"
مادلين بإثاره "اووهه، هذا غير متوقع!"
انزعجت سكارلت قليلا "اتكلم بجدية سيد مادلين؟!"
اجاب مدركا "حسنا حسنا"تلاشت ابتسامته ونظر مباشرة في عينيها وبجدية " لقد كنت برفقتك الا تتذكرين !"
صعقت سكارلت وحل عليها صمت ثقيل، إذ بقيت تحدق بشيء من الشك والدهشة في آن واحد بينما مر تيار الرعشة بها من رأسها لاخمص قدميها
اتبع مادلين بلا تعابير وبنظرة فاتره " الا تتذكرين شيئا حقا ؟! "
كانت تحبس انفاسها دونما تشعر بينما تجتاحها وتعوث بها كلماته
ابتسم ساخرًا من جديتها " الا يمكنك سماعي حضرة المحققة سكارلت !. "
فتنفست الصعداء خفيه واطلقت زفرة غضب
مع ضحكة قصيرة مندهشة جراء الصدمة؛
وضحك مادلين بخجلمادلين " هذا ممتع حقا، لقد تقمصت الدور بلا تكلف
حتى اني كدت اصدق انني في فيلم بوليسي "
اضمرت سكارلت غضبها "هل تسخر مني الان !"نهضت من الكرسي فقفز من مكانه ايضا واعتذر بقلق
"انا اسف، لقد كنت امازحك فقط،... هل هذا اغضبك"
تلتقط حقيبتها "لا عليك" وتهم بالمغادرةيتبعها بانحراج ليوقفها لكنها قد استوقفها بالفعل رؤية المطر فهي لم تلحظ نزوله سابقا وتذكرت انها تركت المظلة في مكتب مادلين
فأنتهز فرصة توقفها ليحضر لها المظلة التي كانت معها وليعتذر مجددا
حلت على وجهه الجدية وبنظره عميقة وحزينة
" ليس من الممتع السخرية من آلام الآخرين،.. انا اعلم،
ليس من الممتع الضحك بينما يبكي الآخرين،.. انا اعلم ايضا...اعتذر بصدق عن ما بدر مني بسبب سذاجتي، انا حقا لم اقصد ذلك! "
تضع سكارلت كفها على جبينها وتغطي عينيها بانحراج
" انه خطأي، لقد بالغت ايضا؛ انا اعتذر كذلك،.. ما كان علي ان ابقى منذ البدايه " وانهت بقولها "انسى ما حدث،.. انا ذاهبه "لكنها تفزع عند فتح مظلتها السوداء والتي ملأتها شقوق تمزق بطريقة وحشية مخيفه
فما تمالكت نفسها حتى القتها ذعرا واشمئزازًا
فإذا بها تسمع صوت مادلين من ورائها وبنبرة ذهول
" يا إلهي، ماذا حل بها !... اعتقد الان انني اتفهم تماما سبب انفعاليتك !"
أنت تقرأ
اجتياح
Mystère / Thrillerما زال الفلاسفة يكتبون عن هذا العالم .. عن سوئه و بؤسه ، ... من المظلوم اذا كان المتعدي يظن انه قد ظُلم ؟ الكل يرى نفسه على حق ،والا لما تقدم خطوة.. هناك محركٌ آخر ، دائرة اخرى نحذو مسارها دون علمنا ، الابعاد التي نعيشها اكثر مما نظن ، و يالك من سا...