(صبَاح اليومِ التَّالي)
مدَّ يده ليُشابكَ أصابعهما معًا، بينما رقَدت لُورينَا على السَّرير الأبيَض وعَادت ألوان الحياة لوجههَا بعد أن تمَّ توصِيل كِيس دمٍ إلى وريدها.
بقيَ يتأمل وجههَا النَّائم بملائكِيَّة. إنحنى وقبَّل جبينها مطولًا ولوعة فِي قلبه لم تنطفىء حتَّى بعد أن أخبروه بأنها على مَا يُرام.. وأنَّ الخطر المُحيط بهما قد إِنتهَى أخيرًا.
"أنَا آسف.. أنا آسف لوري." همسَ نايل وهُو يضغط على يدها البَاردة ليمنحها دفئًا. مَال جانبًا ليُقبِّل جفن عينها اليُسرى فثُمَّ جفن عينها الأُخرى ببطىء وبحميمية.
"سامحِيني، ما كَان عليَّ أن أترككِ تذهبين لوحدكِ، ما كَان عليَّ أن أنسى أمر نورا." تحشرجَ صوتُه ليُباشر فِي دسِّ وجهه فِي نحرها وقد ارتجف كتفاه.
"كدتُ على وشكِ أن أخسرك لورينا.. وربُمَّا للأبد!" تابع همسه بندم. ثُم استكانَ جسده قَريبًا منها وأغمضَ عينيه وهُو يُعانقها، مستنشقًا عطرها حدَّ الثَّمالة.
* * * *
مررت يدها على خصلاتِ شعره البُني، حيث استقر رأسه على صدرها وبدى كطفلٍ صغير يتمسك بهَا. ارتسمَت ابتسامة حَانية على شفتيها لتغدُو دموعًا علَى وجنتيها. شُعورها بالفُقدان عاد مجددًا وهذه المرَّة بشكلٍ أقسَى بعد معرفتها الحقِيقة.
ارتفع صدرها كاتمًا نحيبها، وهبطَ ليتحرك نايل ويُدس وجهه عند أعلى عنقها. تطلعت لورينَا للسَّقف وحاولت محُو الذِّكرى أو بالأحرَى.. إبعادها عن مجالِ تفكيرها حتَّى لا يستفيق نايل وتُذكره بوجعٍ أخذَ منه كُلَّ مأخذٍ حتى ينساه.
رفع رأسه مُغمض العَينينِ وقبَّل ذقنها بابتسامة عذبة، وفتح جفنَيه ليكشفانِ عن بحرٍ أزرقٍ صافٍ يكُون الغرق فِيه أجمَل من النَّجاة.
"صبـ.. لورينا! ما الأمر؟ هل تتألمين؟" مَال صوتُه النَّاعس للقلق وهُو ينهض عنهَا. أومأت لورينَا بالنَّفي ليُكوِّب وجنتيها ويُباشر بتقبيلها مرارًا وتكرارًا.
"أنا آسف.. أنا حقًا آسف. لن أكرر خطئِي. سامحِيني!" إعتذر نايل حِين أفلت شفتيها. ابتسمَت لورينَا وتسللت أناملها تعبث فِي لحيته.
"لا بأس، إنهُ ليس خطؤك نايل." أجابته بامتنان. ليتطلع عميقًا فِي فلكِ عينيها.
"لمَ تبكِين؟" تمتم وأنفه يُلامس مقدمة أنفهَا. تحاشَت النَّظر فِي عينيه فورًا وتطلعت للبعِيد.. حرقَة قلبها ازدادت وراحت تضطرم صدرها.
"حبيبتي.. لقد انتهَى.. لم يعد هناك من داعٍ للخوف. سنعيش أخيرًا." همس نايل وهُو يمِيل مقبلًا وجنتيها بدفء واهتمَام. نظرت لبُرهة في عينيه وفِي تلك اللحظة تخيَّلت طفلها الذِي فقدته يمتلك عينا والده، يجلس عند السَّرير متمسكًا بيدها، وشفتيه ترتجفَان من خوفه عليها.. وبجانبه نايل، والده يقهقه وهو يطمئنه والآخر ممسكًا بيدها الأُخرى خوفًا عليها سرًا.
أنت تقرأ
دموع الغُيوم || N.H
أدب الهواةأَنْتَ كعطايا السَّماء، شهيٌ ولذيذ كدُموعِ الغيُوم. - Cover by: @izaynab Trends: #864 IN FANFICTION - 02/10/17 #912 IN FANFICTION - 14/10/17 #867 IN FANFICTION - 18/10/17 #484 IN FANFICTION - 19/10/17