13: غضَبٌ مكبوت

268 43 45
                                    

حمل معطفه وأراحه ضد ذراعه، فوجىء بباب المنزل يُفتح وقد تهللت أساريره قبل أن تخبت ابتسامته فورًا وقد لاح القَادم أمامه.

"نايل.. عزيزي لقد عُدت." ابتسمت وهِي تضع حقائبها أرضًا، عقَّد حاجبيه معًا باستنكار تام.

"نورا؟" تسائل وبدت الغرابة فِي نبرة صوتِه، ابتسمت واقتربت لتعانقه بدفء.

"عزيزي، لقد اشتقتُ إليك.. تعلم لقد كان العمل مرهقًا لكنني فضلت أن أكون بجانبك." تهادى صوتها الرَّنان ممزوجًا بالسَّعادة إلى مسامعه. خطى للخلف مبتعدًا عنها.

"أوه أجل.. أستطيع أن أرى كم كان العمل مرهقًا." تمتم وقد مالت عيناه للونِ الأزرقِ الدَّاكن كالبَحر الهائج وسط عاصفة. 

"وأنهُ هناك رائحة رجل ملتصقة بكِ حدَّ اللعنة." هسهس وهُو يقبض بقوة على معطفه. اتسعت عينا نورا ذهولًا وسقط فمها.

"لا أريد معرفة أي شيء.. لكنني لا أريدك فِي حياتي بدءًا من هذه اللحظة نورا!" تابع وقد احمرت وجنتيه من الغضَب الذِي يغلي بداخله ويفور ببطىء.

"نـ.." حاولت نورا أن تعترضه، لولا أنه رفع يده في علامة لأن تخرس. تقدَّم نحوها وأمسك بمقبض الباب وتجاهل وقوفها تمامًا.

"دع حُبك للورينا ينفعك إذًا! لن تجدها!" صرخت فِي وجهه وقد فقدت رباطة جأشها، تطلع نحوها وكشفت شفتيه عن ابتسامة ساخرة مُرَّة.

"أجل! ودعِي خياناتكِ لي تنفعكِ لاحقًا!" أجابها، لتقع مياه وجهها أرضًا وقد إبيَّض وجهها. هز نايل رأسه بالنَّفي وفتح الباب ليخرج فورًا.

"لن تجدها! وسأحصل عليك يا نايل! سأحصل على أي شيء تملكه يا هذا!" هتفت واستمر نايل يسير عبر ممر المدخل. توقف لبُرهة واستدار نحوها ولم يختفِ التعبير السَّاخر من على وجهه.

"احصلي على البَيت وعلى أموالي.. لا أكترث! لأنني لن أحتفظ بشيء لمسته يديكِ القذرتَين. احصلي على المساعدة!" هتف في وجهها واستمر متجهًا نحو سيارته. بينما انهارت نورا عند المدخل وراحت تكسر أي شيء تقع عينيها عليه.

لقد فشلت، وفضحت أمرها فِي آنٍ.. ونايل تصرَّف بغير اكتراث وهو يرمِي أمام عينيها أوراقها المكشوفة من بين يديه. كنهاية لعرضٍ ألعاب الخِفَة.

* * * *

"أين بحق الله قد ذهب؟؟ من دفع كفالته؟" صرخ هارِي فِي الهاتف وقد بانت عروق عنقه بوضوح. تنهد نايل وهُو يلاحظ انفجار رفيقه كالبُركان الثَّائر.

"ماذا؟ لا أفهم الهُراء القذر الذِي تتفوه به يا هذا! كيف؟؟ اللعنة! بحق جهنم.. نعم؟ وهذا أيضًا؟!!" بقي هاري يثور على الطَّرف الآخر. ليتقدم نايل فورًا وينسل الهاتف من قبضة هارِي وقد تغضَّن أنفه وتغير صوته تمامًا ليغدو عميقًا أجشًا مليئًا بالغضب.

دموع الغُيوم || N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن