دموع الغُيوم || N.H

21: حفل خُطوبة واشتياقٌ مَرير

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولًا، الدِّراسة معفصتني عفص ما يعلمه إلا الله، وثانيًا أشكرني تاركة الواجبات على جنب واكتب الرواية لعيوني ولعيونكم *تغمز*

قراءة لذيذة.

* * * *

قهقهت لورينَا وهِي تسِير أسفل الورُود المُعلَّقة بالأعلَى عِند مدخَل منزل هَاري، كانت باربرا تخطُو بجانبها وهِي تهز رأسها آسفة على حال صديقتها.

"إلهي! بارب!" عَادت لورينَا تتطلع لرفيقتها التِي صبغت خصلات شعرها بالأشقر الذَّهبي بمُناسبة خطوبتها. ألقت باربرا نظرة عليها قَبل أن تُقلِّب عينيها بسُخرية واضحة على محياها.

"حامل!!؟" قهقهت لورينَا مِن جديد، لتمِيل باربرا وتقرص كتفها بغَيظ مكبوت. كتمت لورينا فمها وامتلأت عينيها بالدُّموع جرَاء فرطها الضَّحك.

"لا زلتِ تضحكين! يكفي!" نهرتها باربرا، لتسير مُبتعدة عن لورينَا للحدِيقة المُزينة بالأقحوَان البنفسج. لحقتها لورينَا وهِي ترفع فُستانها الأزرق الطَّويل بيديها لكَي لا تتعثر.

"إهدئي بارب! لا يُمكنني أن أُصدق أن والدته ظنّت بأن الأمر برمته كان لأنك.. حامل." تحدَّثت لورينا برصانة، لتفقد هدوئها وتُعاود الضَّحك والقهقهة. عاودت باربرا تقلب عينيها بامتغاض.

"لكنني لستُ كذلك، آن تسرَّعت بالاستنتاج لا أكثر.. وقد اعتذرت عن اعتقادها لاحقًا وانتهت المسألة.. وأنتِ هُنا لا زلت تسخرين من وضعي مع حماتي المُستقبلية." أردفت باربرا وهِي تتطلع نحو لورينا، التِي انهمكت في محاولة منع نفسها من الضَّحك على الأمر من جَديد.

"مُباركٌ لكِ من جديد بارب." هنأتها لورينا مُغيَّرة مجرى الحديث كي لا تضحك من جديد. خطوتا الفتَاتَين للدَّاخل بَعد بُرهة من إضفاء التعديلات الأخيرة على الطّّاولات والموائد المُخصصة للطَّعام قبل مجىء الضُّيوف خِلال المسَاء.

"إلهي، أنتِ مجنونة يا لورينا." سخرت باربرا، لترمقها لورينا قبل أن تُقلب عينيها بذات المثل.

"تضحكين على ذاتِ الأمر مرارًا وتكرارًا." تابعت باربرا، وهِي تدلف للمطبخ وتشرف على الموظفين العاملِين على الطَّعام وخدمة الضُّيوف لهذا المساء. تجاهلتها لورينا وانصرفت نحو غُرفة المعيشة التِي تُطل على الحديقة الخلفية المُزينة، والتي يتوسطها مسبح متوسط الحجم.

ذراعَان أحاطتها مِن الخلف لتجذبها إلى صدرٍ صلب، ابتسمت حِينما آلفت الذِّراعان ورائحة عطر صاحبها. إِستكَان رأسه عند كتفها بشُرود وكلاهما يتطلعان نحو الخَارج فِي صَمت.